تقوم عملية زراعة النخاع العظمي على إزالة أنسجة النخاع المُصابة، والتي تكون مُتضرِّرة بسبب مرض السرطان على سبيل المثال أو أي أمراض تُصيب هذه الخلايا، وتعمل على استبدالها بأنسجة أخرى، أما النخاع العظمي فهو عبارة عن الأنسجة الهلامية أو اللينة أو النخاعية التي تكون بداخل تجاويف العظام، وهو ما يُعرف باسم الخلايا الجذعية، ويتحدَّد لون هذا النخاع عن طريق المواد المكونة للدم أو الأنسجة الدهنية، ويكون لونه إما أحمر، وإما أصفر، وقد ساعدت عملية زراعة النخاع العظمي في علاج بعض أمراض نقص المناعة واضطرابات الدم، وبالأخص اللوكيميا.
تتم عملية زراعة النخاع العظمي من خلال أخذ عيِّنة نخاع سليمة، وهي التي تكون في مركز العظام الإسفنجية، وتكون مسؤولة عن صُنع خلايا الدم، وتأخذ هذه العيِّنة، سواء من المريض نفسه، أو من مُتبرِّع تتطابق معه الأنسجة، ونستطيع معرفة ذلك عن طريق فحص الدم، وفي الغالب يكون المُتبرِّعون من أهل المريض، ويتم أخذ الخلايا المطلوبة من داخل تجويف العظم، وذلك بواسطة إبرة خاصة، أو بطريقة أخرى كإعطاء حقن تحضيرية وأخذ الخلايا من الدم، ويتم تحضير المريض لعملية زراعة النخاع العظمي في وقت سابق يصل إلى نحو 10 أيام، حيث يًعطى للمريض علاج كيميائي قوي، ويتم حقنه في الوريد، وكذلك يخضع للعلاج الإشعاعي، وهو نوعان؛ إما تعريض الجسم بالكامل للإشعاع، أو تعريض البطن والصدر فقط، وإن كان سيتم حقن المريض بعيِّنة جديدة منه هو فتؤخذ منه العيِّنة قبل البدء في هذا العلاج، ويقوم بعمل فحوصات قبل العملية مثل فحوصات الدم كاختبار كيمياء الدم واختبار التخثر، وفحوص أداء الكبد والكلى والبول وأخذ عيِّنة من النخاع العظمي للمريض، وذلك للتأكد من خلو الجسم من أي ملوثات كزراعة الدم والبول، كما يتم إعطاء المريض كثيرًا من السوائل، وعلي الرغم من صعوبة العلاج والفحوصات المطلوبة، إلا أنه لا بُدَّ من وصول المريض لحالة صحية جيدة تسمح بإجراء العملية.
وهي التي فيها حقن المريض بخلايا جديدة من جسمه، فيتم جمع الخلايا السليمة من جسم المريض، وتُعتبر هذه الخطوة ضرورية حتى يتمكن المريض من تحمل العلاج الجديد الذي يتعرَّض له قبل العملية، حيث يتسبَّب هذا العلاج في إتلاف خلايا النخاع، فبعد انتهاء مرحلة العلاج يحتاج المريض لعملية إنعاش لخلاياه، ولذلك يتم إعطاؤه الخلايا التي سبق سحبها منه، ونقل الخلايا الذاتية للمريض يساعد في عدم حُدوث أي مضاعفات بعد العملية.
يتم أخذ عيِّنة للنخاع العظمي من فرد آخر، سواء كان غريبًا من خلال سجل المُتبرِّعين للنخاع العظمي العالمي، أو من أهل المريض، ويفضل أن يكون من الإخوة من نفس الأب والأم، ويشترط مطابقة الخلايا بينهم حتى يقلل من نسبة حُدوث مضاعفات للمريض. أو يتم أخذ عيِّنة للنخاع العظمي من الحبل السري عند الولادة، وحفظها في بنك الخلايا حتى يتم نقلها لأي مريض محتاج تتطابق معه.
ويتم أخذ عيِّنة من النخاع العظمي للمتبرع بإحدى الطريقتين إما عن طريق استخلاصها من الدم أو يتم سحبها من داخل النخاع العظمي، ويلزم مُوافقة المتبرع على الطريقة التي يتم سحب العيِّنة بها، وقد يقترح الطبيب طرق أخرى أيضًا بناءً على مُوافقة المتبرع.
قد يتعرَّض مريض زراعة النخاع العظمي لبعض الآثار الجانبية، وقد تكون خطرة بعد العملية، ومنها:
تمتدُّ المدة اللازمة لزراعة النخاع العظمي، وحتى يتم حقن المريض بالخلايا الجذعية الجديدة من 3 أشهر: 18 شهرًا لإتمامها والتأكد من نتيجتها.
يُوجد كثير من الأسباب التي تجعل الإنسان في حاجة إلى زراعة النخاع العظمي من جديد، ويظهر ذلك بعد فشل العلاج في مُساعدة المريض على التخلص من مرضه، والقدرة على مُمارسة حياته بشكل طبيعي، ومن هذه الأسباب:
بعد التجهيزات التي تتم قبل عملية زراعة النخاع العظمي والتي تستغرق ما بين 12:10 يومًا يكون المريض جاهزًا لإجراء العملية، وتتم هذه العملية دون تخدير، حيث تُشبه عملية نقل الدم، فيتم حقن الخلايا الجديدة للمريض ويستمر تسريب الخلايا داخل الجسم من نحو 15 دقيقة، ويُمكن أن تصل إلى ساعتين أو أكثر، وبعد ذلك تبدأ الخلايا بالانتشار في جميع أنحاء الجسم.
بعد إجراء المريض عملية زراعة النخاع العظمي يكون جسم المريض غير قادر على إنتاج خلايا دم جديدة (كُرات الدم البيضاء والحمراء – والصفائح الدموية)، حيث تحتاج الخلايا الجديدة لفترة حتى تستطيع التكيف مع جسم المريض، وخاصة إن كانت مأخوذة من مُتبرِّع، وتختلف هذه المدة من مريض لآخر، وتكون في الغالب ما بين 21:14 يومًا.
يشعر المريض في هذه الفترة بالتعب والإجهاد، ويكون عُرضة للإصابة بالالتهابات، وقد يحتاج إلى العلاج بالمضادات الحيوية، ويكون في حاجة إلى التغذية السليمة وشرب كثير من السوائل، وفي بعض الحالات قد يحتاج إلى نقل الصفائح وكريات الدم الحمراء.
توجد كثير من الأسباب والحالات التي تحتاج إلى إجراء عملية زراعة النخاع العظمي، وذلك في حين عجز العلاج عن مُساعدة المريض في التوقف عن الألم ومُمارسة حياته بشكل طبيعي، ومن هذه الأسباب:
بعد إتمام عملية زراعة النخاع العظمي قد يبدأ حُدوث بعض المضاعفات للمريض، وقد تصل هذه المُضاعفات إلى حد الخطورة، الذي قد يُودي بحياة المريض، وقد أوضحناها سابقًا، ولكن أخطرها هو حُدوث داء المهاجمة بعد زراعة النخاع العظمي.
بعد مرور ما يُقرب من 3 أشهر بعد العملية، قد تقوم الخلايا المزروعة المأخوذة من متبرع إعادة تكوين الجهاز المناعي للحالة، وتبدأ في مُهاجمة جسم المريض وجميع أعضاء الجسم، وتتفاوت نسبة حُدوث المهاجمة فإن كان المُتبرِّع من أحد أفراد العائلة تكون النسبة من 40:30%، وإن كان من خارج العائلة فتكون نسبته أعلي وتصل إلى 80:60%، وعندما تصل المهاجمة إلى نسبة عالية فتتسبب في وفاة المريض، وذلك في الغالب مع مرضى سرطان الدم، ويحدث كل ذلك عندما تبدأ الخلايا في التَّعرُّف على الجسم الجديد وتكتشف أنه جسم غريب فتبدأ في المهاجمة ورفض التأقلم معه، وعند مرور وقت أطول علي العملية تقل نسبة حُدوث هذه المهاجمة، ويعمل الطبيب علي إعطاء المريض أدوية تمنع من حُدوثها وتثبيت الجهاز المناعي الجديد، ويجب الالتزام بهذه الأدوية ومواعيدها وعدم الإهمال فيها تحت أي ظروف، ومنع تعريض المريض للشمس لأن أشعة الشمس تسبب في حُدوث المهاجمة وبعد تعافي المريض وعند خروجه من المنزل يجب وضع كريم واقٍ وارتداء قُبَّعة لحمايته، ولكن يكون الأفضل عدم التعرض لها.
فتظهر أعراض المهاجمة بسرعة، وخاصة في الفترة الأولى بعد العملية، وتبدأ عندما تقوم خلايا الدم بالارتفاع داخل الجسم، ويبدأ بالتأثير على الكبد والبشرة والجهاز الهضمي.
معلومات التواصل
احصل على استشارة مجانية وإجابات على جميع أسئلتك عبر إكمال النموذج أدناه
احصل على استشارة مجانية وإجابات على جميع استفساراتك عبر تقديم الطلب أدناه