تصوير الشبكية الطبقي، أو بمصطلح آخر التصوير المقطعي للترابط البصري، إحدى التقنيات التي تستخدم لتصوير شبكية العين، ويرمز له باختصار بالرمز "OCT"، وهي الحروف الأولى بالجملة الإنجليزية "Optical Coherence Tomography"، وتتضمَّن هذه التقنية نوعين من موجات الضوء. والهدف من ذلك الدقة في التصوير، وتحديد تفاصيل الشبكية المشوبة ببعض العيوب، وبما يساعد على فحص الجزء الأمامي والخلفي من العين والتشخيص المناسب، وتحديد خيارات العلاج في مراحل تالية. وتلك التقنية تشبه أجهزة التصوير بالأشعَّة المقطعية المحوسبة، وكذلك التصوير بموجات الرنين المغناطيسي.
نعرض لكم في هذا المقال أبرز المعلومات عن تصوير الشبكية الطبقي.
تتمثَّل آلية عمل جهاز تصوير شبكية الطبقي OCT في استخدام التداخل الضوئي، حيث تُساعد هذه التداخلات على تصوير الأنسجة.
ويمكن للجهاز تصوير 2-3 مم أسفل سطح الأنسجة، ويتم التقاط الصور عبر نافذة شفافة من خلال الموجات الضوئية، وذلك كبديل عن الموجات فوق الصوتية، أو الأشعَّة السينية، أو موجات الراديو.
في بداية استخدام جهاز تصوير الشبكية الطبقي لم تكن تتَّسم الأجهزة بالحداثة والتطور، وكانت بدائية، وفي الآونة الأخيرة أصبح الجهاز أكثر تطورًا، وطرأ عليه كثير من المُتَغيِّرات التقنية.
ويسعى المُبتكرون لاستخدام الأشعَّة السينية في جهاز تصوير الشبكية الطبقي مستقبلًا، ولكن دون استخدام مواد صبغية لتوضيح التباين في الصور، وفيما يلي سنستعرض أوجهًا مختلفة لجهاز تصوير الشبكية الطبقي:
تتمثَّل العوامل التي تحدِّد إمكانية استخدام قطرة لتوسيع حدقة المريض من عدمه فيما يلي:
بالنسبة للمرضى من الفئات العمرية التي تزيد على ستين عامًا، فإن الخبراء ينصحون بإجراء فحص دوري للعين مرة كل عام أو عامين بجهاز تصوير الشبكية الطبقي OCT.
في بعض الأحيان قد لا تتطلَّب الأعراض التي تظهر على المريض استخدام القطرة الموسعة وفقًا لوجهة نظر الطبيب، وخاصة في حالة المتابعة لحالة سبق تشخيصها وإقرار العلاج.
في حالة إصابة المريض بداء السكري، أو عدم انتظام ضغط الدم، فإن ذلك يزيد من احتمالية تعرُّض العين لمخاطر الإصابة بعديد من الأمراض، ولذلك يتوجَّب القيام بفحوصات دورية باستخدام موسعات حدقة العين.
يوجد بعض الأعراق التي تتعرَّض لأمراض الشبكية أكثر من غيرها، وفي دراسة أجريت تبين أن الأعراض الإفريقية واللاتينية تزيد فرصة إصابتهم بمرض الزرق. لذا فإنه من المفضل فحص العين من خلال القطرة الموسعة في الفئات العمرية التي تتجاوز سن الأربعين.
في حالة الإصابة بأمراض بمؤخرة العين وتمت معالجة الأمور، فإن ذلك يزيد من فرص تكرار الإصابة في المستقبل، لذلك فمن المهم القيام بفحوصات دورية باستخدام القطرات الموسعة، بهدف تجنب المخاطر المستقبلية.
يوجد كثير من الدواعي التي تتطلَّب تصوير الشبكية الطبقي (التصوير المقطعي للترابط البصري) في سبيل التشخيص، وسنستعرض أبرزها فيما يلي:
يعد ضمور شبكية العين من بين الأمراض الوراثية التي تتسبَّب في حدوث الفقدان القطعي، أو التدريجي للإبصار، وغالبية حالات الضمور تنصب على غشاء العين المشيمي، غير أنه في بعض الحالات يكون ذلك مرتبطًا بالتأثير على مناطق أخرى بالجسم.
بالإضافة للعين، كما هو الحال في الإصابة ببعض المتلازمات، ويعد ذلك المرض من بين الأمراض النادرة، ويمكن تشخيصه عن طريق تصوير الشبكة الطبقي.
من بين الأمراض المهمة التي يمكن تشخيصها من خلال تصوير الشبكية الطبقي مرض المياه البيضاء (الساد)، وهو عبارة عن تعكير يظهر في عدسة العين بدلًا من ظهورها بالشكل الطبيعي الشفاف، ويؤدي ذلك إلى حدوث عتامة عند الرؤية. وفي حالة انخفاض الإبصار لمستوى منخفض؛ فإن ذلك يتطلَّب عملية لإزالة المياه البيضاء.
يوجد كثير من الأسباب التي تُؤدِّي للإصابة بمرض الماء الأبيض، ومن أبرزها:
يعد مرض المياه الزرقاء من بين أمراض العيون الشائعة، حيث يصاب العصب البصري بالضرر؛ نتيجةَ ارتفاع ضغط العين، وهو ما يؤدي لحدوث عيوب في الرؤية. وفي الغالب يصيب ذلك المرض الفئة العمرية فوق الستين غالبًا، وبنسبة أقل في الفئات الأقل سنًّا.
في الغالب لا تظهر أعراض ذلك المرض فور الإصابة، ومع تطور المرض تبدأ ظهور الأعراض. ومن بين الفحوصات المهمة لتشخيص ذلك المرض تصوير الشبكية الطبقي.
تتمثَّل أعراض مرض المياه الزرقاء في: احمرار العين، والصداع الشديد، وظهور حالات حول الضوء، وآلام في العين، والقيء والغثيان، وتغيُّم في الرؤية. وفي حالة إهمال العلاج فإن ذلك قد يؤدي إلى فقد الإبصار.
من بين أبرز عوامل الخطر التي تُؤدِّي لزيادة فُرص الإصابة بمرض المياه الزرقاء ما يلي:
ويعد ذلك النوع من الجراحات أساس التعامل مع المصابين بمرض الجلوكوما (الزرق)، ويفضل أطبَّاء العيون ذلك النوع من الجراحة في حالة فشل العلاج عن طريق القطرات. وتبلغ نتائج نجاح الجراحة الميكروسكوبية ما يقارب 90%، حيث يقوم الطبيب بعمل فتحات في العين من أجل تصريف السوائل الزائدة في العين.
تستخدم أنواع مختلفة من القطرات، وكذلك يمكن استخدام حبوب من خلال الفم، وفي أحيان أخرى يستخدم الحقن عن طريق الوريد للحد من ارتفاع ضغط العين.
يستخدم في جراحة الفلترة أدوات دقيقة مع الاستعانة بمجهر تقني؛ حيث يقوم الطبيب بعمل شق في الصلبة، ومن ثم إزالة أحد الأجزاء الصغيرة في الشبكة التربيقية المتداخلة "Overlapping trabecular mesh". ومن ثم تخرج المياه الزائدة من خلال الشق، وبالتبعية يحدث انخفاض لضغط العين.
وفي مرحلة التعافي يستخدم المريض نوعيات مختلفة من القطرات المضادة للجراثيم والالتهابات، ويساعد ذلك أيضًا في تسريع عملية التئام الشق.
يمكن استخدام الليزر؛ من أجل تصريف السوائل الزائدة في العين المصابة، غير أنه يمكن تكرار جلسات العلاج بالليزر، وهي آمنة بشكل تام، ولا يُوجد منها أي أضرار على أنسجة العين.
تتمثَّل أعرض الورم الأرومي الشبكي في تورُّم العين واحمرارها، وتُظهر العينان في اتِّجاهين معاكسين، مع ظهور لون أبيض في الحدقة (مركز العين) عند سطوع الضوء.
ينشأ الورم الأرومي الشبكي نتيجة تطور شاذ في الخلايا المكونة لشبكية العين، ويمكن أن ينتقل الورم إلى أماكن أخرى في الجسم؛ مثل: العمود الفقري والدماغ، وفي غالبية الحالات المصابة لا يظهر السبب وراء حدوث الطفرة الجينية التي تؤدي لنشوء الورم. ومع ذلك فإن هناك احتمالية لأن يكون ذلك بسبب العامل الوراثي من أحد الوالدين.
حيث تشير إحدى الدِّراسات لإمكانية انتقال الجين الوراثي من الوالدين للأطفال بنسبة 50%، وفي الغالب تحدث الإصابة في مرحلة عُمريَّة مُبكِّرة، ويُصيب الورم العينين بنسبة كبيرة.
بعد فحص المريض بتصوير الشبكة الطبقي مع الاختبارات الأخرى؛ فيمكن للطبيب أن يحدد الطرق العلاجية المناسبة، ويتضمَّن ذلك ما يلي:
يساعد العلاج الكيميائي في تقليص الأنسجة السرطانية بالعين، ويمكن أن يكون ذلك عبر الحقن الوريدية، أو من خلال الحبوب، وقد يكون ذلك بالتزامن مع الإجراءات العلاجية الأخرى.
تستخدم الجراحة التقليدية لإزالة الورم الأرومي الشبكي، حيث يقوم الطبيب باستئصال الورم، وبما يمنع من انتشاره في مناطق أخرى بالجسم.
يقوم المريض بوضع رأسه في المكان المخصص، ويقوم الفني بضبط جهاز تصوير الشبكة الطبقي، ومن ثم يرشد المريض بالنظر إلى منطقة هدف الضوء في الماكينة الخاصَّة بالجهاز، وبعد ذلك يتم التقاط الصور. ويمكن استخدام قطرات للعين في سبيل توسعة الحدقة والحصول على صور لمناطق محددة، ويستغرق الفحص مدة خمس دقائق فقط.
عزيزتي القارئة / عزيزي القارئ وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تناولنا فيه كل ما يتعلق تصوير الشبكية الطبقي.
هل ترغبون بتجربة فريدة وناجحة؟ تفضلوا بزيارتنا في مركز إنترناشيونال كلينيكس حيث الجودة والرقي في التعامل والأمان والنتائج الرائعة.
اقرأ أيضًا: