علاج إدمان العقاقير

هناك بعض الأشخاص الذين يصابون بالتعلق النفسي أو السلوكي بأحد الأدوية دون الحاجة إلى ذلك. وهذا ما يسمى إدمان العقاقير الكيميائية ويعد من أسوأ أنواع الإدمان بل أخطرهم، ويقصد به تناول المريض نوع معين من الأدوية لفترة كبيرة دون الحاجة إلى ذلك ودون مراجعة الطبيب المختص. فتبدأ ظهور الأعراض السلبية لهذا الإدمان عليه. فيتجه إلى البحث عن علاج إدمان العقاقير وهو ما سوف نتناوله بالتفصيل وسيكون محور حديثنا في هذا المقال.

إدمان العقاقير

نجد أن مصطلح إدمان العقاقير يشير إلى تناول الشخص لدواء معين لفترات طويلة دون الحاجة إلى ذلك ودون استشارة الطبيب المختص وتتطور حالته إلى إدمان هذا الدواء. ويعد من أخطر أنواع الإدمان التي يمكن أن يصاب به أحد. كما وله العديد من النتائج السلبية والتي لسوء الحظ لا تظهر إلا في فترة متأخرة من الوقت.

ما مظاهر إدمان العقاقير الكيميائية؟

هناك بعض العلامات التي تظهر نتيجة إدمان الشخص بعض العقاقير الكيميائية. والتي تكون مشابهة إلى حد كبير لتلك العلامات التي تظهر عند إدمان المخدرات ومنها:-

  • مواصلة الشخص  تناول دواء معين لفترات كبيرة دون الحاجة إلى ذلك.
  • الشعور ببعض التوتر والاكتئاب والضيق وفي معظم الحالات والإحساس بالألم عند التوقف عن تناول دواء معين.
  • ومن أهم العلامات التي تظهر عند إدمان الأدوية؛ الانطوائية، الانعزال والميل إلى البقاء وحيدًا.
  • يصبح الشخص سريع الغضب ومتقلب المزاج.
  • إصابة الشخص ببعض اضطرابات النوم مثل الأرق وأيضًا الضعف العضلي والذهني.

هناك أيضًا بعض العلامات السلوكية التي تدل على إدمان هذا الشخص لبعض الأدوية ومنها:-

  • عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية والمظهر العام.
  • القيام بشراء نوع معين من العقاقير بكميات كبيرة دون الحاجة إلى ذلك.
  • وضع العقار قريبًا منه حتى يستطيع تناوله في أي وقت مثل وضعه في السيارة أو في الحقيبة الخاصة به.

ما هي أسباب إدمان العقاقير؟

هناك الكثير من العوامل المختلفة التي قد تساهم في إدمان الشخص لدواء معين أو لمخدر ما، مثل:-

  • اضطرابات الصحة النفسية.
  • تغيّرات الدماغ.
  • الوراثة.
  • البيئة.

 ما هي العقاقير التي قد تسبب الإدمان؟

هناك بعض العقاقير الكيميائية التي يكون لها تأثير يشبه تأثير تعاطي مخدر الحشيش. حيث يؤثر على النواقل العصبية في مخ الإنسان والتي تمثل مركز الوصل بين العديد من خلايا المخ.

ويرجع هذا التأثير إلى التركيب الكيميائي لهذه العقاقير الدوائية حسن يؤثر تأثيرًا سلبيًا على خلايا المخ وعلى بعض المواد الكيميائية الموجودة به مثل الدوبامين والسيروتونين وهذه المواد هي المسؤولة عن الشعور بالسعادة والمتعة عند الشخص. فعند تناول عقار معين لفترة كبيرة ودون الحاجة إلى ذلك تعمل هذه الأدوية على إحداث اضطرابات في مستويات هذه المواد و تجعل الإنسان يشعر شعور وهمي بالسعادة ولا يستطيع الامتناع عن هذا الدواء. ويصبح بذلك مدمنًا له.

وطبقاً للدراسات التي أجريت في ذلك فإن هناك عددًا من العقاقير الكيميائية التي تسبب الإدمان ومنها:

مضادات الاكتئاب

تأتي الأدوية التي تعمل على علاج الاكتئاب في مقدمة العقاقير التي تسبب الإدمان. وذلك لأنها تؤثر بشكل مباشر على مستويات السيروتونين المسئول عن شعور الفرد بالسعادة، وعند التوقف أو الامتناع عن هذه الأدوية يشعر الشخص ببعض التوتر والضيق، ويصبح متقلب المزاج وسريع الغضب مما يجعله يقبل على تناولها بشكل أكبر ولفترة أطول.

مسكنات الألم

هناك بعض مسكنات الألم التي تؤثر بشكل مباشر على العديد من الخلايا العصبية وتسبب اضطرابات في مستويات الدوبامين والسيروتونين تؤدي إلى الإدمان. وخاصة تلك الأدوية التي تحتوي في تركيبها على مشتقات الأفيون والمورفين.

المهدئات والمنومات

هناك بعض العقاقير التي يتم وصفها لعلاج اضطرابات النوم أو ما يسمى بالأرق ولكن هذه العقاقير تؤثر في كثير من الأحيان عند تناولها بشكل مفرط ودون مراجعة الطبيب المختص تأثيرًا سلبيًا على الخلايا العصبية.

الأدوية المنشطة

تستخدم هذه الأدوية في علاج الكثير من الأمراض الخاصة بالجهاز العصبي. مثل تشتت الإنتباه وفرط الحركة وفي بعض الأحيان تستخدم في علاج المشاكل الناتجة عن السمنة.

ويجب الإنتباه أن هذه الأدوية ليست بالضرورة تسبب الإدمان، ولكن يعد الإدمان واحدًا من آثارها الجانبية الخطيرة. وذلك عند استخدامها بشكل خاطئ مثل تناول الدواء لفترات طويلة دون الحاجة إلى ذلك أو تناوله بدون استشارة الطبيب.

مراحل علاج إدمان العقاقير

إن إدمان الشخص لبعض العقاقير الكيميائية يشبه في أعراضه إدمان المخدرات أو الكحوليات. كما وقد تصل هذه الأعراض إلى حدوث التشنجات أو نوبات الصرع، لذلك من الضروري وضع المدمن في مركز رعاية متخصص في علاج الإدمان، وتحت إشراف طبي والإهتمام بعلاجه بصورة آمنة و باستخدام أحدث الأساليب العلاجية والمراحل التي تتم في علاج الإدمان وهي:-

تنقية الجسم من السموم 

تعد هذه المرحلة من أهم مراحل علاج الادمان وتتمثل في تنقية الجسم من جميع الرواسب الإدمانية بشكل تدريجي. كما وتتوقف مدة هذه المرحلة على نوع الدواء الذي تم إدمانه بالإضافة إلى مدى قوة المادة الفعالة به.

ويتم ذلك عن طريق إعطاء المدمن جرعة منخفضة من الدواء الإدماني تتراوح نسبتها من 25 إلى 30 ٪ ويتم ذلك في الثلاث أيام الأولى من العلاج ثم بعد ذلك يتم خفض الجرعة إلى حوالي 10 إلى 20 % ويرجع ذلك إلى استجابة المريض ومتابعة حالته النفسية والجسمانية.

العلاج الدوائي المعزز

يقوم الطبيب بتحديد بعض الأدوية التي يتم إعطائها للمريض في أولى مراحل علاجه من الإدمان والتي تجعله يتهيأ نفسيًا لمواصلة العلاج وتقبله وأيضًا تعمل على خفض الأعراض الانسحابية الناتجة عن هذا الإدمان ومن أهم هذه الأدوية مضادات الاكتئاب وكذلك أدوية علاج الصرع.

العلاج النفسي

يعمل العلاج النفسي على تهيئة المريض نفسيًا لتقبل العلاج. كما ويتم ذلك بوجود رعاية نفسية والتي تتم على يد أمهر الأطباء النفسيين المتخصصين في ذلك والتي لها العديد من الفوائد والنتائج الإيجابية ومنها:-

  • تهيئة المريض بشكل نفسي لمواصلة علاجه من الإدمان مما يعمل على سرعة الاستجابة العلاجية، وذلك لأن رغبته المُلحة في التخلص من الآثار السلبية للإدمان تقدر بنسبة  50 % من العلاج.
  • تعمل جلسات العلاج النفسي على مساعدة المريض على التغلب على السبب الرئيسي الذي دفعه إلى إدمان نوع محدد من الأدوية  في حالة ما إذا كان السبب غير عضوي.
  • يقوم العلاج النفسي بمساعدة المريض على معرفة قيمته وقدراته ويساعده على التخلص من الوحدة والانعزال ويهيئ المريض للمشاركة في المجتمع، وجميع هذه العوامل تعمل على تقليل احتمالات حدوث انتكاسة  فيما بعد للمريض.
  • يجب تعرض المريض للعلاج الدوائي والنفسي معًا في نفس الوقت وليس في أوقات مختلفة، وذلك لأن مساعدة المريض على التغلب على الأسباب التي أدت إلى إدمان نوع معين من الأدوية يحسن من نتائج العلاج.

الدعم الاسري

الدعم من قبل الأصدقاء والأسرة من المحاور الرئيسيه لعلاج الإدمان لأن المريض ينبغي عليه أن يشعر بالاحتواء خلال وبعد عملية علاجه من الإدمان .

يقوم الطبيب النفسي بحضور اجتماعات مستمرة مع أسرة المريض ليخبرهم بتطور حالة المريض الجسدية والنفسية كما يخبرهم  بالدور المطلوب منهم وأهميته وكيف يقومون به، لأنه عند إحساس المريض بأنه غير مقبول من الآخرين فإن ذلك يؤخر العلاج بنسبة كبيرة.