يوجد أكثر من 80 نوع من أمراض المناعة الذاتية، وغالباً ما تتشابه الأعراض مما يجعل تشخيص المرض صعباً، تعد أمراض المناعة الذاتية أكثر شيوعاً عند النساء وغالباً ما تنتشر في العائلات.
بعض هذه الأمراض خطير وبعضها الآخر ليس خطيرًا، ويمكن أن تساعد اختبارات الدم التي تهدف إلى البحث عن الأجسام المضادة الذاتية في تشخيص الحالة.
نقدم في هذا المقال كل المعلومات حول أمراض المناعة الذاتية، أعراضها ومسبباتها وطرق علاجها.
مرض المناعة الذاتية هو حالة صحية يهاجم فيها جهاز المناعة الجسم، في الوضع الطبيعي يحمي الجهاز المناعي الجسم من البكتيريا والفيروسات، وعند استشعار أي جسم أجنبي يقوم الجهاز المناعي بمحاولة التخلص منه.
أمراض المناعة الذاتية هي أمراض يصبح فيها الجهاز المناعي غير قادر على التمييز بين خلايا الجسم والخلايا الأجنبية، مثل: المفاصل أو الجلد، حيث يطلق بروتينات تسمى الأجسام المضادة الذاتية التي تهاجم الخلايا السليمة.
تصيب أمراض المناعة الذاتية النساء أكثر من الرجال، وذلك لأن جهاز مناعة النساء أقوى من الذي عند الرجال وعندما يصيبهن هذا المرض تكون الأعراض والإصابة أكبر وأقوى.
سنذكر أكثر 14 نوعاً شائعًا من امراض المناعة الذاتية:
ينتج البنكرياس هرمون الأنسولين الذي يساعد على تنظيم مستويات السكر في الدم، في السكري من النوع الأول يهاجم الجهاز المناعي الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس ويدمرها.
يمكن أن يؤدي ارتفاع نسبة السكر في الدم إلى تلف الأوعية الدموية والأعضاء، بما في ذلك القلب والكلى والعينين والأعصاب.
في التهاب المفاصل الروماتويدي يهاجم جهاز المناعة المفاصل، يسبب هذا الهجوم احمرار ودفء وألم وتيبس في المفاصل، على عكس الفصال العظمي الذي يصيب الأشخاص مع تقدمهم في السن.
يمكن أن يبدأ التهاب المفاصل الروماتويدي في عمر مبكر، في سن الثلاثين أو قبل ذلك.
تنمو خلايا الجلد ثم تسقط عندما لا يصبح هناك حاجة إليها، تسبب الصدفية تكاثر خلايا الجلد بسرعة كبيرة ثم تبدأ هذه الخلايا الزائدة بالتراكم وتشكيل بقع حمراء ملتهبة.
عادة ما تكون القشور فضية / بيضاء على الجلد الفاتح اللون، أرجوانية / بنية داكنة على الجلد الداكن اللون، يعاني ما يصل إلى 30% من المصابين بالصدفية من تورم وتيبس وألم في مفاصلهم أيضاً، يطلق عندها على المرض التهاب المفاصل الصدفي.
يؤدي التصلب المتعدد إلى إتلاف غمد المايلين، وهو الطبقة الواقية المحيطة بالخلايا العصبية في الجهاز العصبي المركزي، حيث يؤدي تلف غلاف المايلين إلى إبطاء سرعة نقل السيالة العصبية بين الدماغ والحبل الشوكي ومن وإلى باقي أجزاء الجسم.
يمكن أن يؤدي أيضاً إلى التنميل والضعف ومشاكل التوازن وصعوبة المشي، ويأتي المرض في عدة أشكال تتطور بمعدلات مختلفة، وفقاً لدراسة أجريت عام 2012، يحتاج ما يقارب 50٪ من المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد إلى المساعدة في المشي في غضون 15 عامًا بعد بدء المرض.
وصف الأطباء في القرن التاسع مرض الذئبة لأول مرة على أنه مرض جلدي بسبب الطفح الجلدي، الشكل الجهازي منه الأكثر شيوعاً يؤثر على العديد من الأعضاء بما في ذلك المفاصل والكلى والدماغ والقلب.
يصف مرض التهاب الأمعاء الحالات التي تسبب التهاباً في بطانة جدار الأمعاء، حيث يؤثر كل نوع من أنواع مرض التهاب الأمعاء على جزء مختلف من الجهاز الهضمي:
يؤثر مرض أديسون على الغدد الكظرية التي تنتج هرمونات الكورتيزول والألدوستيرون بالإضافة إلى هرمونات الأندروجين، يمكن أن يؤثر القليل جداً من الكورتيزول على كيفية استخدام الجسم للكربوهيدرات والسكر (الجلوكوز) وتخزينه، أما نقص هرمون الألدوستيرون يسبب فقدان الصوديوم وزيادة البوتاسيوم في مجرى الدم.
تشمل الأعراض الضعف والتعب وفقدان الوزن وانخفاض نسبة السكر في الدم.
يهاجم مرض غريفز الغدة الدرقية في الرقبة، مما يؤدي إلى إفراز الكثير من هرمونات الدرق بشكل غير منتظم، تتحكم هرمونات الغدة الدرقية في استخدام الجسم للطاقة، وتعرف هذه الهرمونات باسم هرمونات التمثيل الغذائي.
يؤدي وجود الكثير من هذه الهرمونات إلى زيادة سرعة أنشطة الجسم، مما يتسبب في ظهور أعراض مثل: العصبية وسرعة ضربات القلب وعدم تحمل الحرارة وفقدان الوزن.
أحد الأعراض المحتملة لهذا المرض هو جحوظ العين، الذي قد يكون عند ما يقارب 30% من المصابين بمرض جريفز وفقاً لدراسة أجريت عام 1993.
في هذا المرض يتم مهاجمة الغدد التي توفر الترطيب للعينين والفم، ولكنه قد يؤثر أيضاً على المفاصل أو الجلد.
عند نسبة بسيطة من الناس قد يؤدي المرض إلى تضخم في الغدد اللمفاوية, التهاب بالشرايين، التهاب بالرئة وتليفها، تأثر الكلى، الكبد, الأعصاب والعضلات. عند نسبة بسيطة من المرضى -أقل من خمسة بالمائة 5% - قد يسبب المرض أورام سرطانية في الغدد اللمفاوية.
يتباطأ إنتاج هرمون الغدة الدرقية مما يسبب حدوث نقص فيه، تشمل الأعراض زيادة الوزن والحساسية العالية للبرد والإرهاق وتساقط الشعر وتورم الغدة الدرقية (تضخم الغدة الدرقية).
يؤثر الوهن العضلي الوبيل على النبضات العصبية التي تساعد الدماغ على التحكم في العضلات، عندما يكون الاتصال بين الأعصاب والعضلات ضعيفاً يصبح توجيه العضلات للانقباض أمراً مستحيلًا.
أكثر الأعراض شيوعاً هو ضعف العضلات، الذي يزداد سوءاً مع النشاط ويتحسن بالراحة، غالباً ما تتأثر العضلات التي تتحكم في حركات العين وفتح الجفن والبلع وحركات الوجه.
يهاجم الجهاز المناعي الأوعية الدموية مما يؤدي إلى التهاب ناتج عن تضيق الشرايين والأوردة، الأمر الذي يسبب تدفق كمية أقل من الدم من خلال الأوعية الدموية.
تسبب هذه الحالة نقصاً في بروتين تتم صناعته من قبل خلايا بطانة المعدة، وهو عامل ضروري للأمعاء الدقيقة لامتصاص فيتامين B12 من الطعام، من دون كمية كافية من هذا البروتين يصاب المرء بفقر الدم وتتغير قدرة الجسم على إنتاج الحمض النووي المناسب.
فقر الدم الخبيث أكثر شيوعاً عند كبار السن، وفقاً لدراسة أجريت عام 2012 فإنه يؤثر على 0.1% من الأشخاص بشكل عام، وما يقارب 2% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً.
يسبب تساقط الشعر في منطقة واحدة، أو مناطق متعددة من فروة الرأس، أو الوجه، أو الجسم، دون أن يخلف ندبات أو علامات. يصيب المرض الأشخاص في مختلف الأعمار، ولكن معظم الحالات تتطور لأول مرة في مرحلة الطفولة.
يهاجم الجهاز المناعي بصيلات الشعر في منطقة ما من الجسم، وعدم الحصول على علاج يسبب انتشار المشكلة لباقي أنحاء الجسم وقد يصيب الأظافر.
قد يهمك قراءة: طرق علاج الثعلبة نهائيا ما هي وهل هي معدية 2022؟
تتشابه الأعراض المبكرة للعديد من أمراض المناعة الذاتية مثل:
يمكن أن يكون للمرض المناعي الذاتي أعراضه الفريدة، مثلاً: يتسبب مرض السكري من النوع الأول في العطش الشديد وفقدان الوزن والإرهاق، ويسبب مرض التهاب الأمعاء ألم البطن والانتفاخ والإسهال.
يوجد في بعض أمراض المناعة الذاتية فترتين زمنيتين هما:
قد تكون الأعراض مثل: التعب وآلام العضلات والتورم والاحمرار علامات على وجود مرض مناعي ذاتي، لكنها قد تظهر وتختفي بمرور الوقت.
لا يوجد سبب دقيق للإصابة بأمراض المناعة الذاتية، حيث أن أي أمر قد يسبب خللًا في منظومة الجهاز المناعي مما يسبب المرض المناعي الذاتي، لهذا لم يستطع العلماء حتى الآن تحديد سبب الإصابة، لكن هناك عوامل خطر قد تزيد من فرصة الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، تشمل عوامل الخطر ما يلي:
يعد تشخيص أمراض المناعة الذاتية أمراً صعباً؛ لتشابه الأعراض فيما بينها وتأخر ظهور الأعراض المميزة لكل مرض، تعاون المريض يؤدي لتسهيل التشخيص أكثر على الأطباء عن طريق:
لا يوجد علاج لأمراض المناعة الذاتية ولكن يمكن السيطرة على الأعراض، حيث يختلف نظام المناعة والوراثة والبيئة لدى كل شخص، مما يعني أن علاج مرض المناعة الذاتي يختلف بين شخص وآخر ويجب أن يكون فريداً.
يوجد بعض الأدوية المستخدمة في علاج أمراض المناعة الذاتية أو تخفيف أعراضها مثل:
بعض الناس يجربون الأدوية وطرق العلاج البديلة مثل:
قد لا يكون من الممكن منع الإصابة بأمراض المناعة الذاتية، ولكن ينصح بعض الخبراء بتجربة هذه الأمور لتقليص نسبة الإصابة وهي:
نعم، تعد أمراض المناعة الذاتية من أخطر الأمراض التي قد تصيب الإنسان، لأنها تحول جهاز الدفاع الذي يجب أن يحمي الجسم إلى مرض يهاجمه.
تقريباً لا، يوجد بعض الأمراض التي يمكن شفاؤها وإعادة الجهاز المناعي لطبيعته، ولكن هذه الأمراض قليلة جداً ولا يمكن الشفاء من أغلب أمراض المناعة الذاتية، والحصول على العلاج يقلل من الأعراض أو يؤخر سير المرض بشكل نسبي، أو يوفر المواد التي لا يستطيع الجسم إنتاجها بشكل طبيعي.
إن أمراض المناعة الذاتية أمراض غير مُعدية لا يمكنها الانتقال من شخصٍ لأخر.
تمتلك إنترناشونال كلينيكس بالتعاون مع شبكة المشافي المتعاقد معها أفضل الأطباء الاختصاصيين ذوي الخبرة الواسعة والكبيرة؛ القادرين على تقديم تشخيص طبي دقيق، بالإضافة لتقديم أفضل الخدمات الطبية، لمساعدة أي مريض في رحلة علاجه والحصول على نتائج ترضي توقعات الجميع.