الساركوما

رعاية الساركوما تتطلب عديد من الإجراءات. والساركوما “Sarcoma” عبارة عن ورم خبيث يصيب أنسجة الجهاز الهيكلي العظمي والحركي، أو جدران الأعضاء بالجسم، أو الأوعية الدموية، أو الأعصاب المحيطية. وتشير بعض الدراسات إلى أن نسبة الإصابة بذلك النوع من السرطانات تبلغ 1% من إجمالي أنواع السرطانات الأخرى. وكذلك وجود ما يزيد عن 70 نوع من الساركوما.

من الناحية الطبية فإن هذا النوع من السرطانات يمكن أن يصيب أي عضو لدى الإنسان. مثل: الظهر والصدر والجهاز التناسلي والأطراف والكلي والمعدة والثدي…وغيرها، وسوف نتناول فيما يلي معلومات شاملة حول رعاية الساركوما.

ما محددات رعاية الساركوما؟

تتباين طريقة رعاية الساركوما على حسب كل حالة مرضي. ومن بين المحددات: نوعها، وسن المريض، وموقع ونطاق الإصابة بها، ورأي المريض. وعلى الوجه العام فإن اكتشاف ذلك المرض في وقت مبكر سوف يساعد في إيجاد أسلوب العلاج الفعال. وفي حالة الاكتشاف بمرحلة النقيلي؛ فإن ذلك يجعل الأمور صعبة.

بالتأكيد لم يسمع الكثيرون من القراء عن ذلك النوع من السرطانات لندرته. غير أنه مُثير للقلق نظرًا لوجود ما يقارب 5000 آلاف شخص يصابون ويموتون به كل عام. وتشخص الإصابة بما يقارب 13000 ألف إصابة من كل مليون ونصف شخص في الولايات المتحدة الأمريكية بذلك المرض كل عام.

ما أعراض الإصابة؟

قد لا تظهر الأعراض عند الإصابة الأولية. والبعض من المرضى يكتشفون الإصابة عند إجراء الكشوف الدورية. ولكن مع نمو الخلايا السرطانية تظهر الأعراض بشكل تدريجي. وسوف نوجزها فيما يلي:

  • وجود كتلة ورمية في منطقة الإصابة: يمكن أن تصيب مناطق مختلفة من الجسم كما سبق وأن أوضحنا في المقدمة. وعلى سبيل المثال في حالة كون الكتلة الورمية بمنطقة الرئة فإن المريض يشعر بضيق بالسعال المستمر وضيق النفس. أما في حالة كون الكتلة الورمية بمنطقة البطن هي المصابة فإن المريض يشعر بامتلاء باستمرار. وقد تكون هذه الكتلة الورمية مؤلمة أو غير مؤلمة.
  • أعراض أخرى: قد يشعر المريض بتكسير في عظام الجسم مع فقدان مستمر في الوزن بدون مبرر.

ما أنواع الساركوما؟

يوجد أنواع متعددة من الساركوما، وسوف نوضح أهمها فيما يلي:

  • الساركوما الوعائية: وينشأ ذلك النوع في الأوعية الدموية التي تكون الجهاز الدوري عند الإنسان. مثل: الشرايين والأوردة والأوعية الدموية.
  • الساركوما الليفية الجلدية: ويبدأ انتشار الخلايا السرطانية المتعلقة بذلك النوع في طبقة الأدمة (الطبقة الوسطى من الجلد)، وفي الغالب تصيب منطقة الساق والذراع.
  • الساركوما الشحمية: ويصيب هذا النوع الخلايا الشحمية التي تتكون منها الأنسجة الدهنية بالجسم.
  • بالاضافة الى الساركوما العضلية المخططة: ويصيب ذلك النوع عضلات الهيكل العظمي للإنسان، وهو من أكثر الأنواع التي تصيب فئة الأطفال.
  • الساركوما الغضروفية: وتصيب الأنسجة الغضروفية المقاربة للعظام، كما ويكون ذلك بمنطق الكتف والورك والحوض.

ما أسباب الإصابة بالساركوما؟

تحدث الإصابة بالساركوما نتيجة لطفرات شاذة في الحمض النووي بالخلايا، ومن ثم الانقسام بطريقة غير منتظمة، وتموت الخلايا الطبيعية، وتكون الخلايا الجديدة الغير طبيعية الورم.

بمضي الوقت ونتيجة لعدم التوجه نحو العلاج يحدث انتشار للخلايا السرطانية في أجزاء أخرى بالجسم بخلاف المنطقة التي تنشأ فيها.

ما عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة؟

يوجد مجموعة من عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بذلك النوع من السرطانات، ويمكن الكشف دوريًا في حالة وجود عامل من بين العوامل، وسوف نستعرضها فيما يلي:

  • الإصابة ببعض أنواع المتلازمات الوراثية: يوجد بعض من أنواع المتلازمات الوراثية التي تزيد من قابلية الإصابة، ومن بينها: الورم الليمفاوي العصبي فئة (أ)، وسلائل القولون، وورم الشبكية العائلة.
  • الإصابة ببعض أنواع الفيروسات: يوجد بعض نوعيات الفيروسات التي تقلل من مناعة الجسم، وتجعله قابل للإصابة بهذا المرض، ومن بين ذلك فيروس الهربس البشري.
  • التعرض لبعض أنواع المواد والمركبات الكيميائية: يسبب التعرض لبعض أنواع المواد والمركبات الكيميائية إلى الإصابة بالساركوما.
  • الخضوع للعلاج الإشعاعي: من بين سلبيات العلاج الإشعاعي إمكانية الإصابة بالساركوما في مراحل مستقبلية، لذلك فإنه ومن المهم أن يكون ذلك العلاج على فترات زمنية متباعدة، وبنسب غير ضارة.
  • الإصابة بالوذمة الليمفاوية: تزيد الإصابة بالوذمة الليمفاوية من احتمالية التعرض لساركوما الأنسجة الرخوة، ويسمى ذلك النوع باسم الساركوما الوعائية، وهو ورم يحدث نتيجة استخدام نسخة غير طبيعية من السائل الليمفاوية.
  • التقدم في العمر: كلما ارتفع معدل السن زاد من احتمالية الإصابة بالمرض، كما وأن الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 40 عام معرضون بشكل أكبر عن فئة الشباب.

ما الإجراءات المتبعة في رعاية الساركوما؟

تشخيص الإصابة:

  • الفحص السريري: الفحص السريري أو البدني في طليعة ما يقوم به الأطباء؛ من أجل اكتشاف أية أدلة أولية تساعد في عملية التشخيص.
  • فحوصات التصوير: وتتضمن فحوصات التصوير كل من: التصوير المقطعي المحوسب،  والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني، والتصوير بأشعة الرنين المغناطيسي، والأشعة السينية، والموجات فوق الصوتية، وتلك الطرق هي المناسبة فيما يخص اكتشاف المشكلات التي يحدثها هذا المرض بالعظام.
  • أخذ خذعة نسيجية: يعد أخذ عينة نسيجية من بين الفحوصات المهمة؛ من أجل التعرف على مدى إصابة النسيج المشتبه فيه من عدمه، ويتم ذلك في معامل متطورة لفحص الخلايا، وفي حالة وجود خلايا سرطانية يتم التعرف على نوع السرطان، وأخذ العينة يتم مع الجراحة أو بدونها، وعلى حسب المكان المشتبه فيه.

العلاج:

العلاج الدوائي:

هناك نوعيات من الساركوما يمكن أن تستجيب للعلاج الدوائي، وبما يُجنب المريض طرق العلاج الأخرى، ويعد ذلك مفيدًا بالنسبة لمن يصابون في الجهاز الهضمي.  

العلاج الجراحي:

  • يعد الخيار الجراحي هو الأكثر شيوعًا بين علاجات ساركوما الأنسجة الرخوة خاصة، حيث يزيل الطبيب الورم مع بعض الأنسجة المحيطة؛ لضمان التخلص بشكل تام من الخلايا الورمية.
  • من المفضل استخدام العلاج الكيميائي أو الإشعاعي في حالة وجود الساركوما بالذراعين أو الأرجل؛ من أجل تجنب إحداث بتر لعض من أعضاء الجسم.

العلاج الإشعاعي:

ويستخدم في هذا النوع من العلاج حزمة من الأشعة عالية الطاقة، ويكون ذلك قبل أو متزامنًا مع التدخل الجراحي، أو بمفرده، أو بعد التدخل الجراحي في سبيل التخلص من الخلايا السرطانية المتبقية، والمفاضلة بين هذه الطرق وفقًا لحالة كل مريض.

العلاج الكيميائي:

ويمكن تناول العلاجات الكيمائية من خلال الفم أو عبر حقن وريدية، وغالًبا ما يتم اللجوء إلى ذلك العلاج قبل إجراء العملية الجراحية لتقليص حجم الخلايا السرطانية، ومن ثم سهولة عملية الاستئصال.

ما المضاعفات التي تسببها الإصابة بالساركوما؟

تؤدي الإصابة بساركوما الأنسجة الرخوية إلى انتشاره في أجزاء وأماكن أخرى بالجسم، وكذلك يصبح الجسم عرضة للإصابة بأنواع مختلفة من العدوى؛ نظرًا لضعف الجهاز المناعي.

كيف يمكن تجنب الإصابة؟

للوقاية من الإصابة فإنه من المهم الابتعاد عن الإشعاعات الضارة، وكذلك المبيدات والمواد الكيميائية السامة.

وبذلك نكون قد أنهينا فقرات موضوعنا عن رعاية الساركوما، ونحيط علم سيادتكم بتوافر أطباء مُتخصصين في معالجة أنواع الساركوما المختلفة، وفي حالة رغبتكم بالحصول على مزيد من المعلومات؛ يمكنكم التواصل معنا عبر الآليات التي يوفرها مركز انترناشيونال كلينيك international clinic بصفحة الموقع الرئيسية.