متلازمة مخرج الصدر

تُعَدُ متلازمة مخرج الصدر إحدى المشاكل التي تُصيب الصدر نتيجة التَّعرُّض للحوادث والصدمات أو مُمارسة الأنشطة العنيفة، وغيرها من الأسباب المجهولة للأطبَّاء، هي عبارة عن مجموعة من الاضطرابات تحدث في الأوعية الدموية، أو الأعصاب الموجودة في المساحة بين التُّرقوة والضلع الأوَّل، والتي تتسبَّب في الشعور بألم شديد في الكتفين والرقبة مع الشعور بوخز في الأصابع، وتُعَدُّ متلازمة مخرج الصدر من المشاكل الصحية التي قد تحتاج إلى إجراء عملية جراحية في بعض الحالات الشديدة، أو العلاج من خلال بعض المُسكِّنات التي يصفها الطبيب المتخصص مع العلاج الطبيعي والمتابعة مع الطبيب.

ما المقصود بمتلازمة مخرج الصدر؟

تنقسم مشكلة متلازمة مخرج الصدر إلى عدَّة أنواع، منها:

متلازمة مخرج الصدر العصبية

هذا النوع من متلازمة مخرج الصدر ينتج بسبب ضغط الضفيرة العضدية أو الضفيرة العضدية على شبكة الأعصاب الموجودة في الحبل الشوكي، والتي تتحكم في حركة العضلات والإحساس في الكتف والذراع واليدين.

متلازمة مخرج الأوعية الدموية

هذا النوع من متلازمة مخرج الصدر يكون عن مخرج الصدر ويحدث نتيجة ضغط وريد، أو أكثر من الأوردة، أو الشرايين على منطقة الترقوة مسببة متلازمة مخرج الصدر الشرياني.

متلازمة مخرج الصدر غير المحددة

يرى بعض الأطبَّاء أن متلازمة مخرج الصدر غير المحددة قد لا يكون لها أساس علمي وغير موجودة، أما البعض الآخر من الأطبَّاء فهم يرون أن هذه المُتلازمة تكون غير محددة الألم في منطقة الصدر، ولهذا يزداد الأمر سوءًا كلما مارس الشخص النشاط والحركة لأنه لا يستطيع تحديد سبب الألم.

الاعراض

يُمكن أن تختلف أعراض بمتلازمة مخرج الصدر على حسب الهيكل العظمي والأعضاء التي يتم الضغط عليها.

أعراض متلازمة مخرج الصدر العصبية

تتمثَّل هذه الأعراض في التالي:

  • وجود ضمور في العضلات أو في قاعدة الإبهام.
  • الشعور بوخز وتنميل في الذراع أو الأصابع.
  • الشعور بألم في الرقبة أو الكتف أو اليدين.
  • وجود قبضة ضعيفة في اليد.

أعراض متلازمة مخرج الصدر الوعائية

تتمثَّل أعراض متلازمة مخرج الصدر الوعائية في التالي:

  • اكتساب اليد اللون الأزرق نتيجة ضغط الأوعية الدموية.
  • وجود ألم شديد في الذراع مع وجود تورُّم بسبب الجلطات الدموية.
  • تعرض المريض لتجلُّط في الأوردة أو الشرايين الموجودة في الجُزء العلوي من الجسم.
  • وجود نقص أو شُحوب في لون الأصابع الموجودة في اليدين بالكامل.
  • الشعور بضعف عام أو عدم وجود نبض في الأذرع المُنملة.
  • وجود برودة في الأصابع أو اليدين.
  • الشعور بتعب في الذراع مع مُمارسة أي نشاط بسيط.
  • ضعف الذراع والرقبة.
  • الشعور بالخفقان المتقطع خاصة بالقُرب من عظمة الترقوة.

أسباب الإصابة

تتعدَّد الأسباب التي قد تؤدي إلى الإصابة، ومن هذه الأسباب ما يلي:

  • الضغط على الأعصاب أو الأوعية الدموية الموجودة في مخرج الصدر بالتحديد أسفل الترقوة بشكل مباشر.
  • وجود عيوب وراثية منذ الولادة وتكون عيوب خلقية متمثلة في وجود ضلع إضافي يقع فوق الضلع الأول أو ضلع فوق الرحم أو في الشريط الليفي الضيق غير الطبيعي الذي يربط العمود الفقري بالضلع.
  • الجلوس في وضع سيئ، لأن إسقاط كتفك أو رأسك في الوضع الأمامي قد يتسبَّب لك في وجود ضغط في منطقة الصدر.
  • التَّعرُّض لصدمة شديدة أو الإصابة بالحوادث المُؤلمة في منطقة الصدر، والتي تؤدي إلى حدوث تغيُّرات داخلية في الأعصاب الموجودة في المخرج الصدري، والتي غالبًا ما تؤخر من ظهور الأعراض المتعلقة بالحادث.
  • مُمارسة النشاط المتكرر، بحيث يُمكن للشخص أن يُمارس النشاط نفسه العنيف عدَّة مرَّات، قد لا يشعر بمشكلة في البداية، لكن مع تكرار مُمارسة هذا النشاط قد يشعر بألم متلازمة مخرج الصدر، مثل الكتابة على جهاز كمبيوتر فترة من الوقت، تجميع بعض الأشياء من الأرض، رفع الأشياء فوق الرأس، مُمارسة السباحة، أو البيسبول، أو غيرها.
  • الإصابة بالسمنة من العوامل التي تؤدي إلى الضغط على المفاصل الخاصَّة بك.
  • الحمل من العوامل التي تؤدي إلى الضغط على المفاصل في تلك الفترة.

عوامل خطر متلازمة مخرج الصدر

تتمثَّل عوامل الخطر للإصابة في العوامل التالية:

  • الجنس: تُصيب متلازمة مخرج الصدر الإناث أكثر من الرجال.
  • العُمر: تعد هذه المتلازمة من المشاكل الشائعة لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و40 عامًا بشكل أكثر من كبار السن.

مضاعفات متلازمة مخرج الصدر

إذا لم يتم علاج متلازمة مخرج الصدر فور ظهور الأعراض الخاصَّة بها، قد يتسبَّب ذلك في وجود بعض المُضاعفات الخطيرة، والتي قد تصل إلى وجود تلف تدريجي في الأعصاب مما يجعل الشخص بحاجة إلى إجراء عملية جراحية.

لا يتم اللجوء إلى العمليات الجرَّاحية إلا إذا فشلت جميع طرق علاج متلازمة مخرج الصدر بطريقة طبيعية، نظرًا لوجود بعض المُخاطر التي قد تحدث للمريض من هذا النوع من العمليات.

تشخيص متلازمة مخرج الصدر

قد لا يكون تشخيص متلازمة مخرج الصدر بالأمر السهل، لهذا يلجأ الأطبَّاء إلى التشخيص من خلال طريقتين:

الفحص البدني: ويكون هذا الفحص من خلال إجراء فحص بدني يتم فيه اكتشاف العلامات الخارجية التي تظهر نتيجة متلازمة مخرج الصدر على الجسم، مثل ضعف الكتف، ووجود تورُّم في الذراع، وحدوث نبضات غير طبيعية، ووجود حركة غير محدودة.

يُمكن تشخيص المتلازمة من خلال التالي:

الاختبارات التحريضية

صُمِّمت هذه الاختبارات حتى تتم محاولة اكتشاف الأعراض على المريض التي تُساعد الطبيب في تحديد سبب الحالة والمُساعدة في الوصول إلى أفضل طريقة مناسبة للعلاج مناسبة مع هذه الأعراض.

في هذه الاختبارات قد يطلب منك الطبيب أن تقوم بتحريك ذراعك أو رقبتك أو كتفك في عدَّة أوضاع منوعة، وسيقوم الطبيب بالتحقق من الأعراض وبفحصك في عدَّة مواضع مُختلفة.

اختبارات التصوير والدِّراسات العصبية

يتم إجراء هذه الاختبارات من خلال التالي:

  • إجراء الأشعَّة السينية التي تتم على المنطقة المُصابة، والتي تكشف وجود أي التهاب يُساعد في فحص الأشعَّة السينية والقيام باستبعاد بعض الحالات الأخرى التي لا تكون هي السبب في ظهور هذه الأعراض.
  • التصوير من خلال الموجات فوق الصوتية بالاعتماد على جهاز الألترساوند، أو باستخدام موجات الصوت التي تكون صورة على الجسم، ويتم اكتشاف ما إذا كان الشخص يُعاني من وجود مشكلة في الأوعية الناتجة عن هذه المُتلازمة، بالإضافة إلى الكشف على أي مشاكل وعائية أخرى.
  • الفحص من خلال التصوير المقطعي المحوسب الذي يتم فيه استخدام التصوير المقطعي المحوسب للأشعَّة السينية التي يتم من خلالها الحصول على صور مقطعية للجسم، يكون ذلك من خلال حقن صبغة في الوريد، وتقوم هذه الصبغة بإظهار الأوعية الدموية بشكل دقيق، ويتم تحديد سبب انضغاط الأوعية الدموية، وكذلك يتم تحديد مكان هذه الأوعية الدموية المضغوطة.
  • التصوير من خلال الرنين المغناطيسي: ويُستخدم الرنين المغناطيسي من خلال موجات الراديو القوية التي تكون رؤية على المفاصل، وقد يستخدم الطبيب هذا التصوير حتى يتم تحديد الأماكن التي تضغط على الأوعية الدموية.
  • التصوير على الأوعية الدموية: في بعض الحالات قد تكون صبغة الوريد قبل التصوير من خلال الرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب هي السبب الأساسي في ظهور زيادة في الأوعية الدموية في منطقة الصدر.
  • تصوير الشرايين والأوردة الدموية: يكون ذلك من خلال الاختبارات التي يُجريها الطبيب من خلال إدخال أنبوب رفيع ومرن، ويكون ذلك من خلال إجراء شقٍّ صغير في الفخذ، بحيث يتم تحريك القسطرة داخل الشرايين الكبرة في حالة ظهور أوردة دموية متأثرة، يتم حقن المريض من خلال الصبغة بواسطة القسطرة توضح الشرايين والأوردة المتضررة.
  • قد يحتاج الطبيب إلى إعطاء بعض الأدوية للمريض من خلال القسطرة تعمل على تذويب الجلطات في الأوعية الدموية.
  • مخطط كهرباء العضل من الطرف، التي تُستخدم في تشخيص متلازمة مخرج الصدر من خلال إدخال مسار كهربائي يُشبه الإبرة التي تدخل من خلال الجلد إلى العضلات وتقيم العضلات في وقت الانقباض والانبساط.
  • إجراء فحص توصيل الأعصاب الذي يتم فيه استخدام كمية منخفضة من التيار الكهربائي لقيام مدة وقُدرة الأعصاب على إرسال النبضات إلى العضلات في عدَّة مناطق مُختلفة من الجسم، ويتم تحديد مصدر تلف الأعصاب.

طرق علاج متلازمة مخرج الصدر

تتعدَّد طُرُق علاج متلازمة مخرج الصدر، ومن هذه الطرق ما يلي:

العلاج الطبيعي

لو كان المريض مُصابًا بمتلازمة مخرج الصدر العصبي فإن العلاج في هذه الحالة يكون من خلال مُمارسة بعض التمارين الرياضية التي تعمل على تقوية عضلات الكتف وإطالة العضلات لفتح مخرج الصدر، وتحسين الحركة، وتحسين وضعية الجسم، وقد تزيد هذه التمارين بشكل تدريجي حتى لا يحدث ضغط على الأوعية الدموية والأعصاب.

الأدوية

قد يصف الطبيب المتخصص عديدًا من الأدوية المُختلفة المضادة للالتهاب أو المُسكِّنات أو مُرخيات العضلات التي تقلل من وجود الالتهابات وتحدُّ من الشعور بالألم وتُساعد في استرخاء العضلات.

يُمكن العلاج أيضًا من خلال الأدوية المُذيبة للجلطات لكل من يُعاني من الجلطات الدموية، بحيث تدخل مكونات هذه الأدوية في داخل الأوردة والشرايين وتقوم بتذويب الجلطات الدموية، بجانب تناول بعض الأدوية التي تعمل على الحد من الإصابة بتجلُّط الدم مثل مضادات التخثُّر.

الخيارات العلاجية المتعددة في علاج متلازمة مخرج الصدر

يُوجد عديد من الخيارات العلاجية الأخرى التي يُمكن الاعتماد عليها في علاج متلازمة مخرج الصدر ، ومنها:

  • قد يُوصي الطبيب بعمل جراحة إذا لم يستجب المريض للعلاج من خلال الأدوية أو العلاج الطبيعي، خاصة لو كان المريض لديه مشاكل في الجهاز العصبي.
  • يقوم الجرَّاح المُدرَّب على جراحة الصدر بإجراء عملية جراحية على الأوعية الدموية.
  • يُمكن أن تتم جراحة متلازمة مخرج الصدر التي قد تكون سببًا في الضغط على مخرج الصدر، وذلك من خلال استخدام عدَّة أساليب مُختلفة، مثل:
  • الأسلوب وراء الإبطي: هذا الأسلوب يُناسب الأوعية الدموية المضغوطة بحيث يصنع الجرَّاح شقًّا تحت العُنق بشكل مباشر للكشف عن المنطقة الخاصَّة بالضفيرة العضدية.
  • أسلوب فوق الترقوة في هذا الأسلوب يقوم الجرَّاح بإجراء شق جراحي تحت الترقوة من خلال الصدر يتم فيه استخدام بعض الأساليب الحديثة في علاج الأوردة التي تحتاج إلى إصلاح كبير.
  • أسلوب تحت الترقوة الذي يتم فيه صناعة جراحة تحت الترقوة من خلال الصدر ويُستخدَم هذا الإجراء لعلاج الأوردة التي تحتاج إلى إصلاح كبير.
  • في حالة الإصابة بمتلازمة مخرج الصدر الوريدي فإن الطبيب يُعطي للمريض بعض الأدوية التي تعمل على تذويب الجلطات الدموية من دون الضغط على مخرج الصدر.
  • قد يقوم الجرَّاح بإجراء جراحة للتخلص من الجلطات الموجودة في الشريان والقيام بإصلاح الوريد أو الشريان من دون الضغط على مخرج الصدر.
  • لو كانت لديك مُتلازمة مخرج الصدر الشرياني، قد يحتاج الأمر إلى استبدال الشريان التالف بجزء من الشريان المأخوذ من الجسم، بحيث تُجرى هذه العملية في نفس وقت إجراء عملية التخلص من الضلع الأول.

نمط الحياة المنزلية للمصاب متلازمة مخرج الصدر

لو كُنت مُصابًا بمشكلة متلازمة مخرج الصدر فإن الطبيب المخصص سيصف لك نمط للحياة المنزلية التي تجنبك الشعور بالألم، وتتمثَّل في التالي:

  • الحفاظ على وضعية الجسم بشكل جيد.
  • أخذ فترات من الراحة بشكل متكرر للعمل ومُمارسة تمارين الإطالة.
  • الحفاظ على الوزن الصحي.
  • تجنُّب حمل الحقائب الثقيلة على الكتف.
  • تجنُّب مُمارسة الأنشطة المُختلفة التي تؤدي إلى تفاقُم الأعراض أو البحث عن طرق تكييف الأنشطة التي لا تؤدي إلى ظهور الأعراض.
  • إنشاء منطقة عمل تُساعدك في الحفاظ على وضعية الجسم ولا تزيد من حدَّة الأعراض.
  • يتم تدليك الكتفين ومخرج الصدر بلُطف.
  • وضع كمَّادات ساخنة على المنطقة المُصابة.
  • مُمارسة التمارين التي تُساعد في الاسترخاء، مثل التنفس العميق والتأمل، أو تمارين الإطالة.

الاستعداد قبل الذهاب للطبيب لعلاج متلازمة مخرج الصدر

هناك بعض الأمور التي يجب على المريض فعلها قبل الذهاب للطبيب والبدء في علاج متلازمة مخرج الصدر، ومنها:

  • يجب التفرُّغ التام قبل الذهاب للطبيب والتخلص من أي قيود قد تكون مُرتبطًا بها قبل الذهاب للطبيب.
  • يتم تدوين أي أعراض تظهر عليك بالتفصيل، لأن بعض الأعراض قد لا يكون لها علاقة بمشكلة متلازمة مخرج الصدر، لهذا يجب التفصيل بقدر الإمكان في وصف الأعراض التي تشعر بها لمُساعدة الطبيب على تشخيص المرض.
  • يتم تدوين أي معلومة شخصية قد تُساعد الطبيب في تشخيص المشكلة، مثل التَّعرُّض لحادث، أو التَّعرُّض لإصابة قديمة، أو غيرها من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالمرض.
  • كما يتم إدراج المعلومات الطبية الرئيسية الخاصَّة بك، بما فيها أسماء الأدوية الموصوفة من الطبيب المتخصص أو المُكمِّلات الغذائية، وغيرها.
  • يُفضَّل اصطحاب أحد أفراد العائلة من الأهل أو الأصدقاء.
  • دوِّن كل الأسئلة التي تحتاج إلى سؤال الطبيب عنها.

الأسئلة التي قد يسألها لك الطبيب عند تشخيص متلازمة مخرج الصدر

يسألك الطبيب المتخصص بعض الأسئلة التي تُساعده في تشخيص متلازمة مخرج الصدر، ومنها:

  • متى لاحظت ظهور الأعراض لأول مرَّة؟
  • كيف تصف أعراضك؟
  • هل تختلف الأعراض مع مرور الوقت؟
  • من أين بدأ الألم؟ وأين انتقل بعد ذلك؟
  • هل تُعاني من الألم أو الخدر عند التَّعرُّض لرفع ذراعيك فوق رأسك؟
  • هل يبدو أن هناك أيَّ شيء يجعل أعراضك تتحسَّن أو تسوء؟
  • ما النشاطات التي يقوم بها المريض في العمل؟
  • هل تُمارس الرياضة أو سبقت لك مُمارستها؟
  • ما الهوايات والأنشطة الترفيهية المتكررة التي تقوم بها؟
  • هل تُعاني من أي مشكلة مرضية أو تتناول أي نوع من العلاجات؟
  • هل ظهرت أي ألوان في جسمك زرقاء في الأصابع أو اليدين بشكل ملحوظ؟

إلى أن يتم تحديد موعد لمقابلة الطبيب المتخصص، حاول تناول أحد مضادات الالتهاب وتسكين الألم السيترويدية لحين تحديد طريقة العلاج المناسبة مع الطبيب.