يحتاج الإنسان إلى زراعة القرنية عندما تُصاب قرنية عينه بالتلف، فالقرنية من أجزاء العين المهمة، فهي تعمل على انكسار الضوء الداخل إلى العين حتى تحدث الرؤية، وتقوم بحماية جميع أجزاء العين الداخلية من الأتربة والميكروبات، وكذلك حمايتها من الأشعَّة الضارة التي تنفذ للعين عن طريق الشمس، ومن المُمكن أن تؤدي إلى هلاكها، فعندما يُصاب الإنسان بأي من أمراض القرنية كالالتهابات أو التَّعرُّض للمواد الكيماوية، أو الإصابة بضمور واضطرابات القرنية يتعرض المريض للمشاكل البصرية وتصعب الرؤية، ولا ينجح معه أي أنواع العلاجات، فيلجأ في هذه الحالة إلى عملية زراعة القرنية حتى يستطيع مواصلة حياته.
حتى يتمكن المريض من التعافي بسُرعة والعودة إلى حياته الطبيعية يجب عليه بعد إتمام زراعة القرنية الالتزام ببعض الإرشادات، ومنها:
بعد عملية زراعة القرنية يقوم الطبيب بإعطاء المريض قطرات المضاد الحيوي والكورتيزون، ومن المُمكن أن يطلب منه وضع عدسات لاصقة لمدة 3: 5 أيام، ويتمكن المريض من إزالتها بعد شفاء نسيج العين، وفي خلال هذه المدة قد يشعر المريض بوخز في العين أو الحساسية تجاه الضوء، والشعور بإعتام بسيط في الرؤية، ولكن هذا ينتهي في خلال أسبوعين إلى شهر أو شهرين كحد أقصى، وتعتبر هذه المرحلة الأولى لتحسن المريض، أما المرحلة الثانية تمتد إلى ست أشهر، وقد تصل إلى 12 شهرًا للتأكد التام من نجاح العملية، وقد يشعر المريض في خلال هذه المدة بوجود ضبابية في الرؤية، وهذا الأمر ليس مُقلقًا، ولكن ترجع هذه الضبابية إلى تكوين الجسم لروابط جديدة مع الجزء الجديد، وهذا يدل على نجاح العملية وتحسن المريض.
بعد التعافي من العملية سيقوم الطبيب ببعض التعديلات التي تُساعد في تحسن النظر، مثل:
تُعتبر عملية زراعة القرنية من عمليات اليوم الواحد، تتم هذه العملية بعد إعطاء المريض مخدرًا كليًا أو موضعيًا، وإن كان المريض يتناول أي من أنواع الأدوية فيجب عليه إخبار الطبيب والتوقف عنها، والصوم لمدة 8 ساعات قبل العملية، وتستغرق عملية زراعة القرنية نحو ساعة أو ساعتين حسب نوع العملية الجراحية، ويُمكن للمريض الانتقال إلى المنزل في اليوم التالي.
تُصاب العين ببعض المشكلات التي تجعل من الضروري إجراء عملية زراعة القرنية، وذلك بسبب تلف قرنية العين المصابة ووجوب استبدالها بأخرى جديدة، بعد إصابتها بأمراض أو أضرار دائمة لا يُمكن علاجها، مثل:
تُسبِّب القرنية المخروطية إضعافًا للعين وتُغيِّر شكلها فتُصبح مُستديرة بدلًا من شكل القُبَّة، مما يُصيب الإنسان بالأرق وعدم الراحة، ويُصيب هذا المرض من 1 من كل 3000 إلى 1 من كل 10000 شخص، ولا يُوجد سبب دقيق أو واضح لهذه الحالة حتى الآن، ومن المُمكن أن ترجع إلى العوامل الوراثية، وينتشر هذا المرض لدي الأشخاص الذين يُعانون من حالات الحساسية مثل الإكزيما، والربو، وتُعتبر هذه الحالة واحدة من أشهر الحالات الذين يقومون بزراعة القرنية، ولكن ليس جميع الحالات تقوم بإجراء العملية فهناك الحالات الخفيفة التي من الممكن السيطرة عليها والتحكم فيها باستخدام النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة، وتجري العملية في الحالات الخطيرة فقط.
قد تكون الطبقات الداخلية للقرنية لا تقوم بوظيفتها بالشكل المطلوب، وعلى المدى البعيد من المُمكن أن تسبب مشاكل للعين وحدوث اضطرابات للعين مثل ضمور فوكس، فتبدأ خلايا العين في التضاؤل، فبدلًا من أن تقوم بإزالة سوائل العين تسمح بتراكمها بالداخل، مما يتسبب في ضبابية الرؤية.
قد تتسبَّب الجراحات السَّابقة في العين كزراعة القرنية، أو غيرها من العمليات الجراحية التي تُجرى للعين من إنهاك القرنية وإتلافها.
وهناك كثير من الأسباب الأخرى وأمراض مستجدات العصر التي تتلف أنسجة القرنية وتُعرّضها للالتهاب، ومن أشهر هذه الأسباب ما يلي:
تُعتبر الحاجة إلى إجراء زراعة القرنية نسبية لما بها من بعض المخاطر، مثل تلوث الشق الجراحي، ولكن يسهل مُعالجة هذا، حيث يكون بشكل سطحي، وفي بعض الحالات قد يصل هذا التلوث إلى معدل الخطورة مما يضطر الطبيب إلى فتح الشق مرة أخرى لتنظيفه.
حدوث نزف بسبب تمزق أحد الأوعية الدموية داخل العين نتيجة لضرر موضعي يصيب العين.
وقد تحدث بعض المضاعفات الناتجة عن التخدير، وخاصة لدى المرضى الذين يعانون من حساسيات تجاه أدوية التخدير من المُمكن أن يصل في بعض الأحيان إلى هبوط في ضغط الدم.
تُعد عملية رفض القرنية من أخطر المضاعفات التي تتعرض لها العملية، ففي بعض الحالات قد يُهاجم الجهاز المناعي القرنية الجديدة، وفي بعض الحالات يُمكن السيطرة على ذلك بالعلاج، ولكن قد تتضاعف أحيات أخرى وتحتاج إلى زراعة قرنية أخرى.
وحدوث الرفض لا يحدث في حالات كثيرة، بل يتعرض له نحو 10% من حالات زراعة القرنية.
تتكوَّن قرنية العين من خمس طبقات من الأنسجة الرئيسية وهم:
ففي بعض الحالات قد تتعرض الطبقة الأمامية والمتوسطة للقرنية بالتلف، فعند إجراء عملية زراعة القرنية تكون لهذه الأجزاء فقط لا للقرنية بأكملها، ويتم الاحتفاظ بطبقة البطانة والطبقة الخلفية على وضعهم.
وفي هذا النوع من العمليات تكون مدة الشفاء أسرع من زراعة القرنية الكلية، حيت تصل إلى عدَّة أسابيع أو أشهر في حالة الالتزام بجميع التَّعليمات.
وفي الغالب تستخدم هذه العملية لعلاج انتفاخ العين أو القرنية المخروطية، وتُعرف باسم القرنية العميقة الأمامية Dalk، وهي عبارة عن نوعين:
يتم إجراء هذا النوع عندما تكون البطانة وغشاء ديسميت المسؤولان عن مشاكل الرؤية، وحدوث مشاكل مثل الخلل الوظيفي أو مرض بطانة الأوعية الدموية وحدوث الالتهابات أو الاضطرابات وبعض الأمراض الوراثية مثل ضمور القرنية.
وهي من العمليات الأقل شيوعًا، حيث تتم فيها إزالة أقل كمية من البطانة وغشاء ديسميت واستبدالها بأنسجة مانحة.
يحدث بها بعض المضاعفات كغيرها من العمليات لذا يحب الالتزام بجميع تعليمات الطبيب، حتى لا تقوم العين برفض الجزء المزروع والاضطرار إلى إجراء العملية مرة أخرى.
معلومات التواصل
احصل على استشارة مجانية وإجابات على جميع أسئلتك عبر إكمال النموذج أدناه
احصل على استشارة مجانية وإجابات على جميع استفساراتك عبر تقديم الطلب أدناه