يعتبر سرطان الثدي من أكثر أنواع السرطانات انتشارًا، وخاصَّةً بين النساء، كما أنه يُصيب الرجال أيضًا، ولكن بنسبة قليلة. وينتج سرطان الثدي عن تكاثر الخلايا التي تُكوّن أنسجة الثدي بشكل غير طبيعي. ولا يُسيطر عليها، فتتحوَّل إلى خلايا سرطانية. وتُسبِّب نُمو ورم في الثدي، وقد تكون تلك الأورام إما حميدة، وإما خبيثة.
وقد ساهمت سُبل التوعية للكشف المبكر وكثرة الدِّراسات والأبحاث حول سرطان الثدي، في الحد من نسبة عدد الوفيَّات واستكشاف طرق جديدة في العلاج ساهمت بشكل كبير للعودة إلى الحياة الطبيعية للمُصاب. حيث يُقدِّر الطبيب المختص طريقة العلاج، سواء كانت بالأدوية، أو من خلال الجراحة.
يؤكد علماء الطب أن هناك فرقًا بين ورم الثدي الحميد والخبيث. حيث يتميز السرطان الخبيث بأن الورم عادةً ما يكون غير مُنتظم الشكل وصلبًا ولا يتحرك، ولا يسبب ألما. بينما في الورم الحميد يكون دائريًّا ومنتظمًا ومطاطيا.
وفي سرطان الثدي الخبيث تخرج إفرازات دموية من الحلمة دون الحاجة للضغط عليها عصرها وتدخل الحلمة إلى داخل الثدي، بينما في سرطان الثدي الحميد لا تظهر الإفرازات إلا بعد الضغط أو العصر على الحلمة.
تعتبر الوراثة أحد أسباب سرطان الثدي. إذ تشكل ما نسبته 5-10% من الإصابات، وقد أكَّد علماء الطب أن بعض العائلات ممن لديهم تاريخ في الإصابة بالأورام السرطانية. لديهم خلل في جين أو أكثر يُعرِّض الأبناء لخطر الإصابة بالمرض أو سرطان المبيض بشكل مرتفع.
ومن الأسباب أيضًا وجود خلل في بعض الجينات مثل رنح توسع الشعريات وجين P53 المسؤول عن الحد من الأورام، والعوامل الوراثية أو خلل الجينات مع العوامل البيئية المحيطة يزيد من خطر الإصابة بالمرض.
هناك عديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي. إلا أنها ليس بالضرورة أن تكون الإصابة حتمية. والعكس هو الصحيح، فهناك عديد من الحالات النسائية أُصِبن بالمرض دون معرفة السبب الحقيقي وراء الإصابة. ومن تلك العوامل ما يلي:
الكشف المُبكّر لمرض سرطان الثدي وزيادة الوعي يزيد بنسبة كبيرة من نسبة الشفاء. فمعظم الأورام التي يتم فحصها عادة ما تكون حميدة، إلا أنها تعد من علامات سرطان الثدي سواء للنساء أو للرجال. لذلك يجب زيارة الطبيب المُختص وإجراء الفحوصات اللازمة إذا ظهر أي عرض من أعراض مرض سرطان الثدي التالية:
أما أعراض سرطان الثدي الحميد فتتمثَّل في:
إذا لاحظ المُصاب ظهور أي عرض من الأعراض. عليه الذهاب فورًا إلى الطبيب المُختص لإجراء فحص سرطان الثدي والذي يتمثَّل بالفحص السريري والفحص بالتصوير الإشعاعي. وفي حال كان المصاب امرأة يفضل زيارة الطبيب بعد انقضاء دورة شهرية واحدة والتأكد إذا لم تختف الأعراض والتغيرات في شكل الثدي.
ينصح الأطباء النساء بعد سن العشرين عامًا بعمل فحص ذاتي للثدي بشكل دوري. كإجراء احترازي للكشف المبكر عن المرض، ولعمل الفحص الذاتي يجب اتباع الخطوات التالية:
يقوم الطبيب المُختص بفحص الثدي للكشف عن وجود كتل أو تغيُّر في شكل الثدي وحجمه. حيث يتمكَّن الطبيب من اكتشاف الكتل بطريقة أفضل من الفحص الذاتي. ويلاحظ أيضًا ما إذا كان هناك ازدياد في حجم الغدد اللمفاوية من خلال فحص منطقة الإبط.
يطلب الطبيب من المُصاب عمل تصوير للثدي بواسطة أشعة رنتجن، بالإضافة إلى الفحص بواسطة التصوير الإشعاعي التشخيصي (الماموغرام)، حيث يتم التصوير بأشعة إكس. ليحصل الطبيب على دقة أكثر في التشخيص، واكتشاف وجود الكتلة.
يتم الفحص بواسطة التصوير بالموجات فوق الصوتية للكشف عن نوع الكتلة الموجودة في الثدي. ومعرفة ما إذا كانت صلبة (خبيثة) أو مملوءة بالسوائل (حميدة).
يتم حقن المريض بصبغة في الوريد للحصول على صورة واضحة من الثدي، ويتم عمل هذا الفحص للتأكد من وجود السرطان ومدى تطوُّره وانتشاره.
وهي الفيصل الذي يؤكد من وجود الكتلة السرطانية وتحديد نوعها، ويتم إجراء الخزعة للمُصاب بعد عمل الفحوصات السريرية والتصوير الإشعاعي، حيث يتم أخذ عيِّنة من نسيج الثدي.
يعتمد علاج سرطان الثدي على مراحل تطوُّر مرض السرطان لدى المُصاب، إلا أن معظم الحالات تحتاج إلى جراحة سرطان الثدي لعمل استئصال للثدي، سواء كان جزئيًّا أم كليًّا، بالإضافة إلى العلاجات الكيميائية والإشعاعية أو الهرمونية.
هناك ثلاثة أنواع من جراحة سرطان الثدي، وتعتمد على مراحل تطوُّر المرض لدى المُصاب، فهناك الاستئصال الكلي للثدي، والاستئصال الجزئي أو المقطعي، والاستئصال البسيط.
قبل العملية الجراحية يخضع المُصاب للتخدير العام، ثم يقوم الطبيب بعمل شق في الثدي لإزالة الورم السرطاني والأنسجة المحيطة به، ويعتمد استئصال الأنسجة كلها أو جزء منها بحسب حالة المُصاب، في حال اكتشاف عقد لمفاوية إضافية مسرطنة يتم استئصالها.
بعد الانتهاء من العملية يتم إغلاق الشق بطريقة تجميلية تحافظ على الشكل العام، حيث تستخدم غرز قابلة للذوبان للتقليل من حدوث الندبات.
في حال لجوء الطبيب لاستئصال الثدي كله، يخضع المصاب لعملية إعادة ترميم الثدي (إجراء اختياري من قبل المصاب)، وقد تكون جراحة إعادة البناء إما أثناء استئصال الثدي، وإما في عملية جراحية منفصلة. الجدير بالذكر أن هناك عدَّة أنواع لترميم الثدي، وهي عملية زرع حشوات من السليكون (نسيج اصطناعي)، أو من خلال زرع أنسجة من نفس الجسم باستخدام الثاقوب الشرسوفي السفلي العميق، ومن المُمكن أن يتم إجراء إعادة بناء لهالة الحلمة والحلمة.
بعد الانتهاء من العملية الجراحية يبقى المُصاب بغرفة العناية المركزة لمراقبة الضغط والنبض والتنفس، ويتم وضع ضمادة مكان العملية الجراحية، مع العلم أن المُصاب قد يشعر بالألم تحت منطقة الذراع.
سيتم إعطاء المُصاب أدوية لتخفيف الآلام ومضادات حيوية لمنع حدوث أي مضاعفات أو التهابات، مع العلم أن مدة مكوث المُصاب ما لم تحصل أي مضاعفات بعد العملية تكون يومًا واحدًا فقط، وإذا لم يتم إجراء عملية بناء الثدي من الممكن الخروج من المستشفى في اليوم نفسه.
بعض الحالات المُصابة بسرطان الثدي تحتاج إلى العلاج الإشعاعي دون الحاجة لإجراء عملية جراحية، وقد يصاحبه علاج كيميائي في حالات أخرى. حيث يعمل العلاج الإشعاعي على تقليل حجم الورم وقتل الخلايا السرطانية، إلا أن الأشعة تُصيب أيضًا الخلايا السليمة، ولكن ليس بالضرورة أن تُسبِّب أضرارًا بها.
في حالات كثيرة يُفيد العلاج الكيميائي في علاج سرطان الثدي أكثر من الجراحة والعلاج الإشعاعي معا، وذلك لقدرة العلاج الكيميائي على استهداف جميع الجسم، وليس أماكن محددة كما يحدث بالإشعاع أو العملية الجراحية، وفي بعض الأحيان قد يتعالج المصاب كيميائيًّا قبل إجراء عملية الاستئصال أو قبل جلسات العلاج الإشعاعي.
قد يضطر الطبيب المختص لوصف علاج بالأدوية الخاصة بالهرمونات، مثل التاموكسيفين، أو مثبطات الأروماتاز، وهي تساعد في الحد من إفراز هرمون الأستروجين. وقد يلجأ الطبيب للعلاج الهرموني في حال الإصابة بنوع سرطان حساس بالنسبة للهرمونات.
لا يوجد ما يمنع الإصابة بسرطان الثدي، إلا أنه من الممكن الوقاية منه كإجراءات احترازية لمحاولة تجنُّب خطر الإصابة بالمرض، ومن تلك الإجراءات ما يلي: