استئصال الأورام الدماغية

استئصال الاورام الدماغية أحد أنواع الجراحات الدقيقة التي يُجريها الأطباء في منطقة القحف (داخل عظام الجمجمة)، وينشأ الورم الدماغي نتيجة لحدوث انقسام للخلايا بشكل سلبي غير طبيعي، وبما يؤدي لعديد من الإشكاليات الصحية تبعًا لذلك. وتحدث هذه الأورام في أنسجة المخ، أو في الأعصاب القحفية، أو الأوعية الدموية، أو أغلفة السحايا التي تتمثل في الأم الحنون، والأم العنكبوتية، والأم الجافية، أو في الغدد التي توجد في الجمجمة. مثل: الغُدَّة الصنبورية، والنخامية، وهناك احتمالية لحدوث الأورام الدماغية كنتيجة فرعية لانتشار الأورام السرطانية في مناطق أخرى بالجسم، والأورام الدماغية تصنف على أنها حميدة أو خبيثة (سرطانية). 

ما أنواع الأورام الدماغية؟ 

يوجد أنواع متعددة منها، وسنُصنِّفها، وفقًا للخلايا أو الأنسجة التي تُصيبها كما يلي: 

الأورام الدماغية الأولية 

وهي أورام تنشأ في القحف أو الدماغ، ومن أبرزها ما يلي: 

الورم الأرومي الدبقي

يعد الورم الأرومي الدبقي من بين تصنيفات الأورام الدماغية الرئيسية. ويصيب النخاع الشوكي أو الدماغ، ويُصاب به جميع الأعمار، وعلى وجه الخصوص البالغون، ويؤدي إلى أعراض متنوعة. مثل: الصداع المُزمن، والدوخة، والقيء، ونوبات تشنجية في بعض الأحيان. 

الورم السحائي

وبداية نشأة ذلك الورم في منطقة السحايا (الأم الجافية + والأم العنكبوتية + والأم الحنون) بمنطقة الدماغ أو النخاع الشوكي، ويقوم بالضغط على أعصاب الدماغ والأوعية الدموية، وهو من أنواع الأورام الدماغية شائعة الحدوث، وفي الغالب لا تظهر أعراضه إلا بعد فترة كبيرة من نشأته، حيث ينمو ببُطء، وتشيع الإصابة به عند النساء، وقد ينجم عنه إعاقات خطيرة، ومن بين ذلك فقدان السمع، والصداع المُزمن، وضعف في الساقين والذراعين، وضعف الذاكرة.  

ايضا, هناك الورم النجمي

يصيب ذلك النوع من الأورام الدماغية الخلايا النجمية التي تدعم عمل الخلايا العصبية، والأعراض التي يحدثها الورم النجمي تتوقف على مكان الإصابة. ويمكن أن تتمثل في: الدوخة، والصداع، والضعف العام، وذلك الورم تختلف حدته من مصاب لآخر. فنجده سريع النمو عند بعض المصابين، وبطيئًا ومحدودًا عند آخرين، ولا يوجد تفسير لذلك السلوك. 

الورم المضغي

وينشأ  الورم المضغي في أحد أجزاء الجهاز العصبي المركزي. سواء النخاع الشوكي، أو الدماغ، ومعظم الأورام المُضغية سرطانية خبيثة، وتحدث في الغالب عند الأطفال صغار السن والرضع حديثي الولادة، ومن بين أعراض الورم المضغي حدوث إرهاق، وصداع، وقيء، وتشوشات في الرؤية، كما ويسبب عدم الاتزان.

الورم البطاني العصابي

يصيب ذلك النوع من أنواع الأورام الدماغية الخلايا العصبية المبطنة للممرات التي يعبر عن طريقها السائل المخي النخاعي. ويصيب ذلك النوع الأطفال في منطقة الدماغ غالبًا، وكذلك يصيب البالغين في منطقة النخاع الشوكي، وقد يتطلب ذلك استئصالًا للورم كحل علاجي أساسي. 

ورم الدبقيات قليلة التغصن الكشمي

ويصيب ذلك الورم مناطق مختلفة من الدماغ داخل القحف، أو الحبل الشوكي، وهو أحد تصنيفات الأورام الدماغية الدبقية، وتتمثل وظيفة الخلايا الدبقية حماية الخلايا العصبية، ويصيب مختلف الأعمار، وخاصة فئة البالغين، ومن بين أعراضه: الصداع، والصرع، والعجز في إحدى مناطق الجسم، كما وتختلف الأعراض على حسب المنطقة التي تصاب بالورم. 

ورم العصب السمعي

ينشأ عن ورم العصبي السمعي كثير من التداعيات السلبية. مثل فقدان السمع والصداع الحاد، وسماع رنين في الأذنين، مع وجود آلام في منطقة الوجه وخدر أو تنميل، وذلك الورم يصيب خلايا شوان التي تحيط بذلك العصب، ويعد من بين أنواع الأورام الدماغية الشهيرة.  

 الورم الصنبوري الأرومي

وهو ورم نادر من حيث الحدوث، غير أنه عنيف ويتطور بسرعة في حالة الإصابة به، ويصيب الغدة الصنبورية، ويؤثر على إفراز هرمون الميلاتونين الذي يلعب دورا مهما في تنظيم عملية النوم والاستيقاظ لدى الإنسان، كما أنه يعد أحد مضادات الأكسدة الطبيعية في جسم الإنسان، والتي تحول دون الإصابة بأمراض مختلفة، وفي الغالب يلجأ المرضى بهذا النوع  من الورميات للعلاج الجراحي بالتزامن مع العلاجي الإشعاعي. نظرا لصعوبة استئصال الورم بشكل كلي. 

الورم الدبقي

يصيب الورم الدبقي الخلايا الغروية التي تعمل كمُساعد للخلايا العصبي في منطقتي الدماغ والنخاع الشوكي. 

الورم الأرومي النخاعي

يعتبر الورم الأرومي النخاعي من الأورام الدماغية الخبيثة. وينشأ في المخيخ أسفل الدماغ، وتتمثل وظيفة المُخيخ في تحقيق التوازن الحركي والعضلي. وينتشر الورم في السائل المحيط بالحبل النخاعي والدماغ. وتنشأ الأعراض السلبية من هذا المرض نتيجة للضغط على الدماغ، وتتمثل في الإرهاق المستمر، والقيء، والصداع، ومشاكل في الرؤية. ويمكن أن يصيب ذلك الورم مختلف الأعمار السنية. 

ورم الضفيرة المشيمية

يعتبر ورم الضفيرة المشيمية من بين الأورام الدماغية الخبيثة، ويصيب الفئات العمرية المختلفة، وعلى وجه الخصوص الأطفال، ويبدأ انتشار الورم من الأنسجة الدماغية التي تعمل على إفراز السائل المخي النخاعي، وقد يؤدي إلى حدوث استسقاء الدماغ، والانفعال الدائم، والغثيان، والتشوُّش البصري. 

ورم الغدة النخامية

وهو أحد تصنيفات الأورام الدماغية غير السرطانية، ويصيب الغدة النخامية، ويؤثر على كثير من الهرمونات التي تفرزها؛ مثل: هرمون النمو، والهرمون المحفز للغدة الدرقية، والهرمون المحفز للغدة الكظرية، وهرمون البرولاكتين، وهرمون الأنكيفالين، وهرمون الأندروفين… وغيرها، وبما يؤثر على أعضاء مختلفة في جسم الإنسان، ويحدث ذلك النوع في مختلف المراحل العُمرية، ومن بين أعراضه فرط التبول، والتشوُّش في الرؤية، والإرهاق. 

الأورام الدماغية الثانوية

تحدث الأورام الدماغية الثانوية في أجزاء أخرى من الجسم، ثم تتطور وتنتشر في مراحل زمنية تالية، وتنتقل لتُصيب الدماغ من خلال الجهاز الليمفاوي، ومن بين ذلك: سرطان القولون، وسرطان الثدي، وسرطان الرئة، وسرطان الجلد، كما وان نسبة انتقال هذه الأنواع من السرطانات للدماغ بين 20-30% ويشيع ذلك في فئة البالغين. 

ما أعراض الأورام الدماغية المحورية؟

توجد مجموعة من الأعراض التي تصاحب الإصابة بالأورام الدماغية. وتختلف الأعراض التي تظهر على المصابين حسب نوعية الورم ومكان حدوثه، وتتمثل فيما يلي: 

  • الصُّداع الحاد، ويزداد ذلك بمرور الوقت. 
  • حدوث مشاكل في حاسَّة السَّمع. 
  • عدم وضوح الرؤية أو وجود صورة تظهر بشكل مزدوج. 
  • وجود مشاكل في الحركة. 
  • فقدان الإحساس، سواء بدرجات الحرارة العالية أو المُنخفضة أو عند لمس الأشياء. 
  • ظهور نوبات صرع بشكل مؤقت أو مستديم. 
  • تغيُّرات في التصرُّفات الشخصية للمُصاب. 
  • صعوبة في الاتِّزان. 

ما عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بالأورام الدماغية؟  

توجد مجموعة من العوامل التي تجعل بعض الأفراد عرضة أكثر من غيرهم للإصابة بالأورام الدماغية، وتتمثل فيما يلي: 

  • التاريخ العائلي: تحدث الإصابة بالأورام الدماغية في بعض الأحيان نتيجة لانتقال الجينات المسببة لذلك من الأبوين. ومن المُتلازمات الوراثية التي تسبب الأورام الدماغية كل من: متلازمة تركوت، ومتلازمة فون هيبل لينداو. 
  • التعرُّض لنسب مرتفعة من الإشعاع: في حالة التعرض لمعدلات مرتفعة من الإشعاع, فإن ذلك قد يؤدي للإصابة بالأورام الدماغية. 
  • الاستخدام المفرط للهاتف المحمول: أظهرت بعض التقارير الصادرة عن منظمة الصحة العالمية خطورة استخدام الهاتف المحمول لساعات طوال حيث أن ذلك قد صيب المستخدمين بأورام في الدماغ.  

ما طريقة التشخيص؟ 

  • الاختبارات العصبية: تساعد الاختبارات العصبية في اكتشاف الأورام الدماغية بشكل أولي. نظرًا لتأثير تلك الأورام على كثير من الوظائف العصبية عند المصابين، وتتمثل تلك الاختبارات في تقييم: التوازن والتناسق، والأعصاب القحفية، والأعصاب الحسية، والأعصاب الحركية، والمنعكسات، والحالة الذهنية.
  • التصوير بالأشعة المقطعية الكمبيوترية CT: يساعد التصوير بالأشعة المقطعية الكمبيوترية في تحديد أماكن الأورام الدماغية. وقد لا يكون ذلك التصوير قاطعًا؛ نظرًا لصغر الورم، لذا يمكن اللجوء أيضًا للتصوير بالرنين المغناطيسي. 
  • فخص عيِّنة من النسيج المُصاب: يتم سحب عيِّنة من النسيج المُصاب وفحصه من خلال المجهر؛ للتعرف على الورم وتشخيص حالة المريض، ويستخدم الطبيب في ذلك إبرة دقيقة، ويتم توجيهها عن طريق الحاسب. 
  • التصوير بالرنين المغناطيسي MRI: يعد التصوير بالرنين المغناطيسي من أهم طرق تشخيص الأورام الدماغية. نظرًا لقدرته على تصوير الأورام متناهية الصغر بكل دقة. كما ويساعد في الحصول على صور مجسمة لمناطق الخطر. 

ما طرق علاج الأورام الدماغية؟ 

استئصال الأورام الدماغية: 

يعد استئصال الأورام الدماغية هو الطريقة الأولى لمُعالجة أورام القحف، والهدف منها التخلص من أكبر قدر من الأنسجة المصابة، حيث يمكن إزالة الأورام التي تصيب الأنسجة السحائية، والغدة الصنبورية، والغدة النخامية، ويتم الوصول لتلك الأورام من خلال الأنف أو الجُمجمة، غير أن هناك بعض الأورام التي يصعب الوصول إليها في قاعدة الجمجمة. لذا يتم اللجوء للعلاج الإشعاعي؛ للمحافظة على حياة المريض التي تعَد معيارًا أساسيا في اختيار وسيلة التعافي.   

العلاج الإشعاعي: 

  • يستخدم الأطباء أجهزة تقنية حديثة لتسليط الأشعة. مثل: الأشعَّة البروتونية، وأشعَّة إكس على النسيج الورمي، وتدمير الخلايا المُصابة، وفي بعض الحالات يتم تسليط الإشعاع من داخل الدماغ؛ لضمان عدم المساس بالأنسجة السليمة، ويطلق على ذلك النوع العلاج بالتماس، وينجح العلاج الإشعاعي بشكل أكبر مع الأورام الدماغية التي تحدث نتيجة لانتقال سرطانات من أجزاء أخرى بالجسم عن غيرها من الأورام الأساسية التي تحدث في الدماغ مباشرة. 
  • وفي تلك الفترة يوجد تجارب للتعرف على تأثير استخدام أشعَّة البروتونات في استئصال الأورام الدماغية، وفي حالة نجاح تلك التجارب، كما وان ذلك سيُساهم في الإقلال من الآثار السلبية التي ترتبط بتلك النوعية من العلاجات.

العلاج الدوائي: 

تساعد الأدوية العلاجية للأورام الدماغية في الحد من انتشار الخلايا غير الطبيعية، أو تدميرها، وكلما كان حجم الورم محدودًا، كانت الأدوية العلاجية أكثر جدوى، ومن أشهرها: أونكوفين، وتيمودار، وفيتراكافي.  

ما الذي تتطلبه مرحلة ما بعد العلاج؟ 

تؤثر الأورام الدماغية على مهارات الإنسان الفكرية والعقلية والعضلية، ويتوقف ذلك على نوعية وحجم الورم ومكان الإصابة، ومن ثم فقد يحتاج المريض لعلاج طبيعي لمُعاودة النشاط الحركي والتحكم في العضلات، وكذلك علاج نفسي في حالة تأثير الورم بالسلب على سلوك المُصاب، وكذلك علاج عصبي لاستعادة التوازن. 

ما طبيعة أورام الدماغ عند الأطفال؟ 

  • يتشارك الأطفال مع البالغين في الإصابة بنوعيات مختلفة من الاورام. مثل: ورم الغُدَّة النخامية، والورم الدبقي، وورم الضفيرة المشيمية، والورم الأرومي النخاعي، والورم الجنيني. 
  • ومن بين الأعراض الشائعة لأورام الدماغ عند الأطفال حدوث نوبات صرع. وغثيان في الفترة الصباح، خاصة أن الضغط على الجمجمة يؤدي إلى حدوث صداع، وتصلب في الرقبة، وتأثير سلبي على الوظائف الحركية والحسية لأعضاء الجسم، ويتوقف ذلك على منطقة حدوث الورم. 
  • يتطلب التعامل مع الاورام عند الأطفال لمتخصصين. نظرًا لاختلاف طرق العلاج المستخدمة عند الأطفال عن الفئات العُمرية الأكبر سنا، وفي تلك الفترة أصبح تخصُّص سرطان الأطفال منفصلا عن تخصص الأورام الدماغية العامة.