عمليات تمدد الأوعية الدموية الأبهري البطني تستهدف معالجة ما يحدث من توسع في الشريان الأبهري، ويطلق على ذلك المرض اسم آخر، وهو أم الدم الأبهرية "Aortic aneurysm". ما أعراض المرض والأسباب وطرق العلاج المناسبة للشفاء.
إليكم تفاصيل أكثر عن عمليات تمدد الأوعية الدموية الأبهري البطني في المقال الآتي.
يُطلَق مصطلح تمدد الشريان الأبهري على التضخم الذي يصيب جدار الشريان الضعيف، ويؤدي ذلك إلى حدوث ضغط ناجم عن ضخ الدم عبر الشريان وانتفاخ الجزء الضعيف منه فيصبح كالبالون.
يوجد نوعان من التمدد الوعائي على الشكل الآتي:
يتم تشخيص تمدد الشريان الأورطي البطني عن طريق الصدفة ومن خلال الفحوص التصويرية الأخرى. ومن أعراضه الآتي:
اقرأ أيضًا: عملية تبديل الشرايين الكبرى (TGA)
يوجد العديد من الأسباب التي تُؤدي لضعف جدران الأوعية الدموية وتمدد الشريان الأبهري، ومنها:
أم الدم الأبهرية أو (تسلخ الأبهري) هي المرحلة الأخيرة الأكثر خطورة من مرض تمدد الأوعية الدموية الأبهري. ويشير الخبراء إلى أن تلك المرحلة تتمثَّل في تجاوز قطر الشريان الأبهري لـ5.5 سم، وأعراض ذلك تتمثَّل في الآلام الشديدة التي تحدث فجأة في منطقة البطن والظهر، ويصف المرضى شعورهم في ذلك الوقت بطعنات حادَّة. وكذلك سرعة نبضات القلب، وارتفاع ضغط الدم.
تتمثَّل أسباب تمدد الأوعية الدموية الأبهري في:
تشير بعض الدِّراسات الطببة ووفقًا لنتائج مؤكدة إلى أن 90% من حالات الإصابة بتمدد الأوعية الدموية الأبهري تحدت نتيجة التدخين.
تؤدي الإصابات العميقة في الشريان الأبهري إلى حدوث تمدُّد على المدى الزمني المتوسط والبعيد.
من بين أسباب تمدد الأوعية الدموية الأبهري حدوث تصلب في الشرايين. غير أن بعض الخبراء يوجهون انتقادات لتلك النظرية، حيث إنها لا تفسر النشأة الأولى للخلل.
تزداد الإصابة بمرض تمدد الأوعية الدموية الأبهري لدى الذكور، ويعزى ذلك لنقص في أحد الإنزيمات، ويعرف بمضاد التربسين ألفا. وهناك بعض الدِّراسات التي تشير إلى ارتباط المرض بالصبغي X، وذلك ما يفسر الانخفاض في معدَّلات الإصابة لدى الإناث.
في حالة إصابة الشريان الأبهري بعدوى فطرية أو بكتيرية فمن بين الدواعي السلبية لذلك حدوث تمدد في الأوعية الدموية الأبهري.
تشير بعض التقارير الأخرى إلى أن أحد أسباب تمدد الأوعية الدموية الأبهري الخلل في النسيج الضام الذي يسببه كل من:
تعتبر تلك المتلازمة أحد العيوب الوراثية، وتصيب الأنسجة الضامَّة في الأوعية الدموية والمفاضل، والبشرة، والمصابون بهذه المتلازمة لديهم مرونة زائدة مع قابلية البشرة للتمدد بوجه عام. وفي حالة إصابتهم بالجروح المحدودة فإن ذلك يتطلَّب الخياطة لإعادة التئام الجلد.
تعد متلازمة مارفان من بين العيوب الوراثية التي تجعل هناك فرصة لحدوث تمدد الأوعية الدموية الأبهري، كما أنها تؤثر على جميع الأنسجة الضامَّة في مختلف مناطق الجسم.
يؤدي ضغط الدم المرتفع إلى زيادة نشاط الشريان الأبهري وفروعه، ومع مرور الوقت يحدث ضعف وتمدُّد.
يعتبر الورم الأصفر الكاذب من بين الأسباب التي يمكن أن تحدِث تمددًا للشريان الأبهري البطني، ويصيب ذلك المرض الألياف المرنة في الأوعية الدموية والعين والجلد، وفي مراحل متقدمة من المرض يؤدي إلى حدوث توسع في الشريان، ومن أبرز أعراض ذلك المرض ظهور مناطق بيضاء وصفراء في الجلد.
توجد مجموعة من العوامل التي تزيد من نسب الإصابة بتضيق الأوعية الدموية، وسنوضحها فيما يلي:
أصحاب البشرية البيضاء أكثر عرضةً للإصابة بالمرض عن غيرهم من الأعراق ذوي البشرة السمراء.
يوجد في جسم الإنسان شبكة كبيرة من الأوعية الدموية وتتصل ببعضها البعض، وفي حالة حدوث تمدُّد في شرايين أخرى؛ فإن ذلك قد يؤدي بالتبعية لتمدد الشريان الأبهري.
يتعرَّض الذكور للإصابة بتوسع الأوعية الدموية الأبهري بنسبة أكبر بكثير من الإناث.
يعد التدخين أحد عوامل الخطر الرئيسية التي تزيد من فرص حدوث مرض تمدد الأوعية الدموية الأبهري.
يعد السجل العائلي من بين عوامل الخطر المرتبطة بحدوث تمدد الأبهري؛ ففي حالة وجود أحد الأقارب الذكور المصابين؛ فيمكن أن تزيد فرص الإصابة بالمرض.
في حالة تجاوز سن الستين؛ فإن ذلك قد يكون من بين عوامل الخطر التي تؤدي إلى تزايد فرصة الإصابة بالشريان الأورطي.
اقرأ أيضًا: أمراض القلب الخلقية: الأعراض والأسباب والتشخيص 2024
يعد التصوير بالرنين المغناطيسي من أفضل الطرق المستخدمة في تقييم حالة المصابين بأم الدم الأبهرية، غير أن تكلفته مرتفعة عن غيره من وسائل الفحص؛ لذلك يتم اللجوء إليه في حالة عدم قدرة الوسائل الأخرى على تقييم حالة المريض.
يعد التصوير بجهاز الموجات فوق الصوتية من بين أهم طرق تشخيص تمدد الأوعية الدموية الأبهري،؛ حيث تتم مشاهدة قطر الشريان، وبناءً على ذلك يحدد الطبيب خيارات العلاج.
يساعد تصوير منطقة البطن بالأشعَّة السينية في التعرف على الاضطرابات في الشريان الأبهري، حيث يحصل الطبيب على مجموعة صور من زوايا مختلفة، وبما يساعد في التشخيص.
يقوم الطبيب بتقييم حالة المصاب بمرض تمدد الأوعية الدموية الأبهري، وتحديد طريقة العلاج بناءً على عدة اعتبارات:
كلما زاد مقدار توسع الأوعية الدموية الأبهري؛ زادت نسبة احتمال حدوث تمزق الأبهري (تسلخ الأبهري)، ففي حالة كون التوسُّع أقل من 4 سم، تكون فرصة حدوث التمزق محدودة، وهنا يمكن العلاج من خلال الأدوية للسيطرة على التمدُّد، أما في حالة زيادة ذلك على 5.5 سمن فترتفع فرصة الإصابة بالتمزق، وهناك يكون التدخل الجراحي خيارًا أفضلَ.
في حالة كون المريض كبيرًا في السن؛ فهنا يمكن أن يكون الحل وقائيًّا دون اللجوء للجراحة؛ نظرًا للمخاطر الكبيرة التي يمكن أن يتعرَّض لها المريض في تلك الحالة، وبما يبرِّر عدم اللجوء إليها.
تعد مخاطر العملية الجراحية من بين الاعتبارات الواجب أخذها في الاعتبار عند تقييم حالة المريض، وتحديد وسيلة معالجة تمدد الأوعية الدموية الأبهري، ففي حالة وجود أمراض مزمنة في الكلى أو القلب أو الرئتين، وكان المريض في سن صغيرة، فمن الممكن إجراء الجراحة، أما في حالة كون المريض مصابًا بتلك النوعية من الأمراض وتخطَّى سن الستين، فمن المفضَّل اللجوء لخيارات أخرى مناسبة.
يستهدف علاج تمدد الأوعية الدموية في الوقاية من زيادة التمدُّد، والتدخل قبل حدوث التمزق، ويوجد خيارات مختلفة تتمثَّل في:
في حالة كون تمدد الأوعية الدموية الأبهري محدودًا فمن المُمكن الحد من التوسع، وفي البداية يقوم الطبيب بتوجيه المريض نحو القيام بالفحوصات والاختبارات الأوَّليَّة، مع السؤال عن وجود إصابات في العائلة، أو كون المريض مدخِّنًا بهدف التعرف على أسباب حدوث المرض، مع أهمية المتابعة الدورية؛ للتأكد من عدم تطوُّر حالة المريض.
يوجد بعض النصائح والإرشادات المهمة للسيطرة على تمدد الأوعية الدموية الأبهري، ومن بين ذلك:
في حالة كون المريض مصابًا بانسداد في الشريان الأبهري أو بارتفاع ضغط الدم فسيقوم الطبيب باقتراح أدوية لخفض نسبة الكولسترول، وخفض مستوى ضغط الدم، وذلك لتجنب حدوث المضاعفات الناتجة عن تمدُّد الأوعية الدموية الأبهري، ومن بين الأدوية العلاجية ما يلي:
يوصَى بإجراء عمليات تمدد الأوعية الدموية الأبهري في حالة بلوغ قطر الشريان الأبهري أعلى من 5.5 سم، ويكون نوع العملية كما يلي:
يصطنع الطبيب في تلك الطريقة من عمليات تمدد الأوعية الدموية الأبهري شق في منطقة البطن، ومن ثم يزيح الأعضاء في البطن بغرض الوصول للشريان الأبهري، ويمكن كذلك القيام بالعملية الجراحية من خلف الصفاق "Retroperitoneal"، وهذه الطريقة لا يتطلَّب فيها الأمر شق البطن، حيث يكون الشق المصطنع أسفل القفص الصدري من جهة اليسار.
وتلك الطريقة هي الشائعة في تلك الفترة، ونتائجها متميزة، ويتعافى المرضى بسرعة بعد إجراء العملية، وكذلك تجنب المريض الشقوق الجراحية، والندبات والفتق، غير أنها تتطلب خبرات طبية عالية؛ نظرًا لاستخدام تقنيات معقَّدة.
يمكن علاج تمدد الأوعية الدموية الأبهري؛ من خلال استخدام القسطرة، حيث يتم إدخال أنبوب القسطرة إلى جزء الشريان الممتد عن طريق الفخذ، ويستخدم في ذلك التخدير الموضعي، وتلك الطريقة تناسب فئة محدَّدة من المرض، ومن المهم متابعة حالة المريض كل فترة زمنية لتقييم وضعيته.
قدمنا لكم في المقال أعلاه دليلًا شاملًا لكل ما يتعلق بعملية تمدد الأوعية الدموية الأبهري (تمزق الأوعية الدموية الأبهري).
يمكنكم في أي وقت طلب استشارة مجانية من أطباء المركز الاختصاصيين أو زيارة المركز لتتعرفوا أكثر على خدماتنا ونتائج عملياتنا.
اقرأ أكثر: عمليات القلب المفتوح