تمدد الأوعية الدموية

يُعرَف مرض تمدد الأوعية الدموية على أنه ضعف أو ترقُّق في جُدران الأوعية النَّاقلة للدَّم؛ مثل الشرايين، والأوردة، والشُّعيرات الدَّمويَّة، ويُؤدِّي إلى انتفاخ للخارج في منطقة الضعف. وقد يكون لذلك دواعٍ سلبيَّة في حالة إهمال العلاج، وبما يُسبِّب تسرُّبًا أو انفجارًا في الأوعية الدَّمويَّة، وتختلف المُخاطر التي تحدث على حسب المنطقة المُصابة بتمدُّد الأوعية الدَّمويَّة. حيث يُوجد أنواع مُختلفة. مثل: تمدد الأوعية الدموية في الدِّماغ، وتمدُّد الشريان الأبهري البطني والصَّدري، وتمدُّد الأوعية الدَّمويَّة في السَّاقين، بالإضافة إلى نوعيَّات أخرى أقل خطورةً.

ما تصنيفات تمدد الأوعية الدموية الأكثر شيوًعا؟

تُوجد تصنيفات مُختلفة من أمراض تمدد الأوعية الدموية، وسنفصلها فيما يلي:

تمدد الاوعية الدموية في الدماغ

يُعَدُّ ذلك النوع من أخطر تصنيفات تمدد الأوعية الدموية، وهو عبارة عن انتفاخ في الأوعية الدماغية، ويحدث في الغالب بالشرايين التي توجد بقاعدة الدماغ، وعلى أثره يحدث تسرُّب أو تمزُّق، وَمِنْ ثَمَّ نزيف داخلي في المُخ، وقد يُصاب المريض بسكتة دماغية تُؤدِّي به للوفاة – لا قدَّر الله – وفي كثير من الأحيان قد يحدث تمدد للأوعية الدموية في المخ دون وجود إشكاليات صحيَّة، ويتم اكتشاف ذلك بالصدفة عند إجراء فحوصات طبيبة لدواعٍ أخرى.

أعـراض تمـدد الأوعية الدموية في الدماغ

تختلف أعراض تمدد الأوعية الدموية في الدماغ أو بمسمى آخر تمدُّد الأوعية الدموية الدماغية علي حسب مستوى التمدد وتطوره، وفي ذلك يُوجد أكثر من نوع:

  • تمدُّد الأوعية الدموية الفطري في الدماغ: ويحدث ذلك النوع بعد الإصابة بعدوى فطرية في أوعية الدماغ.
  • تمدد الأوعية الدموية المسلخ في الدماغ: ويتعرض لتلك النوعية من تحدث لهم إصابات في منطقة الرأس.
  • تمدُّد الأوعية الدموية غير المُسرب في الدماغ: وهي عبارة عن تمدُّدات دموية محدودة في الأوعية، غير أن التمدُّد قد يضغط على الأعصاب والأنسجة الدماغية. ويُصاحب ذلك تنميل في أحد جوانب الوجه، وتغيُّر في قوة الرؤية، وألم أعلى أو خلف العين، وتوسُّع في حدقة العين بهيئة غير طبيعية.
  • تمدُّد الأوعية الدموية المُسرب في الدماغ: ويحدث ذلك النوع بسبب تسرُّب الدم من الأوعية. وبما يؤدي إلى نزيف، ويُصاحب ذلك صداع حاد غير مُحتمل.
  • تمـدُّد الأوعية الدموية المُتمزِّق في الدماغ: يحدث ذلك النوع نتيجة لتمزُّق في الأوعية الدموية. ويُصاحب ذلك النوع نوبات من الصداع الحاد والمُفاجئ، مع تشوُّش في الرُّؤية، وفقدان للوعي، وإغلاق للجفن، وحساسية للضوء، وغثيان وقيء، ويكون ذلك في مرحلة زمنية بعد التسرُّب.

عوامل تمدُّد الأوعية الدموية في الدماغ

يُوجد عوامل مُختلفة تزيد من احتمالية الإصابة بتمدد الأوعية في الدماغ. ولا يُمكن الحُكم بسبب واحد أصيل من الناحية الفسيولوجية، وتتمثَّل تلك العوامل في:

الإفراط في التدخين، وتناول الكحوليات، وإدمان المُخدرات، وارتفاع مستوى ضغط الدم، كما أن هناك فُرصة للإصابة بالمرض بالنسبة لكبار السن، وكذلك بالنسبة للنساء بعد عمليات الولادة. كما أن للعوامل الوراثية دورًا في انتقال الجينات التي تُحدث تمدُّدًا والتهابات في الأوعية الدموية.

المُضاعفات التي يُحدثها تمدُّد الأوعية الدموية في الدماغ

ينجم عن تمدد الأوعية الدموية في الدماغ مُضاعفات تزداد حدَّتها في المرحلة بعد تمزُّق الأوعية الدموية، ويتمثَّل ذلك في:

  • نقص عنصر الصوديوم في الدم: يؤدي تمزُّق أو انفجار الأوعية الدموية في المُخ لحدوث خلل في نسبة الصوديوم بالدم.
  • النزيف المستمر: يُصبح المريض عُرضة للنزيف أكثر من مرَّة، بعد أن يتوقَّف.
  • الاستسقاء المُخي: يحدث الاستسقاء المُخي بعد تمزُّق الأوعية الدموية. وَمِنْ ثَمَّ زيادة السوائل الدماغية، وارتفاع الضغط، وَمِنْ ثَمَّ إتلاف الأنسجة في منطقة المُخ.
  • تشنُّجات الأوعية الدموية: وتحدث التشنجات بعد عملية التمزُّق للأوعية الدموية. حيث تضيق الأوعية الدموية ويقل تدفق الدم، وبما يؤدي لموت مزيد من الخلايا الدماغية.

التشخيص

في حالة التعرُّض لصداع حادٍّ، وبشكل مُفاجئ فإن ذلك قد يكون أحد الأعراض المرضية لتمدد الأوعية الدموية بالدماغ، ومن المهم التوجُّه للطبيب المتخصص لإجراء بعض الفحوصات والاختبارات، مع أهمية استكشاف الطبيب لبعض الأعراض؛ مثل التَّغيُّر في الرؤية، والألم أعلى أو خلف العين، مع إجراء فحوصات متنوعة، مثل:

  • الأشعَّة المقطعية السينية: ويكون ذلك في طليعة الاختبارات التشخيصية لتمدُّد الأوعية الدموية الدماغية، والهدف هو التَّعرُّف على وجود تسرُّب أو تمزُّق. حيث يحصل الطبيب على صور شرائحيَّة ثُنانيَّة الأبعاد، مع إمكانية استخدام نوعيَّات من الحقن للتَّعرُّف على إيجابية أو سلبية تدفُّق الدم.
  • أشعَّة الرنين المغناطيسي: ويحصل الطبيب من خلال أشعَّة الرنين المغناطيسي على نماذج تصويرية دقيقة ومُفصَّلة للدِّماغ ثُلاثيَّة الأبعاد.
  • القسطرة الاستكشافية: ويُمكن عن طريق استخدام القسطرة الحصول على صور لشرايين الدماغ. حيث يقوم الطبيب بإدخال أنبوب دقيقة للغاية عبر القلب، وصولًا لشرايين الدماغ. ويستخدم في ذلك صبغة للحصول على صور واضحة، وبناءً على ذلك يتم استكشاف تمدُّد الأوعية.
  • فحص السَّائل النخاعي: في حالة وجود نزيف في المنطقة تحت العنكبوتية بالدماغ. فإن ذلك يؤدي إلى ظهور خلايا الدم الحمراء في السائل النخاعي، ويستخدم الفحص للتَّعرُّف على ذلك.

علاج ضعف الأوعية الدموية الدماغي

يُوجد وسائل مُختلفة لعلاج ضعف الأوعية الدموية الدماغي، وسنوضحها فيما يلي:

الأدوية العلاجية

  • تُستخدم أدوية علاجية لتجنُّب قلَّة تدفُّق الدم الذي قد ينتج عن السكتة الدماغية، وهي أدوية ترفع الضغط وتُوسِّع الأوعية الدموية.
  • يُوجد أدوية تعمل على تجنُّب مُضاعفات تمزُّق الأوعية الدموية في المنطقة تحت العنكبوتية، ومن بين ذلك نيموتوب، ونيماليز.
  • ظهر كثير من الأودية العلاجية التي تُستخدم في علاج التهابات الأوعية الدموية، والحد من المضاعفات. مثل المسكنات لعلاج الصداع الحاد، وكذلك حاصرات قنوات الكالسيوم. التي تُساعد في علاج تشنُّجات الأوعية الدموية الناجمة عن الضيق.
  • تُستخدم بعض أنواع من أدوية الصَّرع للتغلُّب على النوبات التي تحدث بسبب تمزُّق الأوعية الدموية. ومن بين ذلك ديباكين، وديلانتين، وكيبرا… إلخ، وحاجة المريض لتلك النوعية من الأدوية تتوقَّف على حالته.
  • يُمكن تصريف السائل الدماغي الذي ينتج عن تمدد الأوعية الدموية. من خلال استخدام القسطرة المُعدَّة لجراحة التحويل أو الاستنزاف القطني أو البُطيني.

أنابيب تحويل التَّدفُّق

  • ويقوم الطبيب في تلك الحالة بزراعة أنابيب دقيقة لتحويل تدفُّق الدم بعيدًا عن مناطق تمدُّد الأوعية. بمعنى إعادة تكوين شريان، وتتوقَّف فاعلية تلك الأنابيب على حالة المريض ومكان وجود تمدُّد الأوعية الدموية.
  • يُمكن استخدام أنابيب مطَّاطية مصنوعة من مادة السليكون كتحويلة؛ لتصريف الدم من منطقة الدماغ إلى منطقة البطن، وتستخدم تلك الطريقة في حالة وجود تسرُّب دموي شديد نتيجة تمزُّق الأوعية الدموية.

التَّدخُّل الجراحي

يجب أن يلجأ المريض لمُتخصِّص في جراحة الأوعية الدموية. حيث يقوم الطبيب في هذه الحالة بإزالة جُزء صغير من عظام الجمجمة ثم غلق تمدُّدات الأوعية الدموية، من خلال مشبك معدني، كما يُمكن غلق الشرايين التي تُغذِّي الأوعية الدموية المُتمدِّدة عبر القسطرة دون التوغُّل.

التأهيل البدني والمهني

يُرافق التهابات الأوعية الدموية في الدماغ حدوث اضطرابات، وبعد العلاج الإكلينيكي يتطلَّب الأمر مُعالجة بدنية ومهنية.

تمدد الشريان الأبهري البطني

وذلك الصنف من تصنيفات تمدد الأوعية الدموية يحدث في الشريان الأبهري البطني. حيث يتضخم بمقدار النصف عن الحجم الطبيعي، وغالبًا يحدث ذلك التمدُّد في منطقة الكُلى، سواء فوقها أو في مستواها أو أسفلها، وكذا في منطقة الحوض.

أعـراض تمـدُّد الشريان الأورطي البطني

قد لا تظهر أي أعراض على المُصابين بتمدد الشريان الأبهري البطني، ولكن في حالة ازدياد معدل التضخم، فإن ذلك يؤدي إلى الأم في منطقة البطن والصدر، والفخذ، وكيس الصفن، والمنطقة أسفل الظهر، وسُرعة ضربات القلب، وانخفاض في مُعدَّلات ضغط الدم، وفي تلك الحالة يجب التدخل الجراحي السريع.

عوامل تمدُّد الشريان الأبهري البطني

عوامل حدوث تمدد الشريان الأبهري البطني متنوعة، واحتمالية إصابة الفرد بذلك المرض تُعزى لواحد أو أكثر مما يلي: التهابات الشرايين، والعدوى الفطرية أو الميكروبية، وتصلُّب الشرايين، كما أن للعوامل الوراثية دورًا مهمًّا في إمكانية حدوث ذلك. وكذلك تدخين السجائر.

التشخيص والعلاج

يتم تشخيص تمدد الشريان الأبهري البطني من خلال الأشعَّة المقطعية وأشعَّة الرنين المغناطيسي، وخيارات العلاج يحددها الطبيب بناءً على الفحوصات، وقد يكون ذلك من خلال الأدوية العلاجية أو التدخُّل جراحيًّا.

تمدد الشريان الأبهري الصدري

ويحدث ذلك الصنف من تصنيفات التهابات الأوعية الدموية في منطقة الصدر أعلى الشريان الأبهر. وذلك النوع أقل في احتمالية الإصابة عن تمدُّد الشريان الأبهري البطني، ويحدث نتاج ضعف وانتفاخ للشريان.

أعراض تمدُّد الشريان الأبهري الصدري

من أبرز أعراض تمدد الشريان الأبهري الصدري وجود ضيق في التنفس؛ نظرًا للضغط على الرئتين، وكذلك السُّعال، وآلام الظهر، وآلام في منطقة الصدر، والحساسية، وتتداخل تلك الأعراض مع أمراض أخرى، ويحسم الطبيب طبيعة المرض من خلال الفحوصات الطبيبة.

عوامل تمدُّد الشريان الأبهري الصدري

عوامل أو مُسبِّبات تمدد الشريان الأبهري الصدري تتمثَّل في تصلُّب الشرايين بشكل أساسي، واضطرابات الأنسجة الضَّامَّة، مثل مُتلازمة أهلرز دافلوس، ومُتلازمة مارفان، وكذلك كبر السن، حيث يُصاب به غالبًا من تخطوا سن الستين. وكذلك تزداد احتمالية الإصابة بالمرض بالنسبة لمن يُعانون من ارتفاع ضغط الدم، أو الافراط في التدخين، وهناك احتمال للإصابة عند السيدات بعد فترة الحمل والولادة.

مُضاعفات تمدُّد الشريان الأبهري الصدري

تشير التقارير الطبيبة إلى أن مُعدَّل الوفاة بين 50-80% في حالة حدوث تمزُّق للشريان الأبهري البطني.

التشخيص

يُمكن التشخيص من خلال الأشعَّة السينية، أو أشعَّة الرنين المغناطيسي، وبناءً على ذلك يحدد الطبيب الوسائل المناسبة للعلاج.

العلاج

يتوقَّف العلاج على قُطر الشريان، حيث إن القُطر الطبيعي للأورطي لا يزيد على 4.5 سم. ونجد أنه في حالة بلوغ قُطر الشريان 6 سم، فيُمكن معالجة الأوعية الدموية من الداخل أو التدخل الجراحي.

تمدد الاوعية الدموية بالساقين

قد يحدث تمدد للأوعية الدموية في منطقة الساقين، وهي عبارة عن تورُّمات أو التهابات تختلف في شدَّتها من شخص لآخر، ويحدث ذلك نتيجة العادات الغذائية السيئة، أو مُمارسة الرياضة العنيفة، أو نتاج اضطرابات ضغط الدم. ويُمكن علاج ذلك جراحيًّا، أو من خلال تناول نوعيَّات مُختلفة من الأدوية على حسب حالة المريض.

نوعيات أخرى

قد يحدث نوعيَّات أخرى من تمدد الأوعية الدموية في منطقة الرَّقبة أو الأريبة أو الذراعين أو أي مكان آخر في الجسم.

كيف يمكن تجنب الإصابة بتمدد الأوعية الدموية؟

يوجد عديد من الإرشادات الواجب اتِّباعها لتجنُّب الإصابة بتمدد الأوعية الدموية، وسنستعرضها فيما يلي:

  • ينبغي تجنُّب التدخين، أو تناول المشروبات الروحية بمُختلف أنواعها.
  • يجب الاهتمام بمُمارسة التمرينات الرياضية، وبشكل يومي. وحتى لو اقتصر ذلك على المشي لمدة نصف ساعة كل يوم، فإن ذلك سيكون مُفيدًا للغاية.
  • المُداومة على تناول منتجات الألبان منزوعة الدسم، حيث إن ذلك يُساعد على تقوية الأوعية الدموية.
  • يجب القيام بفحوصات دورية من أجل اكتشاف تمدد الأوعية الدموية في مُختلف مناطق الجسم مبكرًا، وَمِنْ ثَمَّ يسهل العلاج.
  • الاهتمام بتناول الدواجن واللحوم الخالية من الدهون.
  • تناول الوجبات الصحية يُقلِّل من احتمالية حدوث تمدد بالأوعية الدموية، لذا وجب الاهتمام بتناول الفواكه والخضراوات والحبوب؛ مثل: العدس، والحمص، والقمح.