جراحة اليد والأطراف العلوية

تصنف جراحة اليد والأطراف العلوية “Hand and upper extremity surgery” بين فروع جراحة الكسور والعظام، و تنصب على معالجة الإصابات والأمراض التي تلحق بالمنطقة من أصابع اليد وحتى مفصل الكتف. وبالطبع فإنه كلما كان هناك تخصصية في الجراحة كان ذلك أفضل من حيث التشخيص والعلاج. وبما يساعد على تخطي الكثير من السلبيات التي تحدث في تلك الأجزاء المهمة من الجسم. وخاصة في ظل أن اليدين والأطراف العلوية هي أكثر الأجزاء استخدامًا في الجهاز الحركي للجسم.  

نبذة تاريخية عن جراحة اليد والأطراف العلوية

بدأ الاهتمام بجراحة اليد والأطراف العلوية في نهاية النصف الأول من القرن العشرين. وذلك مع احتدام الصراع بين دول الحلفاء والمحور في الحرب العالمية الثانية، وإصابة عشرات الآلاف من الجنود لدى طرفي النزاع.

قام “ستيرلينج بانل” بتأسيس تسعة مراكز لجراحة اليد في الثكنات العسكرية الأمريكية، وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية بهزيمة دول المحور تم تأسيس الجمعية الأمريكية لجراحة اليد “American Society for Surgery of the Hand”. والتي تسمى برمز مختصر “ASSH”، وذلك في عام 1946م، وغرضها تأصيل المعارف المرتبطة بذلك النوع من الجراحات.

ما طبيعة الإصابات والأمراض التي يمكن معالجتها من خلال جراحة اليد والأطراف العلوية؟

 يوجد الكثير من المهام التي تقع على عاتق الطبيب المتخصص في جراحة اليد والأطراف العلوية، وسوف نفصلها في الفقرات التالية:

إصابة أربطة اليد والمعصم

  • الأربطة تتمثل في شرائط نسيجية تعمل على الربط بين العظام، وبما يساعد في دعم حركة المفاصل. حيث يمكنها أن تتمدد لتوائم الحركة، غير أنه في حالة التمدد بشكل مفرط فإن ذلك قد يتسبب في تلف وتمزق الأربطة. ويجعل من المفاصل غير مستقرة وضعيفة.
  • يمكن بسهولة أن يتعرض المعصمين واليدين للإصابة نتيجة لأن الأربطة صغيرة بتلك المناطق صغيرة، وتختلف طبيعة الإصابات التي يعالجها طبيب جراحة اليد والأطراف العلوية على حسب كل حالة. والتي تتفاوت بين إصابة من الدرجة الأولى والثاني والثالثة.
  • تحدث تلك النوعية من الإصابات نتيجة لعدة أسباب. مثل: ممارسة الرياضة العنيفة، أو السقوط على اليد والمعصمين، أو بسبب امتهان بعض الأعمال التي تتطلب مجهود بدني كبير.  

التهاب أوتار اليد

  • يؤدي التهاب أوتار اليد إلى الشعور بالألم والحرقان، ويحدث ذلك نتيجة التهابات وتورم في المادة التي تحيط بأوتار اليد. وبما يُصعب من القدرة على الحركة والتحكم، ويوجد في اليد مجموعة مُختلفة من الأوتار. ويتباين مكان الألم على حسب طبيعة الإصابة فقد يكون في المرفق أو الذراع أو الكتف أو الإبهام.
  • من أبرز أعراض التهاب أوتار اليد: وجود ضعف في حركة المعصم مع ألم يبدأ بصورة خفيفة ويزداد في حدته. وكذلك وجود التهاب مع الشعور باحمرار ودفء في منطقة الإصابة.
  • تتنوع طرق علاج التهاب أوتار اليد على حسب حالة المريض: حيث يمكن استخدام جبيرة للحد من حركة اليد لحين التعافي، أو الحقن باستخدام مضادات الالتهابات الستيرويدية، أو إجراء جراحة اليد.

كسور أصابع اليد

  • تُعتبر أصابع اليدين أكثر الأجزاء عرضة للكسر بتلك المنطقة. وبمجرد حدوث الكسر يشعر الفرد بألم بين متوسط وشديد، ويزداد عند محاولة تحريك الأصبع. كما يحدث تورم وتصلب بشكل ظاهر للعيان، ويمكن أن يكون هناك إصابة في الأصابع المجاورة، وكذلك يحدث تلون في شكل الأظافر الخاصة بـ الإصبع المصاب وما يجاوره مع خدر وتنميل.
  • يمكن علاج كسور الأعصاب عن طريق إعادة وضع الإصبع لمكانة الصحيح، ولفه بجبيرة بهدف تثبيته بهيئة مستقيمة، ويكون ذلك لمدة تتراوح بين ثلاثة أسابيع وشهر. وفي بعض الحالات فإن ذلك يلزم تدخل من الطبيب المتخصص في جراحة اليد والأطراف العلوية، حيث يقوم بتثبيت الأصبع عن طريق الأسلاك والمسامير. 

تشوهات اليد الخلقية

توجد نوعيات مختلفة من تشوهات اليد الخلقية أو الوليدية، ومن بين ذلك:

  • عدم اكتمال نمو أو فقدان أحد الأصابع في اليد، و انحناء الأصابع، وتشوهات المعصم، وكذلك حنف اليد، واليد الفلحاء، والأصابع الوتراء، والأصابع الإضافية، و الأصابع الملتصقة.
  • تتطلب تشوهات اليد الخلقية تدخل من جانب طبيب جراحة اليد والأطراف العلوية؛ من أجل إعادة البناء والتخلص من التشوهات، ومن ثم استعادة الهيئة الطبيعية.

العصب المنضغط في اليد

  • الأعصاب عبارة عن مجموعة شعيرات متشابكة ودقيقة من حيث الحجم، وتنصب وظيفتها على نقل الإشارات بين الجهاز العصبي وغيره من الأعضاء، ويعتبر العصب الرسغي هو المسؤول عن حركة اليد.
  • تحدث الإصابة بالعصب الرسغي نتيجة لنقص فيتامين “ب 1″، أو بسبب تسمم، أو الروماتيزم، أو اضطرابات الغدة الدرقية، أو للعوامل الجينية، أو لفرط النشاط، أو التعرض للجروح والحروق.
  • يمكن علاج العصب المنضغط في اليد عن طريق الأدوية، أو وضع جبيرة لمنع حركة اليد، أو باستخدام الجراحة عن طريق متخصص في جراحة اليد والأطراف العلوية.

الورم الكيسي في اليد

الورم الكيسي أو بمسمى آخر التكيس العقدي من بين الأورام الحميدة التي تصيب اليدين، وتظهر في هيئة كيس بيضاوي أو مستدير قطره لا يتجاوز 2.5 سم. ويكون مملوء بمواد هلامية شديدة اللزوجة، ويشكل الكي سفي منطقة مفاصل اليدين أو الرسغين أو أعلى منطقة الأوتار، وقد يظهر ذلك في الكاحلين والقدمين بنسبة أقل.

يتسم الورم الكيسي بأن ملمسه صلب رغمًا عن امتلائه بسوائل. وكذلك يتسبب في ألم وخاصة عند الضغط عليه، ويمكن أن يتحرك لمسافات قصيرة عن مكان الظهور الأول، كما أنه يتسبب في وخز وخدر.

عوامل الخطر التي تزيد احتمالية الإصابة بالورم الكيسي في اليد

  • في حالة تكرار الإصابة في المفصل فإن ذلك قد يكون سببًأ للإصابة بالورم الكيسي في مراحل مستقبلية.
  • النساء معرضات للإصابة بالورم الكيسي أكثر من الرجال.
  • تزيد احتمالية الإصابة بالورم الكيسي لدى الأفراد في المراحل السنية بين 25-50 عام مقارنة بالفئات الأخرى.
  • التعرض لإصابات سابقة قد يزيد من فرص الإصابة بالورم الكيسي.

علاج الورم التكيسي

يمكن علاج الورم الكيسي في اليد؛ من خلال الشفط بالحقن؛ للتخلص من السوائل. ويمكن الخروج من المركز العلاجي بعد الإجراء مباشرة، غير أن ذلك قد لا يكون مجديًا على المدى الزمني المتوسط والطويل. حيث أثبتت الدراسات أن نسبة كبيرة ممن خضعوا لذلك الإجراء عاد إليهم الورم الكيسي مرة أخرى.

يمكن استخدام الجراحة المفتوحة عن  طريق المنظار في إزالة الورم الكيسي. وتلك الطريقة أكثر جدوى من سابقتها، ويوليها طبيب جراحة اليد والأطراف العلوية الأهمية عن غيرها.

إصابات وأمراض أخرى يمكن تشخيصها ومعالجتها عن طريق جراحة اليد والأطراف العلوية

الأورام السرطانية (الغير حميدة) في اليدين والأطراف العلوية، و مرض دي كويرفين، ومتلازمة الميزاب الزندي، وإصابات الشرايين في مناطق اليدين.

كيف يمكن تشخيص أمراض اليد والأطراف العلوية؟

  • الفحص البدني: يمكن للفحص البدني أو السريري أن يعطي تصور أولي عن مدى إصابة اليد أو الأطراف العلوية. من خلال استخدام الطبيب للضغط على مناطق الإصابات.
  • التصوير المقطعي المحوسب CT: يمكن عن طريق التصوير المقطعي المحوسب أن يكتشف الطبيب الكسور في عظام المعصمين أو الساعدين. ويعتبر ذلك النوع من الأشعة هو الأهم في تشخيص أمراض اليد والأطراف العلوية.
  • استخدام الموجات فوق الصوتية: يساعد استخدام الموجات فوق الصوتية ULTRASOUND في فحص الأنسجة الرخوة أثناء تحريك اليدين والمعصمين. ومن ثم تحديد ما يوجد بها من كسور أو تمزقات.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: يمكن عن طريق التصوير بالرنين المغناطيسي فحص الأنسجة والعظام والعضلات. وبما يساهم في التعرف على طبيعة الكسور والتمزقات في الأربطة.
  • التصوير بالأشعة السينية: يساعد التصوير بالأشعة السينية على تحديد التشوهات والكسور في مفصل اليد أو الكتف.

يُصنف مركز انترناشيونال كلينيك International Clinic كأحد أبرز المراكز العلاجية المُتخصصة، ونوفر خدمات طبية نموذجية فيما يخص تخصص جراحة اليد والأطراف العلوية، يُمكنكم الاستفسار من خلال آليات التواصل بصفحة موقعنا المحورية.