الألوان هي التي تعطي للأشياء طبيعتها، وتسهم في تعرُّف النَّاس عليها، ولا يوجد حتى الآن علاج قيد التطبيق لمرض عمى الالوان الخلقي، سوى العلاج الجيني، الذي لم يتوسَّع حتى الآن في علاج البشر به، ولكن توجد طرُق للتعايش والتأقلم معه، تعرَّف عليها من خلال هذا المقال، بالإضافة إلى معلومات أخرى قيِّمة.
عمى الألوان هو الحالة التي لا يستطيع فيها بعض الناس التمييز بين بعض الألوان والبعض الآخر، ويصيب هذا المرض الرجال والنساء، لكن نسبة الإصابة به لدى الرجال أكبر منها لدى النساء. بحيث أثبتت الدِّراسات العلمية أنه يصيب واحدًا من كل اثني عشر رجلًا، في الوقت نفسه يصيب واحدة من كل مائتي امرأة.
قد يسأل البعض ما المقصود بعمى الألوان من حيث الطبيعة؟
أما عن طبيعة مرض عمى الألوان؛ فإنه مرض وراثي بالدرجة الأولى؛ بحيث يمكن القول: إن هذا المرض ينتقل عن طريق الوراثة بين الآباء والأبناء، ويمكن أن يظهر في الجد والحفيد، ولا يظهر في الآباء.
فربما يحمل الرجل أو المرأة جينات المرض، وفي الوقت نفسه لا تظهر أعراضه عليهما، وينتقل المرض عبرهما إلى الأبناء.
والسبب في كونه أكثر وجودًا لدى الرجال منه لدى النساء أن الرجل يحمل كروموسوم x واحدًا؛ فيكون وجود جين واحد كافيًا لإصابته بالمرض، أما المرأة فتحمل كروموسومي x (اثنين) فلا بُدَّ لينتقل المرض إليها أن يكون المرض قد أصاب أمها وأباها معًا.
أنواع المرض تنقسم إلى ثلاثة أنواع؛ هي:
عدم التمييز بين الأحمر والأخضر، وهو أشهر الانواع الثلاثة، وأكثرها شيوعًا، وتسمَّى الدالتونية، وذلك أن عالم الكيمياء الكبير جون دالتون كان قد نشر دراسة علمية، تعد هي الأولى من نوعها حول عمى الألوان، بيَّن فيها إصابته بالمرض؛ فقد كان لا يستطيع التمييز بين اللونين الأحمر والأخضر.
هو الذي يعاني فيه المُصاب من عدم القدرة على التمييز بين اللونين الأزرق والأصفر.
هو الذي لا يستطيع فيه المصاب التمييز بين الألوان نهائيًّا، وهذا النوع نادر جدًّا.
يؤدي التقدم في العمر أحيانًا إلى الإصابة بعمى الألوان.
يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بعمى الألوان.
من هذه الأمراض الضمور البقعي، أو إعتام العدسة، ومرض إعتام العدسة يسبب تشويشًا في رؤية الألوان، وتجرى جراحة في العدسة؛ لزرع عدسات صناعية بدلًا من الطبيعية، تعيد بريق الألوان إلى سابق عهده، ويشفى المريض من عمى الألوان.
قد يؤدي تناول بعض الأدوية إلى حدوث عمى الألوان، ولا مشكلة في هذا؛ إذ إن الأمور تعود إلى طبيعتها مع المريض بعد توقُّفه عن تناول تلك الأدوية؛ فهي مجرد أعراض جانبية، وهذه الأدوية مثل دواء الصرع (التياجابين)، وهو دواء مضاد للتَّشنُّجات، من المُمكن أن يهبط بمستوى رؤية الألوان لكل من يتناوله بنسبة تصل إلى 41%.
قد تؤدي بعض الأمراض إلى حدوث هذا النوع من العمى، وهي:
قد يسبب التعرض لبعض المواد الكيميائية أمراضًا، ومشكلات صحية منها عمى الألوان.
قد يهمك قراءة:
هناك اختلاف في أعراض عمى الألوان؛ من الممكن أن يرى أحد المرضى بعضًا من الألوان، وفي الوقت نفسه لا يرى ألوانًا أخرى، فمثلًا يستطيع المريض التفريق بين اللونين الأزرق والأصفر، وفي الوقت نفسه لا يستطيع التفريق بين اللونين الأخضر والأحمر.
من الممكن أن يرى المريض الألوان كثيرة وهو لا يدري أنه يراها بشكل مختلف عن الأصحَّاء، كما لا يستطيع بعض المرضى بعمى الألوان أن يروا درجات الألوان ويفرقوا بينها، في الوقت الذي يرى فيه الأصحَّاء مئات الدرجات من الألوان.
ومن الأعراض من النوع الثالث أن المريض لا يستطيع رؤية الألوان كلها ما عدا الأسود والأبيض واللون الرمادي، وهي حالة نادرة.
توجد عدَّة أنواع من اختبار عمى الألوان:
وهذا الاختبار يسمَّى أيضًا (فحص ترتيب الألوان)، وفي هذا الاختبار يطلب الطبيب من المريض ترتيب بعض الأشياء حسب ألوانها ودرجاتها.
خلال هذا الاختبار الذي يشبه اختبار إيشيهارا يجلس المريض أمام شاشة كمبيوتر، ويحاول المريض العثور على شكل الحرف (C)، الذي يظهر بلون مختلف عن لون خلفية الشاشة، وهو يخرج على الشاشة بشكل عشوائي، ومن ثم الضغط على أحد مفاتيح أربعة.
هذا الاختبار يستخدمه الأطباء للكشف عن وجود ما يمكن اعتباره مشكلة في تمييز اللونين الأخضر والأحمر وتمييزهما، وينظر المريض من خلال عدسة، ثم يرى دائرة؛ النصف العلوي من هذه الدائرة عبارة عن ضوء أصفر، وفي النصف السُّفلي توجد أضواء خضراء وحمراء.
يقوم المريض المصاب بعمى الألوان بإدارة المقابض، حتى يتساوى نصفا الدائرة في درجة السطوع واللون.
اختبار عمى الألوان لا يسبب أي ألم من أي نوع، ولكن على من يخضع له أن يكون متعاونًا مع الطبيب؛ فلا يمكن إجراء اختبار عمى الألوان للأطفال الرضع مثلًا، كما أنه ليس اختبارًا سريًّا، فمن الممكن أن يرافق المريض أحد أقربائه أو المُحيطين به.
هو نظام خاص ذو علامة تجارية مُعترف بها، وهو يُركِّز على المُرشِّحات التي تغير الطول الموجي لكل لون تستقبله العين، وهذه المُرشِّحات تُصمَّم بشكل خاص، ومُستقل لكل مريض يعاني من هذا المرض، وهذا النوع من المرشِّحات يصلح لتطبيقه على النظارات، وكذلك العدسات اللاصقة.
يمكن للأم اكتشاف المرض عند الأطفال عندما يبدؤون في التحدث عند سن عامين، وتكون عن طريق عدم قدرة أطفالها على التمييز بين اللونين الأخضر والأحمر، عند تكليف الطفل بتلوين حديقة مثلًا، وفي حالة اختياره للون آخر غير اللون الأخضر؛ كاستخدامه اللون الأحمر مثلًا في التلوين بدلًا من اللون الأخضر، وهنا تدرك الأم أن هناك عمى الألوان عند طفلها، وبالتالي يتم عرضه على طبيب.
وعند ملاحظة الطفل في سن ثلاث سنوات، وهو يرسم فإذا كان العشب الذي يرسمه لونه بُنِّي، أو وجد صعوبة في التمييز بين اللون الوردي واللون الأبيض؛ فإنه حينئذٍ مصاب.
وعند مناقشة الطبيب في التَّعرُّف على سبب المرض عند الأطفال، يسأل الطبيب عن التاريخ المرضي للطفل وأقربائه؛ فإذا كان السبب وراثيًّا فإنه لا يوجد علاج في هذه الحالة، وإذا كان السبب راجعًا لأسباب أخرى فيمكن علاجه هنا، عن طريق إعطاء المضادات الحيوية مثلًا للمصابين بالتهاب العصب البصري، أو علاج التلوُّن الصبغي.
هناك نوعان من هذا المرض باعتبار الألوان المرئية؛ هناك عمى الألوان الكُلي وعمى الألوان الجزئي؛ فعمى الألوان الجزئي هو الذي يستطيع فيه المُصاب التمييز بين بعض الألوان، أما البعض الآخر فلا يستطيع.
أما عمى الألوان الكُلي؛ فهو الذي لا يستطيع فيه المريض تمييز سوى الألوان الأبيض والأسود والرمادي.
هناك عدة طرق تمكن مرضى عمى الألوان من التعايش مع المرض. وهذه الطرق هي:
عزيزتي القارئة / عزيزي القارئ وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تناولنا فيه كل ما يتعلق بعمى الألوان.
هل ترغبون بتجربة فريدة وناجحة؟ تفضلوا بزيارتنا في مركز إنترناشيونال كلينيكس حيث الجودة والرقي في التعامل والأمان والنتائج الرائعة.
اقرأ أكثر: