ما الأمراض التي يمكن معالجتها عن طريق زرع نقي العظم والخلايا الجذعية ؟

 ما الأمراض التي يمكن معالجتها عن طريق زرع نقي العظم والخلايا الجذعية ؟ زرع نقي العظام والخلايا الجذعية إحدى العمليات التي يتم فيها استبدال نخاع العظام الغير صالح، ويحقن بدلًا منه خلايا جذعية، ونقي العظام أو بمصطلح آخر “نخاع العظام” عبارة عن نسيج صلب بعض الشيء يتواجد داخل العظام الطويلة.

وظيفة نقي العظام تتمثل في تكوين الدم لدى الكائنات الثديية والطيور، حيث ينتج ما يقارب نصف تريليون خلية دم بشكل يومي، ويشكل نقى العظام ما يقارب 4% من الوزن الكلي للجسم، وعملية زرع نقي العظام والخلايا الجذعية تُستخدم لمعالجة عديد من الأمراض الخطيرة التي سوف نتناول تفصيلًا في السطور القادمة.  

ما الأمراض التي يمكن معالجتها عن طريق زرع نقى العظام والخلايا الجذعية؟

يوجد مجموعة من الأمراض التي يمكن أن تحقق استفادة علاجية من زرع نقى العظام والخلايا الجذعية، وسوف نلقى الضوء عليها فيما يلي:

اللوكيميا:

واللوكيميا وسرطان الدم عبارة عن  سرطان خبيث يصيب الدم، حيث تزداد كريات الدم البيضاء التالفة في الجسم.

يمكن تشخيص ذلك المرض؛ من خلال فحوصات الدم، وتحليل أنسجة العظام، وتعتبر الظروف البيئية الغير صحية والعوامل الوراثية من بين أشهر الأسباب التي تسبب ذلك المرض، ويعد سرطان الدم في مقدمة الأمراض التي يمكن معالجتها عن طريق زرع نقى العظام والخلايا الجذعية.

فقر الدم اللاتنسجي:

يُصنف فقر الدم اللاتنسجي من بين الأمراض النادرة، حيث يُحدث ضرر في الخلايا الجذعية المسئولة عن تكوين مركبات الدم، مما يؤدي إلى انخفاض في الكميات المنتجة من الهيموجلوبين وكرات الدم البيضاء والصفيحات التي تساعد في عملية التخثر.

فقر الدم اللاتنسجي له ثلاث أنواع هي: 

خلل التقرن الخلقي، ومتلازمة شواخمن/دايموند، ومتلازمة فانكوني.

وتتمثل أعراض ذلك المرض في: 

ارتفاع معدل ضربات القلب، وضيق في التنفس، وشحوب الجلد، ونزيف اللثة والأنف، وسهولة الإصابة بالعدوى، والدوخة، والطفح الجلدي، والكدمات من أقل تصادم.

من أسباب الإصابة  بفقر الدم اللاتنسجي:

 التعرض لمواد كيميائية سامة أو العلاج بالأشعة لفترة طويلة، أو كدواعي سلبية لتناول بعض الأدوية، أو العدوى بالفيروسات المناعية، أو الإصابة بأحد أمراض المناعة مثل الذئبة الحمامية.

يتم تشخيص فقر الدم اللاتنسجي عن طريق تحاليل الدم، أو فحص خزعة من نقى العظام، وتشير التقارير إلى أن عملية زرع نقي العظام والخلايا الجذعية تساعد على تحقيق الشفاء بنسبة تتراوح بين 80-90% في الحالات المصابة بذلك المرض.

اعتلال الهيموجلوبين:

وهو أحد الأمراض الجينية التي تحدث بسبب شذوذ في تكوين الهيموجلوبين، والسبب في ذلك العوامل الوراثية، وذلك المرض منتشر في جنوب شرق آسيا وأفريقيا، حيث يصاب 60% من الأفارقة بذلك المرض من جملة المصابين على مستوى العالم.

تختلف الأعراض التي ترتبط بمرض اعتلال الهيموجلوبين من شخص لآخر، ومن بين ذلك:

مشاكل في النمو، والتعب والضعف، وشحوب الجلد، وتكون حصوات المرارة، واليرقان، وتضخم الطحال، والالتهابات، وضيق التنفس، ويستهدف علاج اعتلال الهيموجلوبين عبر زرع الخلايا الجذعية للنخاع  الحد من المضاعفات وتخفيض مستوى الألم.

نقص المناعة:

يوجد كثير عدد كبير من الأمراض المتسببة في نقص مناعة الجسم، ومن بين ذلك:

  • الايدز: يشكل فيروس الإيدز خطرًا كبيرًا على حياة الإنسان، وينتقل عن طريق ممارسة الجسم مع أحد المصابين، أو عن طريق نقل الدم، أو عن طريق الأم لجنينها، وفي تلك الحالة يصبح الجسم هزيل ولا يقوى على مقاومة الأمراض بمرور الوقت.
  • الحساسية: يُقصد بالحساسية ردة الفعل الخاصة بجهاز المناعة تجاه بعض المواد أو الأطعمة، حيث يتم إفراز بروتينات تسبب التهابات ومشاكل في الجسم.
  • العوز المناعي: وهو اضطراب في مناعة الجسم نتيجة الإصابة بعدوى، ويسبب ذلك اضطرابات ومشاكل في الجهاز الهضمي والعصبي والرئتين والقلب، ومن ثم تزيد فرص الإصابة بالبكتيريا والفيروسات والفطريات.
  • الذئبة الحمامية: تتسبب الذئبة الحمامية في مشاكل للأنسجة الضامة بأي عضو في الجسم، وأعراض ذلك تتمثل في : خسارة الوزن، والحمى، والالتهابات.
  • التهاب المفاصل الروماتويدي: يُسبب ذلك المرض التهابات وتورمات المفاصل، كما يمكن أن يصيب بعض المناطق الأخرى من الجسم مثل: القلب والرئتين والعينين.
  • أمراض مناعية أخرى: بخلاف ما سبق ذكرهم فهناك أمراض مناعية أخرى؛ مثل: التهاب القولون التقرحي، والسكر من النوع الأول، وتصلب الجلد، والتصلب المتعدد، ومرض غريفز، وذئبة التهاب الكلى.
  • من بين مضاعفات نقص المناعة المتقدمة تلف نقي العظام، ومن ثم الفشل في إنتاج كرات الدم،
  • ويمكن معالجة ذلك عن طريق عملية زرع نقي العظم والخلايا الجذعية.

ضمور الغدة الكظرية وبيضاء الدماغ:

ويعتبر مرض ضمور الغدة الكظرية وبيضاء الدماغ  من بين الأمراض النادرة، ويحدث نتيجة للعوامل الوراثية، ويترتب على ذلك خلل بالغدة الكظرية مع فقدان في طبقة المايلين التي تحيط بالخلايا العصبية في دماغ الإنسان.

وتشير التقارير الطبية إلى أن ذلك المرض يصاب به شخص من بين مليون، وفئة الطفولة والمراهقة هي أكثر الفئات المعرضة للإصابة.

من أبرز أعراض ذلك المرض عدم القدرة على النطق بشكل صحيح، ومشاكل في التناسق الحركي والعصبي، وشلل في  الجزء السفلي من الجسم، وانعدام الرؤية، و صعوبات في البلع، وتضخم الكبد، وتعب مستمر وإرهاق.

فشل نقى العظمي:

يعد فشل نقي العظام أو فشل النخاع العظمي من بين الأمراض التي تُعالج عن طريق عملية زراعة الخلايا الجذعية، ويتسبب ذلك المرض في نقص قدرة النخاع على إنتاج جميع أنواع خلايا الدم، وفقدان الأسنان، وتأخر في النمو، وتقصف الأظافر، ويسبب ذلك الالتهابات، والإرهاق، وسهولة حدوث النزيف، وقصر القامة، وانخفاض مستوى الطاقة، والشق الخلقي، وقد يحدث ذلك نتيجة للعوامل الوراثية أو المكتسبة.

يتم تشخيص مرض فشل نقي العظام عن طريق الفحوصات الجينية، وتحليل خزعة من نقي العظام، والفحص الجسدي، وتحليل الدم.

عيوب الأيض الخلقية:

وعيوب الأيض الخلقية عبارة عن مرض وراثي ينتقل عن طريق الأبوين إلى أطفالهم، ومن بين أعراض ذلك المرض: ارتفاع الضغط، وتركز الدهون والسمنة في منطقة البطن، نتيجة لاضطرابات في التمثيل الغذائي بالنسبة للكولسترول الرديء، ويحدث مقاومة أو ممانعة لضخ الدم من القلب.

مع مرور الوقت قد يحدث فشل لعضلة القلب، وكذلك يمكن أن تحدث إصابة بداء السكر من النوع الثاني، ومع استمرار المضاعفات تحدث مشاكل في نخاع العظام، ويمكن اللجوء في تلك الحالة إلى زرع نقي العظام والخلايا الجذعية.

متلازمة بويم:

تُسبب متلازمة بويم اضطرابات خطيرة في الأعصاب، وذلك يؤثر على مختلف أعضاء الجسم، ومن بين الأعراض تضخم العقد الليمفية، وتضخم الكبد و الطحال، و الإرهاق، والسكر، وقصور الغدة الدرقية، و تغيرات لون الجلد.

وتحدث الإصابة بتلك المتلازمة لسبب مبهم مبهم، ومن مضاعفاتها تلف نقى العظام، وأحد الحلول العلاجية يتمثل في زرع نقي العظام والخلايا الجذعية.

الورم الأرومي العصبي:

يعد الورم الأرومي العصبية من بين نوعيات السرطان الخطيرة، ويصيب جهاز الأعصاب الودي، والذي يوجد في جانبي العمود الفقري والغدة الكظرية، وتحدث الإصابة أثناء تكون الجنين، ومع تطور المرض يصاب نقى العظام أو الكبد أو الجلد أو العقد الليمفاوية، وفي بعض الأحيان لا يتطلب الأمر علاج ويختفي المرض.

من أبرز أعراض الورم الأرومي العصبي، آلام العظام، وخسارة الوزن، والشبع وعدم القدرة على تناول الأطعمة، ومشاكل التنفس، ونزيف حول العينين، والشعور بتصلب في البطن.

تحدث الإصابة بالورم الأرومي العصبي نتيجة لعوامل وراثية تُسبب طفرات جينية شاذة في الخلايا، ويؤدي ذلك إلى كثير من المضاعفات، ومن أبرزها الضغط على النخاع ألشوكي، ويمكن أن ينتقل الورم السرطاني إلى أماكن أخرى بالجسم.

يُمكن تشخيص المرض عن طريق تحاليل البول والدم، أو فحص خزعة من الأنسجة، أو عن طريق الأشعة المقطعية، كذلك الموجات فوق الصوتية، وأخيرًا أشعة الرنين المغناطيسي كما يمكن معالجة المرض عن طريق التدخل الجراحي واستئصال الورم، أو باستخدام العلاج الإشعاعي والكيميائي، أو زراعة نخاع العظام.

داء هودجكين:

يعتبر داء هودجكين أو لمفوما هودجكين من بين نوعيات الأورام اللمفاوية، ويصيب كرات الدم البيضاء، وسمي ذلك المرض بذلك الاسم نسبة إلى الطبيب “توماس هودجكين”، والذي يعد أول من قام بتوصيف ذلك المرض في سنة 1832م.

من أبرز أعراض داء هودجكين: التعب المستمر، والحكة، وفقدان الشهية، والتعرق، والفقدان الغير مبرر للوزن، والحمى.

تختلف طريقة علاج ذلك المرض وفقًا لحالة المريض، والمرحلة التي يمر بها، ويستخدم العلاج الكيميائي، وكذلك زرع نخاع العظام في التخلص من مضاعفات المرض.

الورم النقوي المتعدد:

يصنف الورم النقوي المتعدد كأحد أنواع الأورام الخبيثة، حيث يتسبب في انقسام لبلازما الدم بصورة غير طبيعية، وهو مرض نادر الحدوث، وتبلغ نسبة الإصابة به 10% بين أنواع سرطانات الدم الأخرى، ويصاب به 40 ألف مريض في دول الغرب كل عام، والفئات التي تجاوزت سن الستين من عمرهم يتعرضون للإصابة بصورة أكبر عن غيرهم، ولكن هناك حالات إصابة أصغر سنًا سجلت بهذا المرض بنسبة أقل.

غالًبًا لا تظهر أية أعراض في مراحل الإصابة المبكرة بذلك المرض، وكثير من الحالات يتم اكتشافها عن طريق الفحوصات الدورية، وتتمثل الأعراض في: الضعف التعب، وألم العظام المستمر، والشعور بالعطش الدائم، وتنميل الأطراف، والنزيف، والكدمات، وخسارة الوزن بشكل غير طبيعي، والإمساك، واضطرابات الجهاز الهضمي، والتبول بشكل متكرر.

يوجد عوامل تجعل هناك فرصة للإصابة بذلك المرض مثل: التعرض للمواد الكيميائية السامة، أو المواد المشعة، والسمنة المفرطة، والسجل العائلي، والإصابة السابقة بذلك المرض، والتقدم في العمر، الأعراق السمراء معرضة بصورة أكبر.

يمكن تشخيص حالات الإصابة بالورم النقوي المتعدد عن طريق: تحاليل الدم، أو التصوير بالأشعة، أو تحليل البول، أو فحص نسيج نخاع العظام، ويتسبب ذلك المرض في تلف الكلى، ومشاكل في الدم، وفي مراحل متقدمة تلف الخلايا الجذعية بالعظام.

يوجد وسائل مختلفة لعلاج المرض ومن بينها: العلاج الدوائي بالستيرويدات القشرية، والعلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي، ويمكن اللجوء لعملية زرع نقي العظام والخلايا الجذعية.

اللمفومة اللاهودجكينية:

هي عبارة عن ورم خبيث يؤثر على الجهاز الليمفاوي، ويصاب بها فئة الرجال عن النساء، وفئة كبار السن هم المعرضون للإصابة بصورة أكبر عن الفئات العمرية الصغيرة.

يوجد نوعان من اللمفومة اللاهودجكينية وهما: اللمفومة الشديدة واللمفوما المعتدلة، والأخيرة تنقسم إلى لمفومة المنطقة الهامشية، واللمفوما الجريبية، أعراض ذلك المرض تتمثل في: الضعف، وخسارة الوزن، والقشعريرة، وتضخم الغدد الليمفاوية، وضيق التنفس، وانتفاخ البطن.

يحدث ذلك المرض نتيجة للإصابة بأحد أمراض نقص المناعة، أو تناول أدوية تؤثر على مناعة الجسم، أو نتيجة للعوامل الوراثية، أو التعرض لمواد كيميائية سامة.

يتم تشخيص المرض من خلال اختبارات الدم والبول، والتصوير بالأشعة المقطعية، أو الرنين المغناطيسي، أو استخدام الموجات فوق الصوتية، أو أخذ خزعة من نسيج العظام وفحصها.

يتسبب ذلك المرض في حدوث مشاكل في نخاع العظام، مع إمكانية الإصابة بأي عدوى، نتيجة لضعف المناعة، ويمكن معالجته بخيارات مختلفة على حسب حالة المريض، ومن بين ذلك: العلاج الدوائي، أو الكيميائي، أو الإشعاعي، أو الإنترفيرون، أو زرع نقي العظام والخلايا الجذعية.

اضطرابات الخلايا البلازمية:

يعتبر مرض اضطرابات الخلايا البلازمية أو اعتلال الخلايا البلازمية أحد صنوف الأمراض السرطانية، وهو مرض غير شائع، ويحدث نتيجة لتكاثر خلايا البلازما بشكل شاذة.

أعراض اضطرابات الخلايا البلازمية تتمثل في: ضعف العظام والعضلات، وظهور الكدمات في الجسم، ونبض القلب السريع، وضيق التنفس، وصعوبة التركيز نتيجة لنقص الأكسجين في الدماغ، وخسارة الوزن، ويمكن معالجة ذلك بكثير من البدائل، ومن ضمنها زرع نقي العظام والخلايا الجذعية.