زراعة القرنية

يحتاج الإنسان إلى زراعة القرنية عندما تُصاب قرنية عينه بالتلف، فالقرنية من أجزاء العين المهمة، فهي تعمل على انكسار الضوء الداخل إلى العين حتى تحدث الرؤية، وتقوم بحماية جميع أجزاء العين الداخلية من الأتربة والميكروبات، وكذلك حمايتها من الأشعَّة الضارة التي تنفذ للعين عن طريق الشمس، ومن المُمكن أن تؤدي إلى هلاكها، فعندما يُصاب الإنسان بأي من أمراض القرنية كالالتهابات أو التَّعرُّض للمواد الكيماوية، أو الإصابة بضمور واضطرابات القرنية يتعرض المريض للمشاكل البصرية وتصعب الرؤية، ولا ينجح معه أي أنواع العلاجات، فيلجأ في هذه الحالة إلى عملية زراعة القرنية حتى يستطيع مواصلة حياته.

نصائح بعد زراعة القرنية

حتى يتمكن المريض من التعافي بسُرعة والعودة إلى حياته الطبيعية يجب عليه بعد إتمام زراعة القرنية الالتزام ببعض الإرشادات، ومنها:

  • الاستمرار في استخدام القطرات المرطبة للعين إلى أن يلتئم الجرح.
  • عدم الاقتراب من العين، سواء بالضغط عليها أو الاحتكاك.
  • الابتعاد عن ألعاب القوى لمن يقومون بمُمارستها حتى الشفاء التام.
  • الاهتمام بالتغذية البدنية بشكل سليم.

تحسن النظر بعد زراعة القرنية

بعد عملية زراعة القرنية يقوم الطبيب بإعطاء المريض قطرات المضاد الحيوي والكورتيزون، ومن المُمكن أن يطلب منه وضع عدسات لاصقة لمدة 3: 5 أيام، ويتمكن المريض من إزالتها بعد شفاء نسيج العين، وفي خلال هذه المدة قد يشعر المريض بوخز في العين أو الحساسية تجاه الضوء، والشعور بإعتام بسيط في الرؤية، ولكن هذا ينتهي في خلال أسبوعين إلى شهر أو شهرين كحد أقصى، وتعتبر هذه المرحلة الأولى لتحسن المريض، أما المرحلة الثانية تمتد إلى ست أشهر، وقد تصل إلى 12 شهرًا للتأكد التام من نجاح العملية، وقد يشعر المريض في خلال هذه المدة بوجود ضبابية في الرؤية، وهذا الأمر ليس مُقلقًا، ولكن ترجع هذه الضبابية إلى تكوين الجسم لروابط جديدة مع الجزء الجديد، وهذا يدل على نجاح العملية وتحسن المريض.

بعد التعافي من العملية سيقوم الطبيب ببعض التعديلات التي تُساعد في تحسن النظر، مثل:

  • قد تسبب الغُرز التي تقوم بتثبيت القرنية الجديدة في حدوث انخفاضات ونتوءات في القرنية مما يُسبِّب تشوُّشًا في الرؤية، ويُمكن للطبيب إصلاح ذلك عن طريق شد بعض الغُرز وفك أخرى.
  • ويُمكن للطبيب أيضًا تصحيح مشكلات انكسار الأشعة كقصر وبُعد النظر، باستخدام النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة، وفي بعض الأحيان قد تتطلَّب إجراء جراحة للعين بالليزر.

مدة عملية زراعة القرنية

تُعتبر عملية زراعة القرنية من عمليات اليوم الواحد، تتم هذه العملية بعد إعطاء المريض مخدرًا كليًا أو موضعيًا، وإن كان المريض يتناول أي من أنواع الأدوية فيجب عليه إخبار الطبيب والتوقف عنها، والصوم لمدة 8 ساعات قبل العملية، وتستغرق عملية زراعة القرنية نحو ساعة أو ساعتين حسب نوع العملية الجراحية، ويُمكن للمريض الانتقال إلى المنزل في اليوم التالي.

ما بعد زراعة القرنية

  • يتلقى المريض بعد زراعة القرنية بعض الأدوية التي يجب عليه تناولها والالتزام بها، سواء عن طريق الفم أو العين، وذلك خلال فترة السيطرة على العدوى والشعور بالألم والتورم.
  • يُفضَّل ارتداء عصابة العين حتى فترة الشفاء، حيث إنها تعمل على حماية العين من التَّعرُّض للأتربة والأشعة الضارة.
  • التوازن في العودة إلى الحياة الطبيعية وعمل الأنشطة، لأن هذا من المُمكن أن يسبب إجهادًا للعين، وكذلك مُمارسة التمارين الرياضية، لذا يجب وضع خطة للسير عليها حتى يتجنب المريض حدوث أي مضاعفات.
  • المتابعة الطبية مع الطبيب الذي أجرى العملية، وإعادة الفحوصات كل فترة، وخاصة في السنة الأولى للعملية للتأكد من نجاح العملية.
  • ويُمكن للمريض تناول بعض المسكنات حسب الحاجة، وتحت إشراف الطبيب، ويتم إخراج الغُرز والقطب بعد مرور عدَّة أشهر.

أسباب زراعة القرنية

تُصاب العين ببعض المشكلات التي تجعل من الضروري إجراء عملية زراعة القرنية، وذلك بسبب تلف قرنية العين المصابة ووجوب استبدالها بأخرى جديدة، بعد إصابتها بأمراض أو أضرار دائمة لا يُمكن علاجها، مثل:

القرنية المخروطية

تُسبِّب القرنية المخروطية إضعافًا للعين وتُغيِّر شكلها فتُصبح مُستديرة بدلًا من شكل القُبَّة، مما يُصيب الإنسان بالأرق وعدم الراحة، ويُصيب هذا المرض من 1 من كل 3000 إلى 1 من كل 10000 شخص، ولا يُوجد سبب دقيق أو واضح لهذه الحالة حتى الآن، ومن المُمكن أن ترجع إلى العوامل الوراثية، وينتشر هذا المرض لدي الأشخاص الذين يُعانون من حالات الحساسية مثل الإكزيما، والربو، وتُعتبر هذه الحالة واحدة من أشهر الحالات الذين يقومون بزراعة القرنية، ولكن ليس جميع الحالات تقوم بإجراء العملية فهناك الحالات الخفيفة التي من الممكن السيطرة عليها والتحكم فيها باستخدام النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة، وتجري العملية في الحالات الخطيرة فقط.

الظروف التنكسية

قد تكون الطبقات الداخلية للقرنية لا تقوم بوظيفتها بالشكل المطلوب، وعلى المدى البعيد من المُمكن أن تسبب مشاكل للعين وحدوث اضطرابات للعين مثل ضمور فوكس، فتبدأ خلايا العين في التضاؤل، فبدلًا من أن تقوم بإزالة سوائل العين تسمح بتراكمها بالداخل، مما يتسبب في ضبابية الرؤية.

جراحات العين

قد تتسبَّب الجراحات السَّابقة في العين كزراعة القرنية، أو غيرها من العمليات الجراحية التي تُجرى للعين من إنهاك القرنية وإتلافها.

وهناك كثير من الأسباب الأخرى وأمراض مستجدات العصر التي تتلف أنسجة القرنية وتُعرّضها للالتهاب، ومن أشهر هذه الأسباب ما يلي:

  • حدوث أي خدش في سطح القرنية بأي جسم فإنه يؤدي إلى التهاب القرنية غير المُعدي، وقد تتسبَّب الإصابة في دخول كائنات مجهرية إلى داخل القرنية فيتحول إلى التهاب مُعدٍ.
  • الاستخدام المُفرط للعدسات اللاصقة مما يتسبب في تكون البكتيريا والطفيليات والفطريات، وخاصة الشوكميبة الطفيلية، سواء على سطح العدسات أو داخل الحافظة الخاصَّة بها.
  • تعرُّض العين للفيروسات مثل فيروس هربس، سواء البسيط، أو النطاقي الذي يسبب التهاب العين.
  • انتقال البكتيريا والملوثات إلى العين عن طريق الماء، ولكن لا يحدث هذا لكل الناس إنما يحدث لأصحاب القرنية المتضررة أو المصابة، أما القرنيات السليمة فيندر حدوث ذلك جدًا.

تتم العملية في بعض الحالات الأخرى، مثل:

  • ترقيق القرنية.
  • تندُّب القرنية نتيجة العدوي.
  • تغيُّم القرنية.
  • تورُّم القرنية.
  • قُرح القرنية.

أضرار زراعة القرنية

تُعتبر الحاجة إلى إجراء زراعة القرنية نسبية لما بها من بعض المخاطر، مثل تلوث الشق الجراحي، ولكن يسهل مُعالجة هذا، حيث يكون بشكل سطحي، وفي بعض الحالات قد يصل هذا التلوث إلى معدل الخطورة مما يضطر الطبيب إلى فتح الشق مرة أخرى لتنظيفه.

حدوث نزف بسبب تمزق أحد الأوعية الدموية داخل العين نتيجة لضرر موضعي يصيب العين.

وقد تحدث بعض المضاعفات الناتجة عن التخدير، وخاصة لدى المرضى الذين يعانون من حساسيات تجاه أدوية التخدير من المُمكن أن يصل في بعض الأحيان إلى هبوط في ضغط الدم.

توجد مضاعفات أخرى، مثل:

  • التهاب العين.
  • زيادة حدوث إعتام للعين.
  • زيادة المياه الزرقاء مما يزيد من الضغط على العين.
  • الغُرز التي تستخدم في تثبيت القرنية.
  • حدوث تورُّم للعين.
  • رفض العين للقرنية الجديدة.

تُعد عملية رفض القرنية من أخطر المضاعفات التي تتعرض لها العملية، ففي بعض الحالات قد يُهاجم الجهاز المناعي القرنية الجديدة، وفي بعض الحالات يُمكن السيطرة على ذلك بالعلاج، ولكن قد تتضاعف أحيات أخرى وتحتاج إلى زراعة قرنية أخرى.

تتبين أعراض رفض القرنية كالتالي:

  • احمرار العين.
  • الحساسية تجاه الضوء.
  • الشعور بالألم.
  • فقدان الرؤية.

وحدوث الرفض لا يحدث في حالات كثيرة، بل يتعرض له نحو 10% من حالات زراعة القرنية.

زراعة القرنية الجزئية

تتكوَّن قرنية العين من خمس طبقات من الأنسجة الرئيسية وهم:

  • الظهارة وهي الطبقة الخارجية.
  • طبقة بومان وهي التي تقع خلف الظهارة مباشرة.
  • السدي وهي الطبقة السميكة خلف ألبومان وهي التي تعطي للعين القوة حيث تحتوي على الكولاجين.
  • غشاء ديسميت وهو الطبقة التي تحمي الهياكل الداخلية للعين.
  • البطانة وهي تقوم بحفظ توازن السوائل للحفاظ على شفافيتها.

ففي بعض الحالات قد تتعرض الطبقة الأمامية والمتوسطة للقرنية بالتلف، فعند إجراء عملية زراعة القرنية تكون لهذه الأجزاء فقط لا للقرنية بأكملها، ويتم الاحتفاظ بطبقة البطانة والطبقة الخلفية على وضعهم.

وفي هذا النوع من العمليات تكون مدة الشفاء أسرع من زراعة القرنية الكلية، حيت تصل إلى عدَّة أسابيع أو أشهر في حالة الالتزام بجميع التَّعليمات.

وفي الغالب تستخدم هذه العملية لعلاج انتفاخ العين أو القرنية المخروطية، وتُعرف باسم القرنية العميقة الأمامية Dalk، وهي عبارة عن نوعين:

زراعة القرنية الجزئي Dsaek

يتم إجراء هذا النوع عندما تكون البطانة وغشاء ديسميت المسؤولان عن مشاكل الرؤية، وحدوث مشاكل مثل الخلل الوظيفي أو مرض بطانة الأوعية الدموية وحدوث الالتهابات أو الاضطرابات وبعض الأمراض الوراثية مثل ضمور القرنية.

زراعة القرنية الجزئي DMEK

وهي من العمليات الأقل شيوعًا، حيث تتم فيها إزالة أقل كمية من البطانة وغشاء ديسميت واستبدالها بأنسجة مانحة.

مخاطر عملية زراعة القرنية الجزئية

يحدث بها بعض المضاعفات كغيرها من العمليات لذا يحب الالتزام بجميع تعليمات الطبيب، حتى لا تقوم العين برفض الجزء المزروع والاضطرار إلى إجراء العملية مرة أخرى.