الوذمة الوعائية

حالة الوذمة الوعائية هي حالة تنتج عن تسرب السائل من الأوعية الدموية الصغيرة إلى الأنسجة مما يؤدي إلى حدوث تورم، وينبغي استشارة الطبيب لوصف الأدوية اللازمة لمنع هذا التورم. حيث أن الوذمة الوعائية ليس لها علاج ولكن هناك بعض العقاقير التي تعمل على تخفيف الآثار الجانبية الناتجة عنها، وتظهر أعراض الوذمة الوعائية في أجزاء الجسم من خلال الشعور بنوبات من الألم حيث إنه عند الإصابة بالوذمة الوعائية  في جدار الأمعاء ينتج عنها آلام شديدة في البطن وحدوث إسهال، تقيؤ وغثيان وقد ينتج صعوبة في بلع الطعام، وفي بعض الحالات يحدث انسداد للشُعَب الهوائية وقد يسبب الوفاة.

هذه الحالة لها العديد من الأنواع والتي تختلف طبقًا لأسبابها ومصدرها، وتنتشر الوذمة فيما بين 12 إلى 36 ساعة ولكن تختفي على مدار ثلاثة أيام.

ما هي أنواع الوذمة الوعائية؟

لها عدة أنواع. كما وتختلف هذه الأنواع فيما بينها باختلاف أسباب حدوثها ومصدرها وهذه الأنواع هي:-

الوراثية: 

تحدث نتيجة لوجود تاريخ عائلي حامل لها حيث أنه في حالات الإصابة بالوذمة الوعائية الوراثية يمكن أن يعاني الكثير من أفراد الأسرة الواحدة منها وقد تظهر عليهم نفس الأعراض.

التحسسية:

تصيب بعض الأفراد الذين يعانون من الحساسية نتيجة تناول نوع معين من الطعام أو من بعض التطعيمات أو بعض الأدوية أو تنتج من وبر الحيوانات.

مجهولة السبب: 

في بعض الحالات قد لا يستطيع الطبيب تحديد سبب حدوث الوذمة الوعائية عند بعض الأفراد، ويكون السبب مجهول.

الدوائية: 

قد يصاب بعض الأشخاص بالوذمة الوعائية نتيجة لتناول بعض الأدوية مثل تلك المشتملة على مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.

ما هي أسباب حدوث الوذمة الوعائية؟

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة ومنها:-

بعض الأطعمة

هناك الكثير من الأطعمة التي قد تسبب حساسية لدى بعض الأشخاص وينتج عنها الوذمة الوعائية مثل:

  • فول الصويا.
  • الفول السوداني.
  • البيض.
  • الأسماك.
  • الحليب. 
  • القمح.
  • المحار.

بعض الأدوية

قد تؤدي الكثير من الأدوية إلى حدوث الوذمة الوعائية ومنها: 

  • أدوية الضغط الدم.
  • نابروكسين الصوديوم (Naproxen sodium
  • الأسبرين (Aspirin).
  • البنسلين (Penicillin).
  • الأيبوبروفين (Ibuprofen).

العوامل البيئية

هناك عددًا من العوامل البيئية أو بعضًا من الروتين اليومي الذي قد يؤدي إلى ظهور الطفح الجلدي أو حدوث الوذمة الوعائيه ومنها الاستحمام وخاصًة بماء ساخن أو الضغط على الجلد عن طريق لبس الملابس الضيقة، بعض التمارين الرياضية، لدغات الحشرات أو من أشعة الشمس.

مسببات الحساسية المنتقلة عن طريق الجو

 يمكن أن تؤدي بعض أنواع الميكروبات التي تكون محمولة جوًا، يتنفسها الإنسان إلى حدوث الوذمة الوعائية وتكون أعراضها في كثير من الأحيان الآلام في الجهاز التنفسي العلوي أو السفلي.

يمكن الإصابة بالوذمة الوعائية في بعض الأحيان نتيجة لبعض عمليات نقل الدم أو الإصابة بعدوى الفيروسات مثل فيروس نقص المناعة، فيروس الكبد أو بسبب العدوى البكتيرية. 

ما هي الأعراض المصاحبة للوذمة الوعائية؟

هناك بعض المؤشرات والأعراض التي تنبئ بحدوث الوذمة الوعائيه ومنها:

حدوث تورم

ينتج عن الإصابة حدوث تورم في بعض أجزاء الجسم وقد يحدث بشكل مفاجئ أو خلال ساعات ويختفي بعد عدة أيام وغالبًا ما يكون الورم في:

  • اللسان.
  • كما ويمكن تورم الشفاه.
  • حول العينين.
  • القدمين.
  • الكفين.
  • تورم في الأمعاء أو الحلق في الحالات الأكثر خطورة.
  • الأعضاء التناسلية.

الطفح الجلدي

في بعض الحالات المصابة ينتج عنها طفح جلدي يسمى الشرى يصاحبه حكة شديدة ويستمر لبضعة أيام.

أعراض أقل شيوعًا

هناك بعض الأعراض النادرة التي تظهر عند بعض الأشخاص عند الإصابة. مثل:

صعوبة في التنفس.

  • فقدان للوعي.
  • إحمرار العينين.
  • الشعور بالمرض.
  • نوبات من الألم في البطن.
  • إسهال.
  • دوخة.

كيف يتم التشخيص؟

الفحص الجسدي

يتم الفحص الجسدي عن طريق استشارة الطبيب المختص حيث يقوم الطبيب بالسؤال عن الأعراض التي تظهر على المريض وتاريخه الطبي، حيث من الممكن أن يكون سبب الوذمة الوعائية حدوث طفح جلدي أو حدوث حساسية تجاه تناول بعض الأطعمة أو الأدوية التي تحتوي على مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (Angiotensin – converting enzyme) المستخدمة في علاج إرتفاع ضغط الدم، أو من الممكن أن تكون وذمة وعائية موروثة إذا كان هناك أفراد من العائلة مصابين بها.

إجراء بعض الفحوصات الأخرى

يطلب الطبيب من المريض بعض الفحوصات الأخرى عندما يرى أن الأعراض التي تظهر عليك هي نتيجة خطأ جيني وراثي انتقل إليك من والديك، ومن هذه الفحوصات إجراء فحص دم لمعرفة مستوى بعض المواد في الدم مثل مثبط إستراز (C1) وهي من المواد الرئيسية في تنظيم جهاز المناعة، حيث يدل النسبة المنخفضة لمستوى مثبط استريز (C1) إلى أن هناك بعض المشاكل الوراثية التي تؤثر على مستوى هذه المادة التي يمكن لجسمك إنتاجها.

إجراء اختبارات الحساسية

بعد الفحص الجسدي إذا رأى طبيبك أن الأعراض التي تظهر عليك نتيجة لحساسية ما. كما وفقد يطلب منك الذهاب إلى بعض العيادات المتخصصة في معرفة نوع وسبب هذه الحساسية، للقيام ببعض الاختبارات. ومن هذه الاختبارات ما يأتي:

  • فحص الدم: يتم أخذ عينة من الدم لمعرفة ما إذا كان جهازك المناعي يتأثر بالمصدر المسبب للحساسية التي يشتبه بها الطبيب أم لا.
  • اختبار وخز الجلد: يتم اختبار الجلد ببعض مسببات الحساسية المشتبه بها عن طريق وخزه بها والانتظار حتى نعرف رد فعله تجاه هذه المسببات.

كيفية علاج الوذمة الوعائية؟

هناك عدة طرق علاجية تعمل على تخفيف أعراضها وآلامها مثل:

الأدوية التي تستخدم في علاج الحكة

هناك بعض العقاقير التي تشتمل على مضادات الهيستامين تلك التي تعمل على تقليل الآلام الناتجة عن الحكة والحساسية ويمكن تناولها بعد مراجعة الطبيب أو بدون وصفة طبية.

الأدوية التي تعمل على تثبيط الجهاز المناعي

بعد استشارة الطبيب فقد يصف لك بعض الأدوية التي تعمل على تخفيف فرط نشاط الجهاز المناعي.

الأدوية المضادة للالتهابات

بالنسبة للوذمة الوعائية ينتج عنها بعض التورم أو الالتهابات والحكة والاحمرار  لذلك من الممكن أن يصف الطبيب المختص بعضًا من الأدوية التي تساعد على تهدئة هذه الأعراض  مثل: بريدنيزون (Prednisone) .

الستيرويدات القشرية

يستطيع الطبيب وصف الستيرويدات القشرية التي يتم تناولها عن طريق الفم لتخفيف الأعراض الشديدة عندما لا تؤثر فيها الأدوية الأخرى، ويتم استخدامها خلال مدة قصيرة، حيث أنه عندما يتم تناول الستيرويدات القشرية لفترة طويلة من ثلاث إلى أربع أسابيع، يؤدي ذلك إلى ظهور العديد من الآثار الجانبية، وقد تكون خطيرة.

تناول عقار مثبطات C1 المُصفّاة أو عقار إكالانتايد ecallantide

نجد أنه في الحالات التي يكون فيها مصدر حدوث الوذمة الوعائية واضحًا، يجب على المريض الابتعاد عنه إن أمكن، ولكن في حالة إذا كان المصدر المسبب لها غير واضح، فينبغي الامتناع الفوري عن استخدام كافة العقاقير غير الضرورية حتى تختفي الأَعراض.

الأدرينالين

بالنسبة لحالات الوذمة الوعائية الخفيفة، فإن تناول مضادات الهيستامين يقلل من الحكة، والتورم.

الوذمة الوعائية الغير مصاحبة بالشرى

  • تحدث عند استخدام الإنزيم المحفز للأنجيوتنسين ACE أو عن جين وراثي من الوذمة الوعائية، فلا ينبغي استخدام الستيرويدات القشرية، مضادات الهيستامين أو الإبينفرين.
  • أما في حالة حدوث الوذمة الوعائية بسبب بعض مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين، تختفي الأَعراض فيما بين 24 و 48 ساعة بعد الامتناع عن تناول الدواء.
  • في حالة عدم التحسن وعدم زوال الأعراض، أو كانت خطيرة فقد يصف الطبيب في بعض الأحيان البلازما الطازجة المجمدة، أو بعض العقاقير مثل إكالانتايد، وفي هذه الحالات من الممكن استخدام مثبطات C1 النقية، ويتم استخلاصها من دم الإنسان.
  • أما في حالة الوذمة الوعائية الغير واضح أسبابها، قد يصف الطبيب مضادات الهيستامين للمصاب بجرعة كبيرة ويتم تناولها عن طريق الفم.

كيف تتم المعالجة الإسعافية عند الاصابة بالوذمة الوعائية؟

إذا نتج عن الوذمة الوعائية الشديدة بعض الأعراض الأكثر خطرًا مثل صعوبة في التنفس أو البلع أو فقدان للوعي فيجب المعالجة الاسعافية الفورية وذلك عن طريق:-

  • يجب على الطبيب المختص فتح المجرى التنفسي وذلك باستخدام حقن الإبينفرين في العضلات أو تحت الجلد، أو من خلال التنبيب الرغامي عن طريق الأنف  أو الفم.
  • أما إذا حدث انسداد للمجاري الهوائية بشكل سريع، فقد يقوم الطبيب بأحداث شق صغير وذلك في الجلد الموجود فوق الرغامى ثم إدخال أنبوب التنفس عن طريق هذا الشق إلى الرغامى.
  • يجب على المرضى الذين يصابون بردة فعل قوية أن تكون معهم حقن الإبينفرين، وذلك حتى يستطيع أخذها بشكل فوري إذا حدثت ردة فعل تحسسية مفاجئة، بعد ذلك يجب على هؤلاء المرضى الذهاب إلى المستشفى بشكل فوري، حتى يتم فحصهم بشكل دقيق.

كيفية الوقاية من الوذمة الوعائية؟

الوذمة الوعائية لها العديد من الأنواع ويمكن الوقاية من الوذمة الوعائية التحسسية عن طريق الامتناع عن المواد المسببة للحساسية المشتبه بها.

يجب الأخذ في الاعتبار الاهتمام بالرعاية المنزلية مثل تجنب ضوء الشمس. كما ويمكن إختيار الملابس الفضفاضة المصنوعة من القطن الناعم، تجنب بعض الأدوية التي تسبب الحساسية، وتجنب وبر الحيوانات، تلطيف الجلد باستخدام منشفة باردة.