عمليات حوادث الأنف والأذن

عمليات حوادث الأنف والأذن من بين العمليات المحورية التي تتطلَّبها ظروف الإصابات الطارئة، وبما يُجنِّب المرضى المضاعفات المُتعدِّدة التي تحدث جرَّاء ذلك، وَمِنْ ثَمَّ عودة الأمور إلى نصابها الطبيعي، وسنستعرض في الجُزء الأول فقرات تتعلَّق بعمليات حوادث الأنف، وفي الجُزء الثاني سنفصل فقرات ترتبط بعمليات حوادث الأذن.

حوادث الأنف

يُعرف الأنف المكسور بأنه شق أو كسر يحدث في عظام الأنف، وفي الغالب فإن ذلك يحدث في العظام التي تُوجد فوق جسر الأنف، وقد يترافق ذلك مع كسر الغضروف، وقد يحدث كسر الأنف لأسباب عدَّة، منها: حوادث السيارات، أو في أثناء حدوث المشاجرات، أو الارتطام بجسم ثابت، مثل جدار، أو عمود، أو باب، أو عند السقوط من مكان مرتفع واصطدام الوجه، أو خلال مُمارسة إحدى الرياضات التي تتطلَّب احتكاكًا؛ مثل الكاراتيه، أو الجودو، أو الملاكمة، أو كرة القدم.. وغيرها، وفي تلك الحالة يُصبح الأنف معقوفًا، ويواجه المصاب صعوبة بالغة في التنفس، ويتطلَّب العلاج إجراء جراحة لاستعادة الأنف المكسور لهيئته الطبيعية.

ما أبرز علامات الأنف المكسور؟

يوجد عديد من العلامات التي تظهر على المصاب بكسر الأنف، وسنوضحها فيما يلي:

  • حدوث آلام شديدة في الأنف تزداد عند لمسه.
  • الشعور بحدوث انسداد في إحدى فتحتي الأنف أو كلتيهما.
  • زيادة إفراز المخاط من فتحتي الأنف.
  • وجود صعوبة بالغة في التنفس من خلال الأنف.
  • وجود تورمات في الأنف والمنطقة المحيطة بها.
  • حدوث نزيف للأنف.

ما عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية حدوث كسر الأنف؟

تُوجد مجموعة من عوامل الخطر التي تجعل من فرصة حدوث كسر الأنف مرتفعة، وسنفصلها فيما يلي:

  • قيادة السيارات: تُعَدُّ قيادة السيارات من أكثر عوامل الخطر التي يُمكن أن تؤدي إلى حدوث ارتطام وكسر الأنف، وخاصة في ظل عدم ارتداء حزام الأمان.
  • المشاركة في الألعاب الجماعية: هناك ألعاب جماعية مشوبة بالمخاطر؛ مثل الهوكي، أو كرة القدم، أو الرجبي.
  • مُمارسة بعض الألعاب الفردية: في حالة مُمارسة لعبة رفع الأثقال فإن المُمارس قد يتعرض لحدوث كسر في الأنف حال اختلال توازنه، وسقوط الثقل على الأنف.
  • المشاجرات: في حالة حدوث مشاجرات يتخللها اشتباكات واستخدام آلات حادة؛ فإن ذلك يجعل هناك احتمالية متزايدة لحدوث إصابات للأنف.
  • قيادة الدراجات: تتنوع الدراجات ما بين دراجات نارية ودراجات هوائية كلاسيكية، ويُمكن أن يحدث ارتطام أو تصادم لمن يقوم الدراجة، وتزداد فرص كسر الأنف في حالة عند ارتداء الخوذة.

ما مضاعفات حوادث الأنف؟

يوجد كثير من المضاعفات التي تنتج عن حوادث الأنف، وسنوضحها فيما يلي:

  • الورم الدموي: يُعَدُّ الورم الدموي من بين السلبيات التي تحدثها تصادمات الأنف، ويحدث ذلك نتيجة تجلط الدم في الأنف الذي تعرض للكسر، ويُمكن أن يساهم ذلك الورم أو التجمع الدموي في حدوث انسداد لأحد مسلكي الأنف أو الاثنين، ويحتاج ذلك لعملية تصريف فوري لاستعادة التنفس الطبيعي.
  • انحراف أو التواء الحاجز الأنف: في بعض حالات الأنف المكسور قد يسبب ذلك تحركًا للحاجز الأنفي؛ فيبدو بشكل مُنحرف أو مُلتوٍ، وبما يجعل هناك انسدادًا في مجرى الأنف، ويوجد كثير من الأدوية التي يقرها الأطباء للحد من مضاعفات ذلك الانحراف، من بين العلاجات المُستخدمة الهيستامين، أو مُزيلات الاحتقان، غير أن ذلك لا يغني عن عمليات حوادث الأنف الواجب إجراؤها في أقل فترة زمنية.
  • كسر غضروف الأنف: من الممكن أيضًا أن يصاحب كسر عظام الأنف حدوث كسر في الغضروف، وفي تلك الحالة وجب على الجراح إصلاح كل من العظام والغضاريف في الوقت ذاته.

ما الأمور التي تستدعي الزيارة الفورية للطبيب؟

في حالة حدوث ما يلي فإن الحاجة تتطلَّب دعمًا فوريًّا، والتوجه إلى الطبيب المتخصص:

  • حدوث نزيف لا يتوقف من الأنف.
  • وجود صعوبة عند التنفس من الأنف.
  • خروج سوائل مائية من فتحتي الأنف.
  • وجود إصابة في منطقة الرقبة والرأس مع حدوث تقيؤ وألم وفقدان للوعي.
  • حدوث تغير ملحوظ يُمكن ملاحظته في شكل الأنف كأن يكون الأنف مُلتويًا، أو معوجًّا، ويُصاحب ذلك تورم شديد.

ما الإسعافات الأولية في حالة حدوث كسر الأنف؟

في حالة وجود آلام مبرحة والتواء أو انحناء؛ فإن ذلك يدل على وجود كسر بالأنف، ويُمكن اللجوء للإسعافات الأوَّليَّة التالية قبل التوجه للطبيب:

  • التصرف المبدئي: في بداية حدوث كسر الأنف سيجد المريض صعوبة في التنفس عن طريق الأنف، ويجب عليه أن يتنفس عبر الفم، وبعد ذلك يقوم بالانحناء نحو الأمام؛ من أجل الحد من تصريف الدم داخل الفم، مع تجنب أي ضغوط على الأنف.
  • استخدام مسكنات الآلام: يُوجد كثير من الأدوية المسكنة للآلام التي يُمكن تناولها في سبيل الحد من التورم، ومن بين ذلك catafalm، وparacetamol، وaspirin
  • استخدام قطع الثلج: يُمكن أن يضع المصاب قطعًا من الثلج في قماش، أو يستخدم كمَّادات المياه الباردة ويضعها على الأنف بعد الإصابة مباشرة، ومدة ذلك بين 10-15 دقيقة كل مرة، ثم يتبع ذلك كمَّادات أربع مرات في اليوم ولمدة يومين.
  • الخلود للراحة: ينبغي أن يخلد المصاب بكسر الأنف إلى الراحة لمدة أسبوعين، مع تجنب مُمارسة أي مجهود بدني، وبالنسبة لمُمارسة الرياضية فينبغي التوقف عنها لمدة أسبوعين على الأقل.

ما طرق تشخيص الكسور الناتجة عن حوادث الأنف؟

يوجد طرق مُختلفة لتشخيص كسور الأنف، وسنبين أبرزها فيما يلي:

  • الفحص الظاهري: يقوم الطبيب بفحص أنف المريض بعد استخدام مخدر موضعي في الغالب، حيث إن المريض بعد حوادث الأنف يُعاني من آلام شديدة، وَمِنْ ثَمَّ يقوم الطبيب بفحص ممر الأنف الداخلي، والتحقق من مدى وجود انسداد، أو تجمع دموي في فتحتي الأنف.
  • التصوير بالأشعة السينية: يُعَدُّ خيار التصوير بالأشعة السينية هو الأمثل؛ من أجل التأكد من وجود كسر في عظام أو غضاريف الأنف؛ حيث يحصل الطبيب على صور تفصيلية ثُنائية أو ثُلاثية الأبعاد لمنطقة الأنف، وما تتضمَّنه من عظام وغضاريف، وكذلك التحقق من استمرارية التجمعات الدموية بالأنف.
  • التصوير بالأشعة المقطعية الحاسوبية OCT: يُعَدُّ التصوير بالأشعة المقطعية الحاسوبية OCT من بين التقنيات المُستخدمة في تشخيص الأنف المكسور، ومن خلال ذلك يُمكن استخراج صور من جوانب مُختلفة داخل الأنف، ويتسم التصوير بالأشعة المقطعية بالسرعة، حيث يحصل الطبيب على الصور خلال مدة وجيزة، ويُستخدم التصوير بالأشعة المقطعية في تشخيص كثير من الدواعي المرضية بجسم الإنسان؛ مثل: الإصابات الداخلية، والكسور، والأورام، وبما يساعد في توجيه الأطباء لتحديد الخيار العلاجي المناسب.

ما الوسائل المتبعة لعلاج حوادث الأنف؟

الأدوية العلاجية

في حالة تغير الهيئة الخارجية للأنف، سواء انحناء، أو التواء؛ فإن ذلك دليل ظاهري على حدوث كسر في الأنف، أما تشخيص الحالة بدقة فيتطلَّب عمل أشعة مقطعية، وينصح الأطباء ببعض العلاجات المؤقتة؛ مثل: استخدام مسكنات الآلام، أو وضع قطعة من الثلج على الأنف.

عمليات حوادث الأنف

إعادة ضبط الأنف يدويًّا:

في حالة تغير وضع عظام الأنف أو الغضروف؛ فمن المُمكن أن يقوم الطبيب بإعادة العظام والغضروف للوضعية الطبيعية بشكل يدوي، وينبغي أن يتم ذلك في أسرع وقت.

خطوات الإجراء:

  • يقوم الطبيب بحقن الأنف بمخدر موضعي، أو عن طريق الرش ببخَّاخ، ثم يقوم بفتح الأنف عن طريق منظار تقني خاص، ويستخدم مجموعة من الأدوات في سبيل إعادة الأنف لهيئتها الصحيحة.
  • بعد ذلك يقوم الطبيب بتثبيت الأنف عن طريق حاجز أنفي صناعي، ويقوم بتغطيته من الخارج مع ترك مساحة للتنفس، وفي بعض الأوقات يستخدم الأطباء جبيرة لفترة مؤقتة.
  • يستمر المريض على ذلك الوضع لفترة تتراوح بين أسبوع وعشرة أيام، ويقوم الطبيب بوصف مجموعة من العلاجات تتمثَّل في: مضادات الالتهابات، والمضادات الحيوية؛ لمنع حدوث عدوي بكتيرية للمريض.

التدخل الجراحي:

في بعض الحالات الحادة فإن الأمر قد يتطلَّب اللجوء للعمليات الجراحية، والهدف هو التصحيح وإعادة الأنف لشكله الطبيعي، وفي حالة كون الكسر قد ألحق ضررًا بالحاجز الأنفي وأدى ذلك إلى انسداد وتجمع دموي، وَمِنْ ثَمَّ صعوبة شديدة في التنفس؛ فيلجأ الطبيب لعمليات حوادث الأنف الذي تتطلَّب جراحة عميقة.

ما طرق الحماية من كسر الأنف؟

يوجد عديد من طرق الحماية التي تُجنب الأفراد حدوث كسور بالأنف، وسنفصلها فيما يلي:

  • بالنسبة لراكبي الدراجات: ينبغي على راكبي الدراجات البخارية أو الهوائية ارتداء الخوذة؛ حيث إن ذلك يقلل من المخاطر التي تحدث في حالة وقوع تصادمات.
  • طرق الحماية بالنسبة لقائدي السيارات: يجب على من يقود السيارة ارتداء حزام الأمان، والأمر نفسه بالنسبة للمرافقين، وخاصة عند السفر على الطرق السريعة.
  • بالنسبة لمُمارسي الرياضات المحفوفة بالمخاطر: من المهم لمُمارسي الرياضات التي تحدث فيها ارتطامات ارتداء الأدوات الوقائية التي تحد من مخاطر التصادمات.
  • متابعة الأطفال في المتنزهات: تزداد فرص حدوث كسور الأنف بالنسبة للأطفال عند الخروج للتنزُّه، وخاصة في الأماكن التي يُوجد بها أرجوحات، ومن المهم متابعة الأطفال والمحافظة عليهم.

عمليات حوادث الأذن

إصابات الأذن الخارجية

  • تُعرف الأذن الخارجية على أنها الجُزء الظاهر من الأذن، ويتكون من الصيوان والقناة السمعية، ووظيفة الأذن الخارجية تتمثَّل في تجميع الصوت وإرساله لطبلة الأذن، ويُمكن أن تتعرض الأذن لحوادث طارئة، وفي الغالب يكون ذلك في الصيوان الخارجي؛ نظرًا لوجوده بشكل مكشوف خارج الجسم، وقد يكون السبب في ذلك حادثة نتيجة لقيادة سيارة على الطريق، أو نتيجة لارتياد دراجة هوائية أو بخارية، أو تلقي ضربات في أثناء مشاجرة، أو ارتطام الأذن بشيء.
  • يتكون صيوان الأذن من مجموعة غضاريف، ولا يُوجد بها أوعية دموية، وتحصل على الأكسجين والعناصر الغذائية من خلال خاصية الانتشار diffusion، ويغلف الصيوان الخارجي طبقة تُعرف باسم “السمحاق” “perichondrium”، وفي حالة حدوث حوادث للأذن قد يحدث ورم دموي Hematoma؛ نتيجة لانقطاع تمويل الغضروف بالعناصر الغذائية، ويسبب ذلك حدوث نخر أو إنتان، ويُسرع ذلك من معدل حدوث العدوى البكتيرية، وفي تلك الحالة يجب التوجه لمركز علاجي على الفور لتجنب المضاعفات، ومن المهم أن يتزامن العلاج مع تصريف نزيف الدم.

إصابات الأذن الوسطي

تحدث إصابات للأذن الوسطي نتيجة ما يلي:

  • في حالة التعرض للشرر الذي يتطاير من أجهزة اللحام أو الشظايا المعدنية فإن ذلك قد يؤدي إلى حدوث مشاكل في الأذن الخارجية، وفي ذلك الوقت قد يؤثر في بعض الأحيان على القناة السمعية والأذن الوسطى، وقد يمتد الضرر ليصيب عصب الوجه في الأذن الوسطى.
  • حدوث إصابة قوية للرأس من بين العوامل التي تؤدي إلى حدوث سلبيات ومشاكل في الأذن الوسطى.
  • يُمكن أن تحدث إصابة للأذن الوسطى عن طريق إدخال أداة حادة؛ مثل الدبوس، أو القلم؛ بغرض تنظيف الصمغ من الأذن، ويؤدي ذلك في بعض الأحيان لحدوث ثقب في طلبة الأذن.
  • قد يحدث خلل في الضغط للأذن الداخلية، وبما يؤثر على الأذن الوسطى.

عمليات حوادث الأذن

في حالة التعرض لحادثة تؤثر على صيوان الأذن الخارجية، أو حدوث أمراض معينة في الأذن أدَّت إلى تأكل الغضروف، وبما يجعله مُشوَّه الشكل؛ فمن المهم إجراء جراحة تُساعد في تجميل الشكل الخارجي للأذن.

إجراءات عمليات حوادث الأذن

يُمكن إجراء عمليات حوادث الأذن من خلال طريقتين أساسيتين، وهما التجميل الجراحي والتجميل التعويضي:

التجميل التعويضي لحوادث الأذن

وفي تلك الطريقة من عمليات حوادث الأذن يقوم الطبيب المختص بأخذ مقاييس الأذن المشوهة، أو المقطوعة، وفي حالة وجود أذن سليمة يُمكن أن يقوم المتخصص بأخذ مقاييسها لتعيين أخرى جديدة تعويضية للأذن الأخرى على المقاييس نفسها، ثم يقوم باصطناع نموذج من السليكون، وفي مرحلة تالية يقوم بتلوين الأذن الاصطناعية بلون البشرة نفسه، وتُعَدُّ تلك الطريقة مفضلة؛ نظرًا للتشابه الكبير بين الأذن الاصطناعية والحقيقة، والذي يصل لحد التطابق في تلك الفترة التي تطورت فيه صناعة البدائل التعويضية.

يتم تثبيت الأذن الاصطناعية أو إزالتها في حالة رغبة المريض بذلك، ومن المفضل أن تتم إزالتها في أثناء فترة النوم؛ ليمنح المرض الفرصة للجلد ليحصل على الهواء، ويُمكن أن يقوم المريض بتنظيف الأذن الصناعية عن طريق الماء والمواد المطهرة، ويتطلَّب الأمر تغيير الأذن الاصطناعية كل عامين، والسبب في ذلك هو تغير لون مادة السليكون المصنع منها الأذن؛ نتيجة للعوامل المناخية أو التعرض لأشعة الشمس.

يُمكن تثبيت الأذن الصناعية عن طريق ما يلي:

  • اللاصقات الطبية: وتلك الطريقة هي الأكثر شيوعًا لمن تعرضوا لحوادث الأذن، ولا يُوجد خوف على المريض من تحرك الأذن الصناعية، أو سقوطها خلال فترات العمل، أو حتى في أثناء مُمارسة الأنشطة الرياضية، نظرًا لقوة اللاصق ومقاومته للماء، كما يُمكن للمريض أن يمارس السباحة، أو يقوم بالاستحمام دون أدنى مشكلة.
  • زراعات الأذن: حيث يتم تثبيت الأذن الصناعة دون أن تتحرك، وتلك الطريقة لمن لا يرغبون في إزالة الأذن لتظل مثل الأذن الطبيعية، ويُستخدم في تلك الطريقة معدن التيتانيوم للتثبيت.

التجميل الجراحي لحوادث الأذن

  • يقوم الجراح بتطعيم صيوان الأذن؛ من خلال أحد الغضاريف في القفص الصدري، حيث يشكل الطبيب الغضروف على هيئة أذن ثم يقوم بتثبيتها، ويغطيها بطبقة من الجلد يتم سحبها من جلد الفخذ أو العضد.
  • وتلك الطريقة لها سلبيات، ومن أبرزها عدم تشكل الأذن في بعض الحالات، وبما يشابه الأذن الطبيعية، والسبب هو أن صيوان الأذن الطبيعي معقد من حيث البنية، ومهما بلغت مهارة المتخصص؛ فلن يستطيع تشكيل الغضروف الذي تم استئصاله من الصدر بالشكل الطبيعي نفسه للصيوان الخارجي للأذن.