إنتان الدم

انتان الدم أو ما يعرف بتسمم الدم من الحالات الأشد خطورة والتي تنشأ عندما تصاب بعدوى ما، وتكون رد فعل الجهاز المناعي شديدة، و يقوم بإطلاق الكثير من المواد الكيميائية لمواجهة هذه الجراثيم فيؤدي ذلك إلى حدوث تعفن في الدم وإلى حدوث التهابات واسعة، وقد ينتج عنه تلف بعض الأعضاء نتيجة حدوث الجلطات الدموية، لذلك يعد من الحالات التي تستدعي تدخل طبي فوري لأنها قد تؤدي إلى الوفاة.

كيف يحدث إنتان الدم؟

يحدث انتان الدم عندما يقوم الجهاز المناعي وبأقصى استجابة بإطلاق المواد كيميائية في الدم لمواجهة عدوى ما ولكن بدلاً من أن ينتج عن ذلك شفاء المريض تتسبب في التهابات عامة في جميع أجزاء الجسم.

وقد تؤدي الحالات الخطيرة من إنتان الدم إلى حدوث ما يسمى بالصدمة الإنتانية ويقصد به حدوث انخفاض شديد في ضغط الدم ويمكن أن يؤدي إلى تلف بعض الأعضاء مثل الكبد، الرئتين والكلى، لذلك تتطلب تدخل طبي بشكل فوري.

 كيف يتم تشخيص المرض؟

يعرف الطبيب في بعض الأحيان الإصابة بالإنتان عندما تظهر أعراض مفاجئة على المريض مثل ارتفاع درجة حرارة الجسم أو انخفاضها بشكل ملحوظ وتزايد معدل ضربات القلب أو معدل التنفس أو انخفاض ضغط الدم بشكل ملحوظ، وكما ذكرنا من قبل يحدث انتان الدم نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية.

وقد يجد الأطباء صعوبة بالغة لتحديد السبب الدقيق وراء حدوث انتان الدم، لأن من أهم التحديات التي تواجههم تحديد العدوى المسببة لتعفن الدم، لذلك يخضع المريض لإجراء عدد من  الفحوصات والاختبارات الضرورية مثل:

  • استخدام اختبارات التصوير لمعرفة مصدر العدوى مثل: التصوير الاشعاعي، والتصوير المقطعي أو التصوير بالموجات الفوق صوتية وذلك لفحص أعضاء الجسم وكذلك الأنسجة بشكل دقيق ومعرفة نوع العدوى والسبب لها، بالإضافة إلى معرفة المرحلة التي وصل إليها تعفن الدم وهل تم حدوث تلف لهذه الأعضاء أم لا.
  • فحص الاضطرابات في وظائف القلب: ويتم ذلك عن طريق استخدام تخطيط القلب الكهربائي ECG لمعرفة معدل ضربات القلب.

فحوصات اخرى

  • الفحص المخبري للدم لمعرفة معدل خلايا الدم البيضاء من حيث انخفاضها وارتفاعها، معدل الصفائح الدموية وتعرف بأنها الخلايا التي تعمل على تخثر الدم وتنخفض في حالة حدوث تعفن الدم، وتظهر نتيجة الفحص المخبري فيما بين يوم إلى ٣ أيام، في بعض الأحيان قد تكون البكتيريا موجودة ولكنها لا تظهر في نتائج اختبار الزرع المخبري وذلك عندما يقوم المريض بعلاج الأعراض التي تظهر عند حدوث العدوى باستخدام بعض المضادات الحيوية.
  • الفحص المخبري لمعرفة معدل حموضة الدم حيث يزداد هذا المعدل بحدوث إنتان الدم.
  • قياس معدل انخفاض ضغط الدم.
  • لأن تسمم الدم ينتج عنه مشاكل في التنفس فيقوم الطبيب بعمل بعض الفحوصات لمعرفة معدلات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون.
  • قد يلجأ الطبيب في بعض حالات العدوى التي قد تسبب تعفن الدم إلى أخذ عينة من السوائل مثل السائل الدماغي الشوكي أو البول، أو أخذ عينة من الأنسجة مثل نسيج الجروح أو من خلال القشع الخارج للرئتين، ويتم زرع هذه العينات مخبريًا لمعرفة البكتيريا الموجودة بها.
  • أخذ قدر معين من عينات الدم ليتم بعدها زراعتها مخبريًا، وذلك لمعرفة البكتيريا التي تسببت في حدوث انتان الدم.
  • فحص إضطراب وظائف الكلى.
  • فحوصات البلغم.

ما هي أسباب حدوث إنتان الدم؟

تستطيع جميع أنواع العدوى الفيروسية أو البكتيرية أو حتى العدوى الفطرية أن تسبب الإنتان، وأيضًا يمكن أن يكون نتيجة التهابات أخرى، وذلك لأنه عندما تدخل العدوى إلى الجسم مثل الفطريات أو الفيروسات أو البكتيريا أو الطفيليات، من الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث الإصابة بإنتان الدم، ولكن هناك بعضًا من هذه الأنواع من العدوى والالتهابات هي في معظم الأحيان تكون السبب الأكثر شيوعًا في حدوث انتان الدم وهذه الأنواع هي:

  • عدوى الرئتين: كالالتهاب الرئوي الجرثومي.
  • عدوى المثانة والكلى.
  • حدوث عدوى في مجرى الدم.
  • التهابات البطن.
  • العدوى الناتجة من مواقع القسطرة أي التي تنتج بسبب القسطرة البولية.
  • عدوى الحروق.
  • عدوى الجروح.
  • حدوث عدوى في المعدة مثل: تلك الالتهابات الحادثة في الزائدة الدودية، الكبد، المرارة، الصفاق.
  • عدوى الجهاز العصبي: كوجود التهابات في المخ أو النخاع الشوكي.
  • الالتهابات الجلدية: كالتهاب النسيج الخلوي.
  • عدوى العظام: حيث يمكن أن تؤدي عدوى العظم إلى حدوث انتان الدم في الأفراد الذين يذهبون الى المستشفى، لإجراء بعض العمليات الجراحية حيث يمكن أن تدخل البكتيريا من خلالها وأيضًا من خلال القسطرة البولية.

ما هي الأعراض؟

تظهر أعراض انتان الدم بسرعة كبيرة، وله الكثير من الأعراض المختلفة لأنه يمكن أن يبدأ في مناطق مختلفة من الجسم، وفي بعض الأحيان تكون الأعراض الأولى التنفس السريع، ولكن الأعراض الأكثر شيوعًا هي:-

  • قد تنخفض درجة حرارة الجسم بشكل ملحوظ.
  • حمى.
  • التنفس بشكل سريع.
  • قلة التبول عن المستوى المعتاد.
  • تسارع ضربات القلب.
  • قئ وغثيان.
  • إسهال.
  • التعب والإرهاق.
  • كثرة التعرق.
  • حدوث نوبات من الألم.
  • عدم وصول الدم بشكل كافي إلى أجزاء الجسم .
  • قشعريرة.

وإذا لم يتم استشارة الطبيب بشكل فوري بعد ظهور هذه الأعراض قد يحدث ما يسمى بالصدمة الإنتانية وهي تعد حالة خطيرة يصاب بها الشخص نتيجة لالتهاب شديد تؤدي إلى انخفاض كبير في ضغط الدم وقد تؤدي إلى الوفاة لذلك تكون أعراضها أكثر خطورة مثل:

  • لا يستطيع التفكير بشكل واضح.
  • برودة في الأطراف.
  • فقدان الوعي.
  • تغير لون الجلد وظهور بعض النقط عليه أو البقع الحمراء.

ينبغي على المريض في حالة ظهور أيًا من هذه الأعراض الذهاب إلى المستشفى فورًا لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.

ما هو علاج انتان الدم؟

من المحتمل أن تتطور حالة إنتان الدم سريعًا ويؤدي ذلك إلى حدوث صدمة إنتانية قد تهدد الحياة إن لم يتلقى المريض الرعاية الطبية الفورية والحصول على العلاج حيث يمكن أن يبقيك الطبيب المختص في وحدة العناية بالمستشفى حتى يتم إيقاف العدوى، والحفاظ على قيام الأعضاء بكافة وظائفها، وضبط مستوى ضغط الدم، وقد يستخدم الأطباء في الحالات الأقل خطورة عدة عقاقير لعلاج إنتان الدم، مثل:

  • بعض المضادات الحيوية حيث لها تأثير قوي في معالجة الالتهابات التي تنتج عن البكتيريا في وقت مبكر وأيضًا في محاربة العدوى.
  • الأنسولين ليعمل على تثبيت معدل السكر في الدم.
  • بعض الأدوية المستخدمة لرفع ضغط الدم.
  • مسكنات للألم.
  • أما في حالة الإصابة الحادة من إنتان الدم تحتاج هذه الحالات لكميات كبيرة من المحاليل الوريدية أو استخدام بعض الأدوات التي تعمل على مساعدة المصاب على التنفس بشكل منتظم.

هل يمكن التعافي بشكل كامل من الإصابة بإنتان الدم؟

نسبة التعافي بعد الإصابة بإنتان الدم تعتمد على شدة الإصابة، وفي أغلب الأحيان وعند تلقي العلاج المناسب في وقت مبكر يتعافى المصاب بشكل كلى من إنتان الدم.

ولكن في بعض الحالات، قد يكون لإنتان الدم نتائج سيئة وطويلة المدى حيث من الممكن أن تستمر مع المصاب لمدة تصل إلى 18 شهرًا بعد الإصابة، أو حتى لمدة أطول من ذلك، وهذه النتائج  قد تشمل:-

  • فشل كلي في وظائف بعض الأعضاء.
  • الإصابة بالأرق.
  • صعوبة في الحركة ناتجة عن وجود آلام قوية في المفاصل والعضلات
  • إرهاق وتعب.
  • قلة التركيز.
  • تراجع في القدرات العقلية.

ما هي المضاعفات الناتجة عن الإصابة بهذا المرض؟

  • في بعض الأحيان قد تحدث مضاعفات وآثار خطيرة لتعفن الدم، حيث قد تتسبب الإصابة بتعفن الدم الحاد أو الصدمة الانتانية بتكون مجموعة من الخثرات الدموية في كافة أجزاء الجسم.
  • تقوم هذه الخثرات بمنع تدفق الدم والأكسجين بشكل كافي إلى العديد من الأعضاء مثل الدماغ والقلب والكليتين، كما قد تؤدي في بعض الأحيان إلى حدوث فشل في بعض أعضاء الجسم وتلف الأنسجة، وقد تؤدي إلى حدوث تجلطات دموية تسبب انفجار في الأوعية الدموية.
  • تتعافى أغلب الحالات من انتان الدم الخفيف، ولكن نسبة الوفيات نتيجًة للصدمة الإنتانية تصل تقريبًا إلى حوالي 40%.
  •  قد تزيد الإصابة بإنتان الدم الحاد من فرص التعرض للعدوى مستقبلًا.

كيف تتم الوقاية من الإصابة بإنتان الدم؟

إن أفضل الطرق للوقاية لمنع حدوث انتان الدم وتقليل فرص الاصابة به هو تجنب الإصابة بالعدوى ولذلك يجب الإلتزام بهذه النصائح:

  • المداومة على غسل اليدين بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية.
  • تناول التطعيمات و اللقاحات الموصى بها لعدد من الأمراض مثل جدري الماء والأنفلونزا.
  • في حالة الإصابة بجرح ما في جلدك، يجب تنظيفه جيدًا بشكل فوري.
  • عند الإصابة بأي عدوى يجب معالجتها بشكل فوري.
  • الاهتمام بالنظافة الشخصية.
  • تلقى عناية طبية لازمة عند ظهور أي أعراض للعدوى والالتهابات.