تعد الخلايا الجذعية حديث العصر في المجال الطبي، فأي شخص حول العالم قد سمع بهذه الخلايا على الأقل مرة واحدة في الأخبار، ويتساءل الكثير من الناس عما إذا كانت قادرة على مساعدتهم أو مساعدة أحد أفراد أسرتهم المصابين بمرض خطير.
يعد العلاج بزراعة الخلايا الجذعية قيد الدراسة حتى الآن وعلى الرغم من أن الدراسات لا تزال تجرى في قدرتها على علاج أي مرض، إلا أن الوعود مبشرة بمستقبل مبهر.
في هذا المقال نتحدث عن ماهية الخلايا الجذعية وكيف يتم استخدامها في علاج الأمراض.
الخلايا الجذعية (stem cells) هي المواد الخام في الجسم، أي الخلايا التي تتولد منها جميع الخلايا الأخرى، وفي ظل الظروف المناسبة في الجسم أو في المختبر تنقسم الخلايا الجذعية لتشكل المزيد من الخلايا تسمى الخلايا الوليدة.
تصبح هذه الخلايا الوليدة إما خلايا جذعية جديدة أو خلايا متخصصة (متمايزة)، الخلايا المتخصصة هي خلايا بوظيفة محددة ولا يمكنها الانقسام إلى أنواع غير النوع المتخصصة فيه، مثل: خلايا الدم أو خلايا الدماغ أو خلايا عضلة القلب أو خلايا العظام.
المميز في الخلايا الجذعية أنه لا توجد خلية أخرى في الجسم لديها القدرة الطبيعية على توليد أنواع جديدة من الخلايا.
يعمل العلماء على إيجاد طرق لتطوير الخلايا الجذعية من خلايا أخرى باستخدام تقنيات إعادة البرمجة الجينية، ولكن المصادر المتوفرة للخلايا الجذعية هي:
يحتوي جسم الإنسان على خلايا جذعية من لحظة تشكله وحتى مماته، ويمكن للجسم استخدام هذه الخلايا عندما يحتاج إليها، تعد الخلايا الجذعية البالغة في حالة غير نوعية لكنها أكثر تخصصًا من الخلايا الجذعية الجنينية، وتبقى في هذه الحالة حتى يحتاجها الجسم لغرض معين، على سبيل المثال: الحاجة لتجديد الخلايا الجلدية أو العضلية.
توجد الخلايا الجذعية البالغة داخل أنواع مختلفة من الأنسجة، وقد وجد العلماء خلايا جذعية في:
اقرأ أكثر: أمراض المناعة الذاتية: الأعراض والأسباب والعلاج
ومع ذلك فالبحث عن الخلايا الجذعية بشكل عام يعد أمراً صعباً، حيث أنها قد تبقى غير منقسمة ومحددة لسنوات حتى يحتاجها الجسم لإصلاح أو زراعة أنسجة جديدة.
يمكن أن تنقسم الخلايا الجذعية البالغة أو تتجدد ذاتياً إلى أجل غير مسمى، بمعنى آخر الخلايا الجذعية البالغة قادرة على توليد أنواع مختلفة من الخلايا المشكلة للعضو الأصلي أو تجديد العضو الاصلي بالكامل.
هذا الانقسام والتجدد هو التفسير لما يحصل عندما يلتئم جرح أصيب به الجلد، أو كيف يستطيع عضو مثل الكبد إصلاح نفسه بعد تلف أو فقدان جزء منه.
في الماضي اعتقد العلماء أن الخلايا الجذعية البالغة لا يمكنها التمايز إلا بناءً على نسيجها الأصلي، لكن تشير بعض الأدلة في الوقت الحالي إلى أنها يمكن أن تتمايز لأنواع أخرى من الخلايا لكن بشكل محدود.
ننصحك أيضاً بقراءة: زراعة النخاع العظمي
في المرحلة الأولى من الحمل بعد تلقيح الحيوانات المنوية للبويضة يتشكل ما يعرف بالجنين، بعد ما يقارب 3-5 أيام يتخذ الجنين شكل الكيسة الأرومية أو كرة من الخلايا.
اقرأ أيضًا:
علاج الحيوانات المنوية | الأسباب وطرق العلاج
جراحة استخراج الحيوانات المنوية
تحتوي الكيسة الأرومية على خلايا جذعية سيتم زرعها لاحقًا في بطانة الرحم، وتدعى هذه الخلايا بالخلايا الجذعية الجنينية، والكيسية الأرومية هي المصدر الوحيد لها.
عندما يريد العلماء دراسة الخلايا الجذعية الجنينية يقومون بأخذها من أجنة إضافية ناتجة عن الإخصاب في المختبر، ففي بعض الحالات التي يحتاج فيها الناس للتخصيب خارج الرحم يقوم الأطباء بتخصيب عدة بويضات في أنبوب اختبار للتأكد من نجاح واحدة على الأقل، ثم يقومون بأخذ الباقي كمصدر للخلايا الجذعية الجنينية.
تتميز هذه الخلايا بكونها غير منقسمة وغير متخصصة بشكل كامل ويطلق عليها كاملة القدرة، بمعنى آخر من الممكن جعلها تتمايز لأي نوع من الخلايا بشكل غير محدود، وبالتالي تشكيل أعضاء جديدة بشكل كامل مهما كانت.
في الحالة الطبيعية وبعد تشكل الكيسة الأرومية وقبل أن تنغرس في الرحم؛ فإن هذه الكتلة التي تتكون من ما يقارب 150-200 خلية والتي ستتحول لجنين تتكون من:
كتلة الخلايا الداخلية هي المكان الذي توجد فيه الخلايا الجذعية الجنينية، يمكن أن تتمايز الخلايا الجذعية الجنينية إلى أنواع خلايا أكثر من الخلايا الجذعية البالغة.
يأتي هذا النوع من النسيج الضام أو السدى الذي يحيط بأعضاء الجسم والأنسجة الأخرى، يستخدمها لإنشاء أنسجة جديدة للجسم مثل: الخلايا العظمية والغضروفية والدهنية، ويوجد أمل كبير على هذه الخلايا في المستقبل لحل مجموعة واسعة من المشاكل الصحية.
وهي خلايا جذعية صناعية أي يقوم العلماء بصنعها في المختبر، وذلك عن طريق استخدام خلايا الجلد وخلايا أخرى خاصة، تتصرف هذه الخلايا بطريقة مشابهة للخلايا الجذعية الجنينية، لذا يمكن أن تكون مفيدة في تطوير مجموعة من العلاجات، لكن مازال من الضروري إجراء المزيد من البحث والتطوير.
لتنمية هذا النوع من الخلايا الجذعية يستخرج العلماء عينات من أنسجة البالغين أو من جنين، ثم يضعون هذه الخلايا في مزرعة خاضعة للرقابة حيث تنقسم وتتكاثر ولكن لن تتخصص.
على الرغم من مزايا الخلايا الجذعية والوعود المبشرة، إلا أنها تملك العديد من السلبيات مثل:
يعطى المريض بعض الأدوية التي تزيد عدد الخلايا الجذعية في الدم، حيث تسبب الأدوية خروج الخلايا من نقي العظم إلى الدم ويصبح حصادها أسهل، ثم يتم سحب الدم من الوريد ووضعه في آلة لتصفية الخلايا الجذعية من الدم.
بعد الحصول على الخلايا الجذعية تحقن في المنطقة المراد علاجها للمريض نفسه، المميز في زراعة الخلايا الجذعية الذاتية أن الجسم لا يعطي رد فعل ضدها لأنها من الجسم نفسه.
يوجد عدد من السرطانات التي تستطيع عملية زراعة الخلايا الجذعية الذاتية علاجها وهي:
قد يهمك قراءة: علاج السرطان في تركيا | دليل شامل
كما أسلفنا سابقاً تكمن وظيفة الخلايا الجذعية بأنها قادرة على الانقسام والتجدد، بالتالي إصلاح وتجديد أي نسيج يعاني من إصابة أو خلل، والدراسات تعطي وعوداً بتبديل الأعضاء التالفة أو المصابة ولا أمل منها وتجديدها بأعضاء جديدة نمت من الخلايا الجذعية عوضاً عن أعضاء المتبرعين غير المتوافرة بشكل دائم.
يعد العلاج عن طريق زراعة الخلايا الجذعية أحد أكثر التقنيات المتطورة لعلاج الأمراض المستعصية، بعض الأمراض التي تم علاجها بواسطة زراعة الخلايا الجذعية هي:
اقرأ أيضًا: زراعة الشعر بالخلايا الجذعية | دليل شامل لعام 2022
بعد إجراء زراعة الخلايا الجذعية هناك بعض الأمور التي يجب معرفتها في المرحلة التالية:
تتميز الخلايا الجذعية الجنينية بأنها غير منقسمة وغير متمايزة، وعند زراعتها قد تنمو لتتمايز إلى النوع غير المطلوب من الخلايا، أو قد تنقسم بشكل غير مستحب أو لا يمكن السيطرة على انقسامها، لا تزال الدراسات تجرى حول كيفية التحكم في نموها وتمايزها وانقسامها.
بالإضافة إلى أن الخلايا الجذعية الجنينية تتميز عن غيرها من الخلايا الجذعية بتوليدها استجابة مناعية؛ حيث يرفضها جسم المتلقي لأنها أجسام أجنبية بما أنه يتم حصادها من أجنة في طور الأرومة فقط، و عدم القدرة على السيطرة عليها قد يسبب مضاعفات غير محسوبة ومرغوبة.
الاستنساخ العلاجي(somatic cell nuclear transfer) هو إحدى التقنيات الجديدة التي تهدف لخلق خلايا جذعية من المادة الوراثية لنفس المريض الذي يريد إجراء زراعة خلايا جذعية، حيث تأخذ بويضة غير مخصبة وتزال النواة من خلاياها.
ثم تأخذ نواة من المريض وتحقن هذه النواة في خلايا البويضة ويتم تخصيبها، ثم تتشكل كيسة أرومية لحصد الخلايا الجذعية منها، ويطلق على هذه العملية بالنقل النووي.
تؤدي هذه العملية إلى خلق مجموعة من الخلايا الجذعية المتماثلة وراثياً مع المريض، فهي تقوم بأخذ المادة الوراثية من شخص لإعطاء خلايا مستنسخة عنه، من فوائد هذه التقنية:
يوجد عدة أسباب لفشل زراعة الخلايا الجذعية مثل:
أكثر من نصف الأشخاص الذين خضعوا لعمليات زرع الخلايا الجذعية الذاتية لعلاج ابيضاض الدم الحاد تم شفاؤهم، كما يتم علاج ما يقارب من 40% من الأشخاص الذين يعانون من متلازمة خلل التنسج النقوي بعد زراعة الخلايا الجذعية الذاتية.
تعد زراعة الخلايا الجذعية من متبرع بديل حل غير مرغوب لتلافي رفض الجسم للخلايا الجذعية.
تعد تركيا من الدول الرائدة في مجال زراعة الخلايا الجذعية لجودة المراكز الطبية والمشافي فيها، إضفة إلى خبرة الأطباء العالية في إجراء هذا النوع من الزراعات. ومن الأمراض اتي تعالجها عمليات زرع الخلايا الجذعية في تركيا مرض السكري التي أعطت الأمل للمرضى بالشفاء الكامل من هذا المرض العضال.
تبدأ أسعار العلاج بالخلايا الجذعية في إنترناشونال كلينيكس بـــ 7000 دولار.
إذا كنت تعاني من السرطان أو مرض دموي فزراعة الخلايا الجذعية قد يكون الحل لمشكلتك، إنترناشونال كلينيكس تعد من العيادات المتطورة التي تقدم هذا النوع من طرق العلاج بأفضل وسيلة ممكنة، وذلك بالتعاون مع مشافي متعاقد معها لتقديم أفضل النتائج.