جراحة الفتق القطني القرصي

يعرف الفتق القطني القرصي بأنه خروج المادة التي توجد بالحلقات أو الأقراص الغضروفية الموجودة بين فقرات العمود الفقري الصلبة. وتلك المادة اللزجة هي التي تساعد في تحمل الصدمات التي تحدث للعمود الفقري. وفي حالة حدوث تمزق للألياف التي تكون الحلقات الغضروفية، فإن ذلك يؤدي إلى ضغط على الأعصاب بالقناة الشَوكية، وتصاحبه آلام حادة على حسب المنطقة المصابة بالعمود الفقري.

ويصيب الفتق القطني القرصي مختلف الأعمار السنية، ويشيع أكثر عند الفئة العمرية بين ثلاثين وستين عاما، وتزداد احتمالية الإصابة عند الرِّجال عن النساء، وتوجد طرق متباينة لعلاج ذلك المرض. وقد تكون جراحة الفتق القطني مثالية في بعض الحالات.

ما أعراض فتق القرص القطني؟

  • تحدث لمريض الفتق القطني آلام في منطقة أسفل الظهر. وكذلك في إحدى الساقين. وتزيد الآلام عند الجلوس، أو عند العطس مع حدَّة في الألم بمرور الوقت. ويصبح لذلك تأثير سلبي على مُمارسة الأنشطة الاعتيادية اليومية.
  • من بين أعراض الفتق القطني القرصي حدوث تخدر أو تنميل في منطقة الأرداف. ويمتد ذلك لإحدى السَّاقين.
  • يؤدي ذلك المرض لوجود خلل في وظيفة كل من الأمعاء أو المثانة. حيث يجد المريض حركة غير طبيعية في الأمعاء، أو صعوبة عند التبول، أو سلسًا بوليا.

ما أسباب حدوث فتق القرص القطني؟

أسباب أو عوامل الخطورة التي تزيد من فرصة حدوث الفتاق القطني متنوعة. وتتمثل في الآتي:

  • التدخين: يعتبر التدخين بجميع تصنيفاته من أسباب الفتق القطني القطني. حيث يحد من وصول الأكسجين لغضاريف العمود الفقري، ومن ثم تعرضها للتدمير.
  • النشاط العضلي المفرط: يعتبر أصحاب الوظائف الشاقة التي تتطلب مجهودا بدنيا كبيرا. وكذلك ممارسو الرياضة العنيفة من أكثر الفئات عرضة لحدوث الفتق القرصي.
  • البدانة: يؤدي الوزن الزَّائد للضَّغط على الأقراص الغضروفية في المنطقة أسفل الظهر. ومن ثم حدوث هجرة خارجية للغضروف.
  • التَقدم في العمر: تعد الفئات العمرية بين 40-60 أكثر عرضة للإصابة بمرض الفتق القطني القرصي.
  • العامل الوراثي: قد يحدث انتقال للجينات التي تؤدي للفتق القطني القرصي من أحد الآباء.

كيف يمكن علاج الفتق القطني القرصي؟

تتعدد خيارات علاج الفتق القطني القرصي. وسنوضح ذلك في الفقرات التالية:

العــــلاج الدوائي

تستخدم مجموعة كبيرة من الأدوية العلاجية، مثل المسكنات، ومضادات الالتهابات، وباسطات العضلات.

العـــــلاج الطبيعي

يعد العلاج الطبيعي أحد الخيارات لعلاج الفتق القطني القرصي، وعلى المريض أن يمارس مجموعة من التمارين العلاجية بصفة منتظمة؛ لتعزيز مرونة المنطقة السُّفلية من الظهر، وكذلك عضلات البطن.

جراحة الفتق القطني القرصي

  • يلجأ الأطباء لجراحة الفتق القطني القرصي في حالة كون الآلام شديدة جدا، ولا تطاق. ولم يتسن للمريض العلاج من خلال الأدوية، وقبل ركون الطبيب للعملية لا بد أن يقيم حالة المريض بدقة، ويمكن أن يستعين بجراح للأعصاب.
  • يتطلَّب القيام بجراحة الفتق القطني القرصي تخديرًا كليا أو جزئيا، ومن المهم أن يستمر تأثير التَّخدير لمدة 10 ساعات بعد العملية عند استخدام الجراحة المفتوحة؛ لكي لا يشعر المريض بأيِّ آلام.
  • ينبغي أن يحصل الطبيب على موافقة كتابية من جانب المرضى قبل القيام بعمليَة جراحة الفتق القطني القرصي مع أهمية إخضاع المريض لفحوصات الدَّم والأشعَّة السينية أو الرنين المغناطيسي حسب المُحدِّدات التي يقترحها الطَّبيب.
  • يعد الهدف المحوري من جراحة الفتق القطني القرصي التخلص من الضغط على الحبل الشوكي، ومن ثمَ إنهاء مشكلة الآلام في المنطقة أسفل الظهر، وتنميل الساق.
  • يتطلب إجراء جراحة الفتق القطني القرصي فترة زمنية تتراوح بين 40-60 دقيقة، وتتوقف نسبة النجاح على مهارة وكفاءة الطبيب، والوسائل التكنولوجية المستخدمة. وفي الغالب فإن نسبة النجاح مرتفعة وتصل إلى 95%. ويمكن العودة لممارسة الأنشطة على حسب حالة المريض. وفي الغالب يكون ذلك في مدة ثلاثة أشهر.

ما طرق جراحة فتق القرص القطني؟

توجد خيارات أمام الطبيب، ومن بين ذلك التنظير الجراحي، والطرق المجهرية، وإزالة القرص المفتوح، بالإضافة لطريقة الأقراص الميكروسكوبية، وجراحة القرص الاصطناعي. وكذلك يمكن إجراء جراحة الفتق القطني القرصي عن طريقة الليزر في الحالات البسيطة.

جراحة القرص الاصطناعي

ويقوم فيها الجراح باستبدال الأنسجة التالفة، واستخدام أجزاء صناعية، عبارة عن قطعة معدنية بينها جزء مطاطي، وتعمل مثل الفقرات الغضروفية الطبيعية. حيث يقوم الطبيب بتخدير المريض كليا، ثم عمل شق محدود في منطقة الانزلاق الغضروفي، وتتراوح مدة العملية بين ساعتين وثلاث ساعات على حسب نسبة الانزلاق التي يعاني منها المريض. ويمكن أن يخرج المريض من المركز العلاجي بعد أسبوع من إجراء جراحة القرص المتفتق، مع ممارسة الأنشطة في غضون ثلاثة أشهر.

الجراحة المجهرية

ويستخدم الجراح المجهر من أجل علاج الفتق القطني القرصي. حيث يتم تسليط المجهر على الأنسجة المراد التعامل معها مع تكبيرها مجهريا، ثم يقوم الطبيب بشق جزء صغير من الجلد، وإزالة الأنسجة الضامة. ومن بين مميزات هذه الطريقة عدم حاجة الطبيب لعمل شق كبير. وكذلك عدم المساس بالأنسجة السليمة عند الجراحة، كما أن الآلام التي تحدث بعد العملية أقل بكثير من الطريقة الجراحية المفتوحة، وفترة التعافي تكون محدودة.

الجراحة المفتوحة

ويخضع المريض للتَّخدير الكُلِّي عند إجراء الجراحة المفتوحة للفتق القرصي القطني، حيث يقوم الطبيب باصطناع شقٍّ بين 3-4سم بطول الفتق، مع التَّعمُّق في تشريح النَّسيج أسفل الجلد عند الفقرة أو الفقرات المُصابة، ثم تتم إزالة الأنسجة الضَّامَّة، والغضاريف التَّالفة بين الفقرات، وتحرير الأعصاب من الضَّغط، وبعد ذلك يقوم الطبيب بغلق الجرح.

الجراحة بالمنظار

تعد جراحة المنظار أحد الخيارات الحديثة بين أنواع جراحة الفتق القطني القرصي. حيث تتم متابعة الجراحة بالكامل من خلال المنظار، ويقوم الطبيب بداية بعمل شق صغيرٍ للغاية في منطقة الآلام، ومن ثم تصوير الموقع المراد التَعامل معه على شاشة من خلال المنظار، ويمكن القيام بتلك العملية من خلال التخدير الجزئي الموضعي. ويُمكن السماح للمرضى بالخروج في نفس يوم إجراء الجراحة.

الجراحة بالليزر

ويمكن استخدام تلك الطريقة من طرق جراحة الفتق القطني القرصي في الحالات المبكرة، في حالة كون النسيج الضام المُحيط بالقرص غير متمزق، وغير مهاجر للقناة الشوكية، أما في الحالات المغايرة لذلك. فلا يمكن استخدام الجراحة بالمنظار. وجدير بالذكر أن الجراحة بالمنظار لا تتطلب تخديرا كليا أو استخدام مشرط جراحي في المنطقة أسفل الظَّهر.

تستخدم إبرة للوصول إلى القرص الفقري، ثم إمرار الليزر والتعامل مع الأنسجة، مع استخدام المنظار لمتابعة ما يحدث والتخلص من الانزلاق الغضروفي. ودون أن تحدث سلبيات للأنسجة الصحيحة. ومن بين مميزات عملية الفتق القطني القرصي بالليزر عدم شعور المريض بأي آلام. ونسبة نجاح العملية تصل إلى 80%.

ما طريقة تشخيص الفتق القطني القرصي؟

يمكن تشخيص الفتق القطني القرصي. من خلال الفحص السريري للمريض والتعرف على شكواه، واكتشاف الأعراض، وكذلك تساعد الأشعة المقطعية الحاسوبية CT. والتصوير بالرنين المغناطيسي MRI في تحديد الإشكاليات والحصول على صور واضحة. مع إمكانية إجراء تخطيط كهربائي العضلي لزيادة الحصيلة المعلوماتية وتحديد الخيارات العلاجيَّة.

ما المخاطر التي يُمكن أن تحدق بالمريض من جراحة الفتق القطني القرصي؟

توجد مخاطر متنوعة. وتختلف على حسب طبيعة الطريقة المُستخدمة في جراحة الفتق القطني القرصي. والخبرات التي يمتلكها الجراح، وتتمثل هذه المخاطر فيما يلي:

  • اضطرابات ضغط الدم: قد يحدث هبوط في مستوى ضغط الدم أثناء. أو بعد إجراء العملية لأسباب مختلفة. ويجب على الم.عالج أن يكون متيقظا لذلك. ويتعامل مع الحالة، وذلك الخطر نادرًا ما يحدث.
  • العدوى الميكروبيَّة: وفي حالة حدوث عدوى ميكروبيَّة بعد جراحة الفتق القطني القرصي؛ فيُمكن التعامل معها من خلال الكريمات الموضعيَّة، أما في حالة توسع العدوى، وإصابة الأنسجة في المنطقة أسفل الجل أو في العظام فإن ذلك قد يفرض على الطبيب القيام بفتح الجرح مرَّةً أخرى، وتنظيفه من الميكروبات.
  • الندبات: يُمكن أن تحدث ندبات على جلد المريض بسبب الغرز الجراحية، ومن الم..مكن أن يكون للعوامل الوراثيَّة دور في ذلك، ويتعامل الطَّبيب من خلال الأدوية العلاجيَّة الموضعيَّة أو عن طريق الفم.
  • النَّزيف الدموي: ويحدث نزيف دموي في منطقة الجراحة؛ نتيجة لحدوث سلبيات في الأنسجة، وفي حالة كون النَزيف محدودًا؛ فيُمكن التعامل معه من خلال الضمَّادات، أما في حالة كون النزيف كبيرًا، فقلد يتطلَّب ذلك نقل دم، ويُشير الخُبراء إلى أن النَّزيف قد يحدث بعد انتهاء جراحة الفتق القطني القرصي، أو في فترة يوم بعد الجراحة، غير أنه تُوجد حالات نادرة يظهر فيها النَّزيف بعد أسابيع أو شهور، ويقوم الطبيب بالتعامل مع كل حالة وفقًا لمُقتضيات الأمور.
  • المخاطر الناتجة عن التخدير: يحدث ذلك النَّوع من المخاطر نتيجة لوجود حساسية عند المريض من مواد التخدير، ويجب على الطبيب أن يتجنَّب مشاكل التَّخدير؛ من خلال اختبارات فرط الحساسيَّة قبل إجراء العمليَّة.

ما طبيعة مرحلة الاستشفاء بعد إجراء جراحة الفتق القطني القرصي؟

  • لا تُوجد دواعٍ لبقاء المرضى بعد إجراء جراحة الفتق القطني القرصي، وخاصَة في ظل استخدام الطرق الجراحيَّة الحديثة. مثل المنظار الجراحي، والليزر، والجراحة الميكروسكوبيَّة، كما يُمكن إزالة الغُرز الجراحيَّة في حالة خضوع المريض لجراحة الفتق القطني المفتوحة بعد أسبوع.
  • تتوقف مُعاودة المريض لمُمارسة نشاطه مره أخرى على الطريقة الجراحية المُستخدمة في معالجة الفتق القطني القرصي. وكذلك حجم الإصابة التي كان يُعاني منها المريض، وفي الغالب يتطلَّب ذلك فترة تصل إلى ثلاثة أشهُر على الحدِّ الأقصى.
  • كثير من الحالات يسمح لها الطبيب بمُغادرة المركز العلاجي بعد العملية في اليوم ذاته، كما يُمكن للمريض أن يقوم ويمشي بطريقة طبيعية.
  • تساعد المسكنات التي يقررها الطبيب في تجاوز المريض للآلام التي يعاني منها بعد إجراء عملية فتق القرص. كما يحدد الطبيب مضادا حيويا أو أكثر من أجل تجنُّب حدوث عدوى ميكروبية.
  • في حالة شعور المريض بأيِّ دواعٍ سلبيَّة؛ مثل النَّزيف أو الارتفاع المُتزايد في درجة الحرارة، أو فقدان الإحساس، وذلك خلال مرحلة الاستشفاء بعد جراحة الفتق القطني القرصي؛ فينبغي عليه إبلاغ الطبيب لوصف العلاجات المُناسبة.

ما الإرشادات الواجب اتباعها للوقاية من الفتق القطني القرصي؟

تتنوع الإرشادات الواجب الأخذ بها للوقاية من الفتق القطني القرصي. ومن أبرزها:

  • المحافظة على الوزن الصحي: من المهم عدم الإفراط في تناول الأطعمة والمشروبات. وبما يؤدي إلى البدانة، والتحميل على العمود الفقري، مع أهمية تناول الوجبات الصحِّية التي تتمثل في الفاكهة والخضراوات والبروتينات الخالية من الدهون.
  • ممارسة الرياضة: تساعد التمارين الرياضية على تحقيق المُرونة للعمود الفقري والغضاريف. وتوجد تمارين خاصَّة في ذلك.
  • الابتعاد عن التدخين: من المهم الابتعاد عن التدخين. حيث إن له آثارا سلبيةً على جميع المستويات. ويؤدي إلى مشاكل متنوعة في العمود الفقري.
  • رفع الأحمال بطريقة صحيحة: الرفع الصحيح للأحمال يتمثل في التحميل على الساقين، وليس الظهر، ويمكن ذلك من خلال الانخفاض في وضع القرفصاء، والنهوض مع استقامة الظهر.