تحدث عيوب الحاجز الأذيني ASD "Atrial Septal Defect" نتيجة تكوُّن ثُقب في الجدار أو الحاجز الفاصل بين الأُذين الأيمن والأيسر، ويُعتبر ذلك من بين عيوب القلب الخلقية، والتي تنشأ نتيجة وجود عوامل خطر متنوعة تزيد من فرص الإصابة بتلك العيوب، ويؤدي ذلك الثُّقب إلى زيادة مُعدَّلات تدفق الدم إلى الرئتين نتيجة تسرُّب الدم من حُجرة الأُذين الأيسر إلى الأيمن، ثم إلى الشريان الرئوي، وإلى تفريعات شريانية أخرى، ثم إلى الرئتين اللتين تقومان بدورهما في عملية التبادل الغازي وأكسدة الدم.
جدير بالذكر أن ظهور أعرض المرض تتوقَّف على حجم الثقب في الحاجز الأُذيني، حيث إن هناك بعض الثقوب مُتناهية الصغر، ولا تُسبِّب أي أعراض، وأخرى ثقوب أكبر في الحجم، وهناك بعض الحالات التي يغيب فيها الحاجز الأُذيني بالكامل، وَمِنْ ثَمَّ يُصبح اللجوء إلى العملية الجراحية هو الوسيلة المثالية لمُعالجة الحالات الخطيرة.
تختلف أعراض عيوب الحاجز الاذيني على حسب طبيعة العيب، ومن أهمِّ الأعراض ما يلي:
- تُعَدُّ عضلة القلب heart muscle من بين ثلاثة أنواع عضلية في جسم الإنسان، والنوعان الآخران هما العضلة السلسلة، والعضلة الهيكلية، وعضلة القلب لا إرادية وتكوُّن جدران القلب، وتتكوَّن عضلة القلب من نسيج يقع داخل طبقة القلب الخارجية، والتي يُطلق عليها "التامور"، وطبقة داخلية يُطلق عليها "الشفاف".
- تنقبض وتنبسط عضلة القلب بنفس أسلوب العضلات الهيكلية، ويحدث ذلك عن طريق محفزات كهربائية، والعامل الرئيسي المحفز للانقباض والانبساط هو الكالسيوم المخزن داخل خلايا العضلة.
- يتكوَّن القلب تشريحيًّا من أربع حجرات، وهي الحجرتان العلويتان، ويُطلق عليهما الأُذينين، وهما المسؤولان عن استقبال الدم، والحجرتان السفليتان ويُطلق عليهما البُطينين، وهما المسؤولان عن ضخ الدم، ويُطلق على الجزء الأيسر من القلب اسم الجزء المؤكسد، بمعنى الذي يحتوي على الدم الذي تمت مُعالجته، ويحتوي على الأكسجين الذي يلزم أعضاء وأجهزة الجسم للقيام بوظائفها الحيوية عن طريق الأورطي، أما الجزء الأيمن فيطلق عليه الجزء غير المؤكسد، ويحتوي على الدم غير المُعالج، حيث يتم إرساله من خلال الشريان أو الجذع الرئوي إلى الرئتين لمُعالجته، وعودته من جديد لعضلة القلب وإعادة ضخه.
تتنوَّع عيوب الحاجز الأذيني، وسنوضح ذلك في الفقرات التالية:
هناك مجموعة من عوامل الخطر التي تجعل هناك فرصة أكبر للإصابة بعيوب الحاجز الأذيني، ومن بين ذلك ما يلي:
تُسبِّب الإصابة بفيروس الحصبة الألمانية تشوُّهات في الجنين، ومن بين ذلك عيوب الحاجز الأذيني في القلب، لذا فمن المفضل فحص دم الحامل أثناء فترة الحمل؛ للتأكد من خُلوِّه من فيروس الحصبة الألمانية، مع أخذ اللقاح المناسب؛ لتجنب إصابة الجنين بذلك الفيروس.
تؤثر المواد المخدرة على الحوامل وعلى الأجنَّة، ومن المهم التوقف عن ذلك، والعلاج قبل التفكير في الحمل، ومن بين الأمراض التي يُمكن أن يُصاب بها الأطفال نتيجة لإدمان المخدرات كل من: تشوُّهات القلب، والتشنجات العصبية، وضعف النمو البدني العقلي والحركة المُفرطة، وتصنيفات مُختلفة من أمراض العيون، وتشوُّهات الجهاز البولي التناسلي.
ارتفاع نسبة السكر لدى الأم يعرضها للإجهاض، وكذلك فإن هناك احتمالية لحدوث كثير من التشوُّهات الخلقية عند الجنين؛ مثل مرض العملقة، بمعنى تسارع نمو الجنين، وكذلك مشاكل متعددة في القلب، ومن ضمنها عيوب الحاجز الأذيني.
يُعَدُّ مرض الذئبة الحمامية من بين أمراض نقص المناعة الذي يُصيب أنسجة الجسم السليم، ومن بين أعراض الذئبة الحمامية: حُمرة الوجه، وفقدان الشهية، والشعور بالتعب والإرهاق، وارتفاع درجات الحرارة، وتقيحات الفم، والتهاب الأغشية التي تبطن الرئتين والقلب، وتختلف حدة ذلك المرض بين مُصاب وآخر، ويؤثر ذلك على الأجنَّة، ويُصيبهم بكثير من الأمراض مثل الأنيميا وتشوُّهات القلب، ومن بين ذلك عيوب الحاجز الأذيني "Atrial Septal Defect".
مرض مُتلازمة داون، أو بمصطلح آخر البَلَه المغولي، يتمثَّل في وجود صبغي بالزيادة؛ حيث تنشأ نسخة إضافية من الصبغي 21، ويبلغ عدد الصبغيات في الخلايا الحية السليمة 46، أما في حالة الإصابة بمُتلازمة داون فيُصبح عدد الصبغيات 47، ومن بين أعراض الإصابة بمُتلازمة داون: انخفاض نسبة الذكاء، وملامح الوجه التي تشبه الجنس المغولي، وضعف في المفاصل والعضلات، وقصر الساقين واليدين والرقبة.
هي عبارة عن تشوُّهات بدنية واضطرابات عقلية تُصيب الأجنَّة؛ بسبب تناول الأم كميات كبيرة من الكحوليات أثناء فترة الحمل؛ حيث تصل نسب مرتفعة من الكحول إلى الأجنَّة من خلال المشيمة، مع نقص في المواد الغذائية والأكسجين اللازم لنمو أنسجة وأعضاء الجنين، ومن بين الأعراض التي تُصيب الطفل صغر حجم العينين، والأنف القصير، والشفة العلوية الرقيقة، وسوء حركة الجسم، والعيوب القلبية، وصغر حجم الدماغ.
يُوجد عديد من التقنيات التي يُمكن عن طريقها تشخيص عيوب الحاجز الأذيني "Atrial Septal Defect"، ومن بين ذلك ما يلي:
يستخدم مخطط صدى القلب في حالة اشتباه الطبيب بوجود عيوب الحاجز البطيني "Atrial Septal Defect" أو أي إشكاليات أخرى في غُرف القلب والصمامات، وتُوجد أنواع مُختلفة من مخططات صدى القلب التي يُمكن عن طريقها تشخيص حالات عيوب الحاجز الاذيني، ومن بين ذلك:
يوفر جهاز الأشعَّة المقطعية صورًا متنوعة لمنطقة الصدر والقلب، بما يُساعد الطبيب على تحديد عيب الحاجز الأذيني، وكذلك يُمكن فحص الشرايين التاجية المحيطة بالقلب، وفي تلك الفترة تُوجد أجهزة مقطعية عالية الاستبانة، ويُطلق عليها الأجهزة المقطعية متعددة المقاطع MSCT، ويُمكن عن طريقها تغطية جميع أجزاء القلب، وفي أكثر من جهة.
ويُعتبر الفحص من خلال مخطط كهربية القلب إحدى الوسائل التقليدية التي تُستخدم في تقييم سلامة عضلة القلب، ويطلق عليها بالاسم الدَّارج "رسم القلب"، حيث يترجم النبضات التي تصدر أثناء انقباض عضلة القلب في صور مُنحنيات، وعن طريقها يتمكن الأطباء من معرفة كمية الدم المتدفقة من وإلى عضلة القلب.
يُساعد التصوير بالأشعَّة السينية على استكشاف منطقتي القلب والصدر، والشرايين الكبيرة التي تحمل الدم من القلب للصدر والرئتين، وَمِنْ ثَمَّ التَّعرُّف على أي شذوذات أو عيوب، ومن بين ذلك عيوب الحاجز الأذيني، وفي الغالب يكون تشخيص الأوعية الدموية في منطقة الرئتين هو الأكثر فائدة بالنسبة للطبيب، حيث يتعرف عن طريق ذلك على مدى وجود تدفق وضغط غير طبيعي للدم، كنتيجة لوجود ثقوب في الحاجز الأذيني.
تُعَدُّ قسطرة القلب الاستكشافية من بين التقنيات المهمة المُستخدمة في تشخيص عيوب الحاجز الأذيني أو أي عيوب أخرى في القلب، حيث يقوم الطبيب المختص بإدخال أنبوب دقيق ورفيع من خلال الشرايين عن طريق منطقة الرقبة أو من خلال الفخذين أو الذراعين، ويصل الأنبوب إلى عضلة القلب، وَمِنْ ثَمَّ القيام بالتصوير، ويُمكن أن يستخدم الطبيب حقنة صبغية؛ لتسهيل عملية الرؤية، ولا تستغرق عملية قسطرة القلب الاستكشافية أكثر من ساعة زمنية، ولكن يحتاج المريض للرعاية عدَّة ساعات بعد عملية القسطرة؛ لاستعادة النشاط مرَّة أخرى.
يعتمد التصوير بالرنين المغناطيسي على موجات الراديو والموجات المغناطيسية القوية، وعن طريق الحاسب الآلي يتم تكوين صور لمنطقة القلب والرئتين، والتَّعرُّف على أي إشكاليات غير طبية، وبناءً على ذلك يُمكن اكتشاف عيوب الحاجز البطيني "Atrial Septal Defect"، وهو وسيلة ممتازة لتشخيص عيوب القلب الخلقية عند الأطفال بوجه عام، وهناك نوعية أخرى يُطلق عليها تصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي، ويُصطلح عليها بالرمز MRA""، ويُساعد ذلك على فحص الأوعية الكبيرة المتصلة بالقلب والرئة، غير أن التصوير بموجات الرنين المغناطيسي يستغرق مدة زمنية أكبر من التصوير المقطعي، وتكلفته مرتفعة، لذا يُعَدُّ خيارًا استثنائيًّا للتشخيص، وخاصة في الدول النامية.
في الغالب لا يحدث أي مشاكل من عيوب الحاجز الأذيني على الحمل، غير أن هناك حالات تتطلَّب استشارة الطبيب أولًا لتجنُّب حدوث أي مضاعفات خلال فترة الحمل، ومن بين المضاعفات التي يُمكن أن تحدث أثناء الحمل نتيجة وجود عيوب في الحاجز الأذيني: اضطراب ضربات القلب، والاحتقان القلبي، وارتفاع الضغط بالشريان الرئوي.