سرطان المعدة

المعدة عضو أساسي يُوجد في الجُزء الأعلى من البطن. ويعد هذا العضو جزءًا من الجهاز الهضمي المسؤول عن مُعالجة المواد الغذائية، مثل الفيتامينات، والمعادن، والكربوهيدرات، والدهون، والبروتينات، والمياه… كما ويساعد على نقل النفايات إلى خارج الجسم. ويمرُّ الطعام من الحلق إلى المعدة من خلال أنبوب عضلي أجوف يسمَّى المريء. بعد مغادرة المعدة، كما ويمر الطّعام المهضوم إلى الأمعاء الدقيقة، ثم إلى الأمعاء الغليظة.

ويتكوَّن جدار المعدة من ثلاث طبقات من الأنسجة: الطبقة المخاطية، وهي الأعمق، والطبقة العضلية الوسطى، والطبقة المصلية الخارجية. ويبدأ سرطان المعدة في الخلايا المبطنة للطبقة المخاطية كما وينتشر عبر الطبقات الخارجية أثناء نموِّها.

وسنبيِّن في هذا المقال معنى سرطان المعدة وأنواعه وعلاجاته من خلال طرح بعض الأسئلة والإجابة عنها.

ما هو سرطان المعدة؟

سرطان المعدة هو نمو الخلايا السرطانية داخل بطانة جدار المعدة، وفي معظم الأحيان يصعب تشخيص هذا النّوع من أنواع السَّرطان، وذلك لأنَّ معظم الأشخاص المُصابين بهذا المرض لا تظهر عليهم الأعراض في المراحل المبكِّرة للمرض. ومع أنه يعد من الأنواع النادرة، فإن خطورته تكمن في صعوبة تشخيصه. ومعظم الحالات يتم تشخيصها بشكل متأخر بعد انتشار السرطان في جميع أنحاء الجسم.

ما أسباب سرطان المعدة؟

في الحقيقة، لا يوجد سبب واضح نستطيع من خلاله معرفة المرض. ولكن توجد في بعض الأحيان أسباب وعوامل قد تؤدي إلى تكونه كما وتساعد في نموه.

من هذه الأسباب:

  • التهاب المعدة
  • التهابات المعدة المزمن
  • فقر الدم المزمن

هذه الأعراض ناتجة عن البكتيريا الحلزونية التي تساهم في حدوث القرحة المعوية. كما ويحدث عدم التفطن إليها وعلاجها تغييرًا في الخلايا اللمفاوية المؤدِّية إلى سرطان المعدة.

وتوجد أيضًا بعض العوامل التي تساعد في ظهور المرض وتطوُّره، منها:

  • التدخين
  • الأكل المالح والمخلل
  • زيادة الوزن

ما أنواع سرطان المعدة؟

هناك نوعان: سرطان المعدة الخبيث وسرطان المعدة الحميد

سرطان المعدة الحميد

يُمكن أنتظهر أورام أو كيسات حميدة في المعدة (Stomach polyps)، وهذا النوع لا ترافقه عادة أعراض، خاصَّة في مراحل المرض الأولى. ونادرًا ما تمثّل خطرًا على حياة الإنسان. ولكن تظهر أعراض سرطان المعدة الحميد عادة عندما تصبح الأورام والكيسات أكبر حجمًا.

وبسبب خُلوِّ هذا النَّوع من الأعراض في معظم الحالات، فإن سرطان المعدة الحميد عادة ما يمر دون تشخيص. كما وان هذا النَّوع من السّرطان لا يتعدَّى إلى الأنسجة المجاورة له، ولا ينتشر في أجزاء أخرى من الجسم. ويُمكن استئصاله دون أن ينمو من جديد.

أنواع سرطان المعدة الحميد

يُوجدنوع واحد ويسمىسلائل المعدة”، وتتكوَّن هذه السَّلائل من تجمُّعات الخلايا غير السرطانية وتكتُّلاتها وتراكُمها على جدران المعدة الدَّاخلية، وهي نادرة الحدوث، وغالبًا ما يتمُّ اكتشافها صدفة أثناء خضوع المريض إلى فحوصات كان الهدف منها تشخيص أمراض أخرى.

الأعراض

لا تظهر الأعراض عادة إلا إذا زاد حجم الأورام أو إذا تحولت إلى أورام سرطانية.

وهذه بعض الأعراض التي قد تظهر نتيجة تضخُّم الأورام وهي ما زالت حميدة:

  • نزيف.
  • تقرُّحات في المعدة.
  • ألم على مستوى البطن، خاصة عند الضغط على البطن.
  • فقر الدم.
  • دم في البراز.
  • بالاضافة الى الغثيان.

سرطان المعدة الخبيث

هو الورم الذي ينتشر من موضع ظهوره وينمو ويزداد سوءًا مع مرور الوقت. ويمثّل خطرًا على حياة الإنسان، وكثيرًا ما يتمُّ استئصاله، ولكنَّه، في بعض الأحيان، ينمو من جديد.

أنواع سرطان المعدة الخبيث

هناك عدَّة أنواع مُختلفة لسرطان المعدة الخبيث وهذه أهمها:

السرطان الغدي Adenocarcinoma: ويُعرف بورم النسيج الطلائي الذي له أصل غدي أو خصائص غدية. ومعظم سرطانات المعدة (نحو 90٪ إلى 95٪) هي أورام غدية. وسرطان المعدة عادة ما يكون سرطانًا غديًا. كما وتتطور هذه السرطاناتمن الخلايا التي تشكل البطانة الداخليّة للمعدة (الغشاء المخاطي).

سرطان الغدد اللمفاوية Lymphoma: هذه هي سرطانات أنسجة جهاز المناعة التي توجد في بعض الأحيان في جدار المعدة. كما ويعتمد العلاج والتوقُّعات على نوع اللمفية.

ورم اللحمة المعدية المعوية (GIST): تبدأ هذه الأورام النادرة بأشكال مبكّرة جدًّا من الخلايا في جدار المعدة تسمّىالخلايا البينيَّة. كما وان بعض هذه الأورام غير سرطانيَّة (حميدة)، وبعضها الآخرسرطانيَّة. وعلى الرَّغم من أن GISTs يُمكن العثور عليها في أي مكان في الجهاز الهضمي، فإنَّ معظمها وُجد في المعدة.

ورم سرطاني: Carcinoid tumor: تبدأ هذه الأورام في خلايا المعدة الهرمونيَّة. ومعظمها ينتشر إلى أعضاء أخرى.

سرطانات أخرى Other cancers: هناكأنواع أخرى من السرطان، مثل سرطان الخلايا الحرشفية، وسرطان الخلايا الصَّغيرة، ويُمكن أن تظهر في شكل كتل عضلية في المعدة أيضًا، ولكن هذه السَّرطانات نادرة جدًّا.

الأعراض

قد تظهر أعراضه بعد سنوات من الإصابة، وبعد أن يكون السَّرطان قد وصل مرحلة متأخِّرة من الصَّعب علاجها أو التَّعامل معها.

الأعراض المبكرة: والتي يجب الانتباه إليها، وهي:

  • عسر في الهضم وحرقة في المعدة.
  • الشعور بمعدة ممتلئة ومتضخِّمة جدا، وهو سبب لفقدان الوزن.
  • نزيف وشعور بالتَّعب مع صعوبة في التنفس: كما وقد يصاب الشخص بفقر دم شديد تصاحبه أعراض شحوب البشرة.
  • تجلط الدم: يحدث التجلط في الساق مصحوبًا بألم وانتفاخ، أو قد يحدث في الرئة مصحوبًا بألم فجائي في الصَّدر وضيق التنفُّس. 
  • هناك أعراض غير شائعة، لكنَّها قد تحدث مثل القيء مع دم.
  • ألم في أعلى البطن أو ألم تحت عظم القفص الصدري -Sternum- وهو عظم مسطّح يقع وسط الصَّدر، والذي يربط عظام الأضلاع بغضاريف الصَّدر.

الأعراض المتقدمة:

مع تطوُّر المرض تكون أعراض سرطان المعدة كالآتي:

  • دم في البراز يميل لونه إلى السَّواد.
  • فقدان الشهية، وَمِنْ ثَمَّ فقدان في الوزن.
  • الإرهاق والتَّعب.
  • تورُّم ناتج عن تراكُم السَّوائل في المعدة.
  • فقر الدَّم.

وهذه الأعراض عمومًا تظهر عند الكبار لأنَّ سرطان المعدة عند الأطفال لا يعد شائعًا، ويُمكن كشفه في وقت مبكر، ولكن قد يصعب تمييز الأعراض عند الأطفال مباشرة، كما أنَّ كثرة تعرُّضهم للصَّدمات أو الكدمات قد يخفي حقيقة هذا الأمر، لذا يجب مراجعة الطّبيب عند وجود الأعراض، والتي لم تختفِ مع الوقت.

كيف يُمكن تشخيص سرطان المعدة؟

إذا ظهرت أعراض تدل على وجود ورم في المعدة فلا بد من المسارعة إلى إجراء الفحوصات، وأهم فحص يجب القيام به هو الكشف بالمنظار، وهو فحص بسيط وسهل يتم من خلال إدخال أنبوب داخل المعدة يحتوي على كاميرا صغيرة. كما وان هذا الكشف بالمنظار يمكنه أن يؤكد وجود ورم عن طريق أخذ عينات صغيرة من غشاء المعدة أو ينفي عدم وجود ذلك.

وهناك عدة فحوصات أخرى مُساعدة، مثل تحليل الدم وصور الأشعَّة. وعند تشخيص المرض بوجود سرطان في المعدة يتم طلب مجموعة إضافية من الفحوصات مثل الصور المقطعية، وكشف القولون بالمنظار، وغيرها من الفحوصات، وذلك لتحديد مرحلة السَّرطان ومدى انتشاره، وحتى تتمَّ مُعالجته بطريقة مناسبة.

كيف نعالج سرطان المعدة؟

هناك عدة إمكانات متوفرة تمكننا من علاج هذا المرض وهي:

المُعالج بالجراحة

ويعتبر العلاج بالجراحة أكثر استخدامًا في علاج سرطان المعدة، وهدفها استئصال الورم، والأنسجة المحيطة به لضمان عدم عودته مرة أخرى. يمكن إجراء نوعين من المُعالجة الجراحية:

  • استئصال كلي للمعدة: ويتم إجراؤه إذا كان الورم في بداية المعدة.
  • استئصال جزئي للمعدة: بمعنى استئصال الجزء النِّهائي من المعدة، ويتمُّ ذلك إذا كان الورم في نهاية المعدة.

ويمكن للطبيب الجرَّاح أن يستأصل العقد اللمفاوية أو الأعضاء المحيطة بالمعدة أو أجزاء منها، كالبنكرياس والقولون. كما ويتم ذلك وفقًا لانتشار الورم وتجاوزه إلى الأعضاء، وبهذه الطريقة يقللّ الاستئصال من الأعراض ويزيد من احتمال نجاح العلاجات الأخرى.

لا يمكن للعمليات الجراحية أن تجرى إذا كان الورم في مراحل متقدمة جدا، وانتشر في كامل الأعضاء.

العلاج بالأشعة

يعتبر هذا المرض من الحالات المقاومة للأشعة، كما أن العلاج بالأشعة لا يغير من طبيعة سرطان المعدة أو من سيره فإنه يستخدم لتلطيف الألم، ومن المستحسن استخدامه بعد الجراحة.

العلاج الكيميائي

نصف حالات سرطان المعدة تستجيب للعلاج الكيميائي. ويمكن القول إنه لا يؤثّر إلاّ قليلا على انتشار هذا المرض. وأهم الأدوية المُستخدمة للعلاج الكيميائي هي:

  • Cisplatin
  • Irrinotican Mylan

ولمثل هذه الأدوية أعراض جانبية عديدة، ومن المفضَّل استخدام العلاج الكيميائي بعد المُعالجة الجراحية، وذلك لتحسين النتيجة.

العلاج المشترك

أثبتت الدراسات أن العلاج المشترك بإمكانات العلاج هو أفضل علاج يمكن تقديمه لمرضى سرطان المعدة. حيث إن العلاج المشترك يكون بالعلاج الكيميائي والعلاج بالأشعة، وذلك بعد إجراء العملية الجراحيَّة. وفي هذه الحالة، فإن نسبة نجاح العلاجات تكون أعلى من العلاج بإمكانية واحدة.

العلاج المناعي

العلاج المناعي هو نهج يستخدم الأدوية لمساعدة مناعة الجسم في مكافحة سرطان المعدة. وقد أصبح عقار “بيمبروليزوماب” Pembrolizumab أول علاج مناعي معتمد لعلاج سرطان المعدة لدى بعض المرضى الذين لم ينجح علاجهم.

وعقار “بيمبروليزوماب” هو مثبط لنقاط التفتيش ويستهدف PD-1، وهو بروتين وُجد في بعض خلايا سرطان المعدة. وبمعنى أكثر وضوحًا فإنَّ عقار “بيمبروليزوماب” يعمل على كبح بروتينة “بي دي-1” في الجهاز المناعي، ما يُتيح للخلايا التي تصد انتشار الورم مهاجمة الخلايا السرطانية بوتيرة أسرع وبافعلية أكبر، ولكن تبقى نسبة الشفاء من هذا المرض حسب الدِّراسات العلمية الحديثة تتعدى 70% متى كان تشخيص المرض مبكرا، وأن التأخر في التّشخيص يُقلِّل من النسبة إلى 20% فقط.

هل هناك إمكانية لعلاج سرطان المعدة بالأعشاب؟

يمكن للمصاب بسرطان المعدة أن يجرب العلاج بالأعشاب الطبيعية لتجنب الآثار السلبية للعقاقير الطبية، لذلك هناك عدة أعشاب نراها قادرة على محاربة الأورام السرطانية التي تصيب المعدة. ومن بين هذه الأعشاب نذكر:

  • الثوم: فالثوم يحتوي على نسبة كبيرة من المضادات الفيروسية التي تعمل على تحسين جهاز المناعة. كما وقد أثبتت الدراسات العلمية أنَّ النظام الغذائي الخالي من الثوم يمكن أن يتعرض صاحبه إلى الأورام السرطانية التي تصيب المعدة والقولون.
  • -الشاي الأخضر: أوراق الشاي الأخضر لها تأثير فعال في محاربة سرطان المعدة، لما تحتويه من عناصر هامَّة مضادَّة للأكسدة، تعمل على تعزيز عمل الجهاز الهضمي بصورة أفضل.
  • شرب الفطر الهندي وعنب الثعلب الهندي: كما ويعمل على منع تكاثر الخلايا السرطانية.
  • أكل النعناع مع الهيل.

 ما أفضل طرق الوقاية من سرطان المعدة؟

يمكن اتخاذ بعض الخطوات باعتبارها وقاية من هذا المرض لتجنب خطر الإصابة به. وهي كالتالي:

ممارسة الرياضة: لا بد من ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، كما وأن هذا يساهم في التخفيض من خطر الإصابة بسرطان المعدة.

تناول المزيد من الفواكه والخضراوات: ضرورة دمج المزيد من الفواكه والخضراوات في النظام الغذائي كلَّ يوم، وذلك باختيار مجموعة واسعة من الفواكه والخضراوات الملونة، وخاصَّة الغنية بالمعادن والفيتامينات، والابتعاد عن الأكلات السريعة والجاهزة، كما وانها تحتوي على مواد حافظة، مع ضرورة التقليل من كمية الأطعمة المالحة والمدخَّنة التي نتناولها.

التوقف عن التدخين والكحوليات وغيرها من العادات الغذائية السيئة: يزيد التدخين من خطر الإصابة بسرطان المعدة. وكذلك عديد من أنواع السرطان الأخرى، ويمكن أن يكون الإقلاع عن التدخين صعبًا للغاية، لذا يمكن طلب يد المساعدة من الطبيب.