مرحلة الطفولة تعد من المراحل المهمة في عمر الإنسان، يبدأ فيها الجسم والعقل بالتشكل والتعلم، ولكن قد يحدث خلل أو مشكلة في هذه المرحلة تعيق إحدى الوظائف أو العمليات المهمة في جسم الإنسان. والغمش أو كسل العين هو أحد هذه المشاكل.
لا تعد مشكلة كسل العين (الغمش) إحدى المشاكل التي تهدد حياة الإنسان. ولكنها تؤثر على حياته اليومية وكيفية ممارسة نشاطاته وعمله بشكل جيد.
في هذا المقال نتحدث عن كسل العين، أنواعه وأعراضه، وطرق علاجه.
الغمش أو كسل العين (amblyopia)، هي حالة مرضية تحدث في الطفولة المبكرة، حيث لا يتطور بصر الطفل كما ينبغي في إحدى العينين. فعندما يعاني الشخص من الغمش، يركز الدماغ على عين واحدة أكثر من الأخرى. غالباً يكون فقدان البصر في عين واحدة واليسرى على وجه الخصوص. من النادر أن يصيب الغمش كلتا العينين.
كما لو أن الدماغ يقوم بتجاهل إحدى العينين على حساب الأخرى، إذا لم تتلقى تلك العين التحفيز المناسب، فإن الخلايا العصبية المسؤولة عن الرؤية لن تنضج كما ينبغي، وتؤدي لضعف الرؤية في هذه العين.
في الولايات المتحدة، يؤثر الغمش على ما يقارب 3% من الأطفال، وهو السبب الأكثر شيوعاً للعمى الجزئي أو الكلي في عين واحدة في مرحلة الطفولة. مصطلح "العين الكسولة" غير صحيح عملياً لأن العين ليست كسولة، هذه الحالة هي مشكلة تطورية في العصب الذي يربط العين بالدماغ، مما يسبب مشكلة في التنسيق بين وظيفة الدماغ والعين، وبالتالي ليست مشكلة في العين نفسها ويمكن علاجها.
ننصحك أيضاً بقراءة: فحص المجال البصري | طريقة إجراء الفحص وتحليل النتائج
هناك ثلاثة أنواع رئيسية لكسل العين كما يلي:
يجدر الإشارة إلى أن كل أنواع مرض الغمش تحدث في عين واحدة فقط، نادراً ما يصيب الغمش كلتا العينين.
توجد بعض المؤشرات التي يمكن من خلالها أن يستنتج الناس إصابة أطفالهم بالغمش، ومن أهم تلك العلامات:
لن يتمكن الطفل المصاب بالغمش من النظر بإحدى عينيه بشكل صحيح.ستعوض العين الأخرى هذا النقص لكن هذا التعويض يضر بالعين المصابة، حيث تهمل من قبل الدماغ ويتأخر نمو وظيفة الرؤية فيها.
تتلقى العين ذات الرؤية الضعيفة صوراً غير واضحة، يقوم الدماغ عندها بمحاولة إيضاحها. ولكن يكلف هذا الأمر مجهود أكبر، وسيبدأ في النهاية في تجاهل البيانات القادمة من هذه العين.
في كثير من الحالات، يقوم الدماغ والعين الأقوى بتعويض النقص بشكل جيد بحيث لا يلاحظ الطفل أنه يعاني من مشكلة. هذا هو السبب في أن العين الكسولة لا تشخص إلا عندما يخضع الطفل لفحص روتيني للعين.
وتوجد بعض العوامل التي يمكن أن تجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بمرض كسل العين ومنها:
أي شيء يعيق الرؤية في أي من العينين أثناء نمو الطفل يمكن أن يتسبب في الإصابة بالغمش. على الرغم من أن الأسباب غير واضحة، فإن الدماغ يمنع الصور القادمة من العين الأكثر إصابة.
فيما يلي أمثلة لبعض الأسباب المحتملة:
الحول هو خلل في العضلات التي تتحكم بحركة العين، وتؤدي إلى تقاطع العين أو إرجاعها للوراء بشكل دائم كوضع طبيعي في وقت الراحة. يؤدي اختلال التوازن العضلي إلى اختلال الوظيفة البصرية، فإحدى العينين تنظر للمكان الذي يراه الشخص والعين المصابة تنظر في جهة أخرى.
قد يرث الناس الحول الناتج عن قصر النظر أو طول النظر أو مرض فيروسي أو إصابة.
نرى العالم من حولنا بواسطة أعيننا، والعين ترى العالم عن طريق انعكاس الضوء على الأجسام وارتداده إلى داخل العين إلى العصب البصري. عندما لا يتم تركيز الضوء بشكل صحيح أثناء انتقاله عبر عدسة العين، تسمى هذه المشكلة بخطأ انكسار الضوء أو تفاوت الانكسار.
تحدث الأخطاء الانكسارية بسبب قصر النظر أو طول النظر أو اللابؤرية. حيث يكون سطح القرنية أو العدسة غير مستو، مما يتسبب في عدم وضوح الرؤية.
يعاني الطفل المصاب بالغمش متباين الانكسار من طول نظر أو قصر نظر في عين واحدة أكثر من الأخرى. مما يؤدي إلى تطور حالة الغمش في العين الأكثر تضرراً.
تُعد هذه الحالة الأقل شيوعًا من العين الكسولة. فيه تُمنع عين واحدة من الرؤية ما يجعلها أضعف، وقد يحدث ذلك للعينين أحيانًا بسبب:
اقرأ أيضًا: فحص العين والشبكية عند الأطفال والخدج | كل ما تودون معرفته
يفحص الطبيب العين، للتحقق من سلامتها، ومن عدم وجود زيغ العين، أو اختلاف في الرؤية بين العينين، أو ضعف الرؤية في كلتا العينين. يستخدم قطرات طبية عادة لتوسيع حدقة العين مما يؤدي إلى تغيّم الرؤية لبضع ساعات.
يتبع الطبيب الخطوات التالية في فحص عيون الأطفال كما يلي:
يمكن استخدام جهاز تكبير مضيء للكشف عن إعتام عدسة العين لتقييم قدرة الرضع أو الأطفال على النظر من خلال تتبع الأشياء.
يُستخدم للأطفال هنا الصور والأحرف لتقييم رؤية الطفل.
تميل طرق علاج الغمش لتكون أكثر فعالية عند تطبيقها منذ الصغر، أما بعد أن يبلغ الطفل عمر ال 8 سنوات، تنخفض احتمالية تحسن الرؤية بشكل ملحوظ، ولكن العلاج يحتفظ بفعاليته حتى وإن لم يكن بشدة فعاليته على الصغار.
هناك طريقتان لعلاج الغمش، يمكن للطبيب علاج مشكلة العين الأساسية أو محاولة جعل العين المصابة تعمل وتقوم بعملية الرؤية حتى تتحسن بنفسها ويشمل العلاج:
سيصف الأطباء نظارات لطفل مصاب بقصر النظر أو طول النظر أو اللابؤرية، يتعين على الطفل ارتداء النظارات طوال الوقت حتى يتمكن الاختاصي من مراقبة مدى فعاليتها في تحسين مشاكل الرؤية في العين الكسولة، قد تصحح النظارات أيضاً انعطاف العين، في بعض الأحيان يمكن للنظارات أن تحل مشكلة الغمش، ولا يتطلب الأمر مزيداً من العلاج.
إذا كان الساد هو سبب الغمش، فيمكن للأطباء إزالته جراحياً تحت التخدير الموضعي أو التخدير العام.
بالنسبة لبعض الأشخاص ينتج الغمش عن جفن يمنع رؤية العين الأضعف، في هذه الحالة العلاج المعتاد هو جراحة شد الجفن.
سيضع الطبيب رقعة على العين القوية حتى تجبر العين الكسولة على العمل، حيث أن الدماغ سيحصل على المعلومات من تلك العين فقط ولن يقوم بتجاهلها لأنها كل ما يملكه من أجل الرؤية، لن تتخلص الرقعة من انعطاف العين، لكنها ستحسن الرؤية في العين الكسولة.
تعتمد مدة العلاج على العديد من العوامل، بما في ذلك عمر الطفل وشدة حالته ومدى التزامه بتعليمات الاختصاصي، عادة ما يرتدي الرقعة لبضع ساعات كل يوم.
يجب على مقدمي الرعاية تشجيع الطفل على القيام بأنشطة عن قرب أثناء ارتداء الرقعة، مثل القراءة أو التلوين أو العمل المدرسي.
قد يستخدم الأطباء هذه القطرات لطمس الرؤية في العين السليمة، يقوم الاتروبين بتوسيع البؤبؤ في العين مما يؤدي إلى عدم قدرة العين على رؤية الأجسام القريبة، مما يجعل الشخص والدماغ يعتمدان على العين المصابة بالغمش.
الأتروبين مريح للأطفال فهو أقل غرابة وصعوبة من استعمال رقعة العين، عادة، يمكن للأطباء وصف قطرات للأطفال غير المتعاونين فيما يخص استعمال رقعة العين.
تهدف التمارين والألعاب المختلفة إلى تحسين وظيفة الرؤية في عين الطفل المصابة، يؤكد الخبراء أن هذا العلاج مفيد للأطفال الأكبر سناً حيث يمكنهم القيام بتمارين الرؤية مع علاجات أخرى.
في بعض الأحيان يجري الأطباء جراحة للعين لتحسين انعطاف العين ومعالجة الحول إن وجد، مما يؤدي إلى محاذاة أفضل للعينين، هذا يمكن أن يحسن أو لا يحسن الرؤية.
لا يختلف علاج الغمش عند الكبار عن علاج الغمش عند الصغار، فتستخدم النظارات وقطرات الأتروبين وتمارين الرؤية والجراحة.
لكن جودة وفعالية هذه الطرق أقل عند الكبار، لذلك يجب أخذ الأطفال للقيام بفحص دوري كل 6 أشهر على الأقل عند بلوغهم الـ 4 سنوات.
اقرأ أكثر: قصر النظر | الأسباب والأعراض والعلاج
تقدم العديد من المراكز حول العالم خدمات العناية بالعين وعلاجها من الأمراض، ولكن هل يمكنك أن تثق بهذه المراكز؟
مركز إنترناشيونال كلينيكس يقدم لك هذه الخدمات مع ضمان نجاح المعالجة مهما كانت، فالمركز يتميز بأفضل وأحدث الأجهزة، وكادر طبي من أطباء وممرضين يملكون من الخبرة الكثير، وهدفهم تقديم أفضل تجربة علاج للمريض، بالإضافة للسمعة المتميزة للمركز من قبل كل المرضى الذين أجروا علاجهم فيه.