علاج إدمان المخدرات

إن علاج إدمان المخدرات من الأشياء التي يبحث عنها الكثيرون؛ نظرًا لأهميتها بالنسبة لهم، فالمخدرات من الأشياء التي تضر كثيرًا بصحة أعضاء الجسم المختلفة، ولا يشترط أن يكون الإدمانُ مقتصرًا على مادة مخدِّرة في طبعها؛ بل يحدث مع الاستخدام المستمر لبعض الأنواع من الأدوية.

إدمان المخدرات

  • إن الإدمان عبارة عن حالة تؤثر على الإنسان من الناحية العقلية لتجعله عاجزًا عن إيقاف تناول مادة كيميائية معينة.
  • هذه الحالة تجعل الشخص يستمر في تناول المادة الكيميائية حتى ولو كانت تؤذيه، وإن الكحول والنيكوتين من أشهر هذه المواد.
  • ليست هناك مدة محددة لتناول مادة كيميائية معينة تدل على إدمانك لها؛ بل تختلف سرعة الإدمان باختلاف طبيعة المادة نفسها.
  • مع الاستمرار في إدمان أي مادة، يصبح جسمك بحاجة لجرعة أكبر منها حتى يشعر بالشبع تجاهها، ومع استهلاك جرعات كبيرة، تجد أن فكرة الإقلاع عن إدمانها أصبحت أصعب ممّا كانت عليه، كما أن الإقلاع عنها يصاحبه ظهور أعراض تعتمد صعوبتها على مدة الإدمان والجرعة التي وصلت إليها.
  • إن فكرة علاج إدمان المخدرات عادةً ما تحتاج مساعَدة من طبيب متخصص بالإضافة إلى العائلة والأصدقاء.

ما هي أنواع المخدرات؟

هناك عدد كبير من المواد الكيميائية التي لها إمكانية للإدمان، وإن وسائل علاج إدمان المخدرات تعتمد على نوع المخدِّر، وفيما يأتي سوف نوضح أهم وأشهر أنواع المواد المخدِّرة الموجودة حاليًا:

المنشِّطات

وهي مواد كيميائية يستخدمها البعض بهدف زيادة نشاطهم للقيام بكثير من المهام الصعبة، وذلك لا ينفي أن عيوبها أكثر من فوائدها؛ فتمثل هذه المواد خطرًا كبيرًا على صحة مستخدميها.

من أهم مَخاطِر هذه المواد أنها تزيد من معدل نبضات القلب بصورة غير طبيعية قد تسبب مشاكل كثيرة، ويُعَد الكوكايين أحد أشهر الأمثلة على هذا النوع من المواد المخدِّرة.

تشمل أعراض إدمان المخدرات من هذا النوع ما يأتي:

  • يرتفع ضغط دم المُدمِن بصورة واضحة وبشكل مستمر، كما ترتفع أيضًا درجة حرارة جسمه.
  • يفقد الوزن بشكل زائد، كما يدخل في نوبات من الاكتئاب.
  • يعاني من بعض الصعوبة في النوم بشكل طبيعي، كما تظهر عليه بعض التقرحات الجلدية.
  • قد يلاحَظ أن بؤبؤ العين لديه في حالة من الاتساع المستمر.

المواد الأفيونية

  • إن إدمان المخدرات من هذا النوع قد يأتي بسبب الاستخدام السيئ لها، ولجوء الكثيرون لاستخدامها عادةً ما يكون بسبب تأثيرها القوي في تسكين الآلام.
  • يُعَد الهيروين والأفيون من أشهر الأمثلة على هذا النوع من المخدرات.
  • يأتي التأثير القوي لهذه المواد كمسكنات للآلام في قدرتها على تغيير نسب بعض المواد الكيميائية في الدماغ، وهذا التأثير يصاحبه حدوثُ تغييرٍ في طريقة استقبال خلايا الدماغ للإثارات المختلفة.
  • من أخطر التأثيرات التي تسبّبها هذه المواد أنها تضعف نشاط الجهازين العصبي والتنفسي بصورة واضحة، وهذا التأثير له كبير الأثر في قدرة الشخص على التنفس بشكل طبيعي.

تشمل أعراض إدمان المخدرات من هذا النوع ما يأتي:

  • ظهور بعض الأعراض الخاصة بسوء التغذية مثل الخمول والإجهاد بشكل دائم. وإن سوء التغذية يساهم في إنقاص القدرة المناعية للجسم؛ وهو ما يسهّل من إمكانية إصابة المريض بأي عدوى.
  • غالبًا ما تواجِه المريضَ بعضُ الصعوبة في إتمام عملية التنفس بصورة طبيعية.
  • يعاني مدمِن المواد الأفيونية من العديد من مشكلات الجهاز الهضمي.

مسبِّبات الهلوسة

  • هي من المواد التي يُحتمل إدمانها، وتجعل مستخدِمها يدخل في حالة من الهلوسة المستمر، وتُعَد الماريجوانا أحد أشهر الأمثلة على هذا النوع من المواد المخدِّرة.
  • من أخطر التأثيرات التي تسببها هذه المواد أنها تضعِف قدرة مستخدِمها الإدراكية تجاه الزمان والمكان، كما أنها تعزل مستخدِمها عن الواقع الذي يعيش فيه؛ وهو ما يعني صدور تصرفات كثيرة منه وهو لا يدركها.

تشمل أعراض إدمان المخدرات من هذا النوع ما يأتي:

  • حدوث ارتفاعات شديدة في ضغط الدم لدى المُدمِن.
  •  المعاناة المستمرة من الدوخة والقيء في أحيان كثيرة.
  • صدور بعض الحركات غير المتناسقة من المُدمِن.
  • تتمكن من المُدمِن بعضُ الأفكار الانتحارية.

المواد المهدِّئة

إن إدمان المخدرات من هذا النوع يأتي بسبب الاستخدام السيئ لها، وذلك عادةً ما يحدث بسبب قدرتها على تهدئة الجهاز العصبي عند الانفعال.

تشمل أعراض إدمان هذا النوع من المواد المخدِّرة ما يأتي:

  • الخمول الشديد.
  • التعب والإرهاق بصورة مستمرة.
  • حدوث نقص شديد في معدل نبضات القلب يزيد من احتمالية توقُّفه.

بغض النظر عن اختلاف أنواع المواد المخدِّرة التي يتم إدمانها، يجب على الشخص ألا يتناول أيًّا من هذه المواد بأي حال من الأحوال، إلا إذا طلب منه الطبيب ذلك وكتبه له في وصفة طبية خاصة به.

إن وصف مثل هذه المواد لا يعني بالضرورة غياب أضرارها؛ بل قد يعني أن فوائدها في هذه الحالة تفوق أضرارها.

أسباب إدمان المخدرات

إن إدمان المخدرات باختلاف أنواعها عادةً ما يأتي في البداية بسبب رغبتك في خوض التجربة، وقد يحدث ذلك أيضًا بسبب استهلاكك للمادة المخدِّرة الموصوفة طبيًّا بطريقة غير سليمة.

بعد فترة من الاستخدام السيئ، يبدأ الجسم في الاعتياد على هذه المادة؛ فلا يتأثر إلا بجرعة أكبر من المعتادة.

هناك أيضًا بعض العوامل التي من الممكن أن تساهم في إدمان المخدرات باختلاف أنواعها، ومن أهم هذه العوامل ما يأتي:

  • العوامل البيئية: وتتمثل في التشجيع الذي يأتي من المحيطين بالمريض تجاهه لتجربة أيٍّ من هذه المواد.
  • العوامل الجينية: حيث إن إدمان المخدرات لديه إمكانية التطور عن طريق حدوثه من الناحية الجينية الوراثية.

أعراض إدمان المخدرات

هناك بعض الأعراض التي تظهر على بعض الأشخاص لتدل على المعاناة من مشكلة إدمانالمخدرات والمواد الكيميائية الأخرى، وكلما لجأ المريض إلى العلاج في وقت مبكر، قلت حِدّة هذه الأعراض.

من أهم أعراض إدمان المواد المخدِّرة ما يأتي:

  • يحاول المريض تناولَ المادة المخدِّرة بشكل منتظم أكثر من مرة خلال اليوم الواحد.
  • يكون جسم المريض بحاجة لزيادة الجرعة المتناوَلة بمرور الوقت حتى يعطي نفس تأثيره المعتاد.
  • يفعل المريض كل ما بوسعه من أجل الحصول على هذه المادة، وينفق عليها أي أموال حتى لو لم يكن يمتلك هذه التكلفة بالفعل.
  • الابتعاد عن تحمُّل مسؤوليات العمل أو حضور اجتماعاته.
  • التصميم على الاستمرار في تناول هذه المادة على الرغم من تأثيراتها السلبية الواضحة من الناحيتين الجسدية والنفسية.
  • اللجوء لأي وسيلة تسهِّل الحصول على هذه المادة حتى لو وصلت للوسائل غير الشرعية.
  • الصعوبة البالغة في الإقلاع عن تناول هذه المادة بالإضافة إلى ظهور أعراض يصعب تحمُّلها.
  • يلاحَظ على المريض تغييرات واضحة في وزن الجسم لديه سواء بالارتفاع أو الانخفاض.
  • يعاني المريض من احمرار بعينيه، كما تحدث بعض التغيرات المفاجئة في مستوى طاقته الطبيعي.
  • يجد المريض صعوبات كثيرة في الإدراك الدراسي، كما يتعود على الانسحاب من مجالس الأصدقاء والأقارب.
  • يبدأ المريض تدريجيًّا في إهمال مظهره الخارجي.

مضاعفات إدمان المخدرات

هناك العديد من المضاعفات التي تحدث بسبب المماطلة في اللجوء للعلاج من إدمان أي مادة مخدرة، ومن أهم هذه المضاعفات ما يأتي:

  • دخول المريض في نوبات من الصرع والتشنجات التي قد تكون مميتة في بعض الأحيان.
  • تأثُّر الذاكرة بالسلب مع مرور الوقت لدرجة قد تصل إلى فقدان الذاكرة في بعض الأوقات.
  • حدوث درجات متفاوتة من التلف لخلايا الدماغ التي ليس لديها القدرة على التجدد.
  • معاناة المريض من حالات سوء التغذية والجفاف وما يترتب عليهما من أضرار ومضاعفات أخرى أكثر خطورة.

علاج إدمان المخدرات

إن إدمان المخدرات بمختلف أنواعها عادةً ما يمر علاجه بمرحلتين مهمتين كالآتي:

المرحلة الأولى (العلاج بالسحب)

هي أول مراحل علاج إدمانالمخدرات بطريقة سليمة، وتهدف بشكل رئيسي إلى تصفية الجسم ممّا به من سموم لهذه المادة.

  • يُطلق على هذه المرحلة اسم «العلاج بالسحب»؛ حيث تعتمد على منع المريض من تناول المخدِّر وسحبه من جسمه.
  • من أهم مزايا هذه المرحلة أنها تتم بناءً على أسس علمية سليمة؛ تفاديًا للإضرار بالمريض الذي اعتاد جسمه على المخدِّر.
  • من الممكن أن يتم العلاج بالسحب في عيادة خارجية أو في مستشفى متخصص؛ وذلك وفقًا لدرجة صعوبة الحالة.
  • تتم هذه المرحلة العلاجية في بعض المخدِّرات عن طريق تقليل الجرعة المتناوَلة، وفي أنواع أخرى يتم استبدال هذه المادة بمادة أخرى تساعد في التخلص منها.

في هذه المرحلة، من الممكن أن يلجأ الطبيب لإعطاء المريض بعض الأدوية التي تساعد في إتمام العلاج. وعادةً ما تهدف هذه الأدوية إلى:

  • مساعَدة جسم المريض في التخلص ممّا يحتويه من المادة المخدِّرة.
  • مساعَدة المريض على التخلص من الرغبة الشديدة تجاه تعاطي أنواع معينة من المخدرات.
  • محاوَلة استعادة التوازن الطبيعي للمواد الكيميائية الموجودة بالدماغ والذي ساهمت المخدرات في الإخلال به لتأدية وظائفها.

المرحلة الثانية

هي مرحلة مهمة من مراحل علاجإدمانالمخدرات، وتُسمى بمرحلة «العلاج السلوكي المعرفي».

  • إن العلاج السلوكي المعرفي من الوسائل النفسية الفعالة في العلاج، ولا يقوم بها إلا متخصصٌ في علم النفس أو الطب النفسي.
  • يتم في هذه المرحلة تهيئة المريض لكي يتمكن من التأقلم بدرجة كبيرة مع المعيشة بدون المادة التي اعتاد تناولها، فالمريض قد يلاحِظ في بعض الأحيان أن لديه رغبةً في تناول جرعة من هذه المادة المخدِّرة.
  • من أهم مزايا هذه المرحلة أنها تمدّ المريض بأكثر من استراتيجية تساعده في تنظيم حياته وتجنُّب الانتكاس، كما أن الطبيب لا يقتصر على ذلك فقط؛ بل يوضح للمريض الوسائل المختلفة للتعامل مع الانتكاس في حالة حدوثه.
  • لا يغفل الطبيب في هذه المرحلة عن تضمين الأسرة بمختلف أفرادها في المساعَدة في دعم المريض حتى التأقلم.

علاج إدمان المخدرات في المنزل

على الرغم من وجود احتمالية لعلاج إدمان المواد المخدِّرة بالمنزل، إلا إن ذلك من الأشياء التي يجب تجنُّبها قدر الإمكان.

إن محاوَلة علاج مثل هذه المشكلات في المنزل لا يمثل خطرًا على المريض وحده؛ بل على المحيطين به أيضًا.

العوامل التي لا تجعل من علاج إدمان المخدرات في المنزل أمرًا يسيرًا بل صعبًا جدًا هي:

  • صعوبة التوقف عن الإدمان دون وجود أعراض انسحابية، وتقل حِدّة مثل هذه الأعراض عندما يتم العلاج وفق أسس طبية سليمة وتحت إشراف أطباء متخصصين.
  • أثناء فترة العلاج، يصدر من المريض العديد من التصرفات الصعبة التي تمثل خطرًا عليه وعلى المحيطين به.
  • المحيطون بالمريض ليسوا مؤهَّلين للتعامل مع الظروف المختلفة التي يقع فيها المريض أثناء فترة العلاج.
  • إذا تمكَّن المريضُ من التوقف عن الإدمان، لن يكون مؤهَّلاً للانخراط بالمجتمع بعد خلو جسمه من المادة الكيميائية التي كانت متحكمةً في عقله.
  • إذا تمكَّن المريضُ من التوقف عن الإدمان، لن تكون لديه استراتيجيات مناسِبة لمقاوَمة حدوث الانتكاس.

متى أزور الطبيب؟

من المعروف دائمًا أن تعجيل علاج إدمان المخدرات يأتي بنتائج أفضل من تأخيره؛ لذا يجب عليك أن تلجأ للطبيب في الحالات الآتية:

  • إذا شعرت أنك لا تستطيع أن تتوقف عن تناول مادة كيميائية معينة.
  • في حالة إذا وجدت نفسك عاجزًا عن إيقاف تناول مادة كيميائية على الرغم من ملاحَظتك ما تسبّبه لك من أضرار.
  • في حال إذا كان تناوُل مادة معينة يجبرك على التصرف بطريقة غير معتادة.
  • إذا كانت محاولتك لإيقاف تناول مادة معينة تؤدي إلى معاناتك من أعراض صعبة جدًّا.