التهابات الزائدة

تحدُث التهابات الزائدة في الأعمار المُختلفة، ولكنَّ بعض الدِّراسات رجَّحت حُدوثها بين سنِّ الحادية عشرة وسن الثلاثين على الغالب. وهذا لا يعني أنها لا تحدُث في أيِّ سن، والتهابات الزائدة تحدُث أيضًا لدى الرجال والنساء، إلا أن حدوثها في الرجال أكثر من النِّساء، بنسبة 2:3، وقد تتشابه أعراضها مع أعراض التهاب القولون.

أين تقع الزائدة الدودية؟

تقع الزائدة الدودية كامتداد للمَعِيِّ الغليظ في الجزء الأيمن السفلي للبطن. لذا عند تشخيص المرض يجب التأكد من عدم وجود التهاب في الفص السفلي للرئة اليُمنى، بإجراء أشعَّة تشخيصية على الصدر.

ووظيفة الزائدة الدودية غير معروفة على جهة الوضوح، لكن يعتقد أن لها دورًا في الجهاز المناعي لجسم الإنسان. وتحدث التهابات الزائدة عادةً عند انسداد التجويف الداخلي لها، مما يسمح بتكون البكتيريا والجراثيم، التي سرعان ما تتكاثر مسببة التهاب الزائدة الدودية الحاد، وتتسرَّب الجراثيم إلى الدم. مما يتسبب في ارتفاع مقلق لدرجة الحرارة، ويصبح الجسم كله في حالة تأهب.

أعراض الإلتهاب

هناك نوعان من التهاب الزائدة الدودية: التهاب الزائدة الدودية الحاد، والتهاب الزائدة الدودية المُزمن. وكلاهما له خطورته؛ فعند تأخر الكشف والتشخيص الجيد لحالة التهاب الزائدة الدودية البسيط. تنتقل الحالة من مجرد التهاب الزائدة الدودية إلى انفجار الزائدة الدودية، وهو ما يؤدي إلى التهاب البطن من الداخل. مما يؤدي إلى:

  • تكون خراجات داخل البطن.
  • قد تُؤدِّي تلك التطورات – إذا لم يتم الإسراع بالتدخل الجراحي – إلى الوفاة.

أما أعراض التهاب الزائدة فهي:

  • يشعر المريض بالغثيان (وهو الرغبة في القيء).
  • يسبب التهاب الزائدة الدودية انتفاخًا في البطن.
  • العَرَض الأشهر وهو ألم في أسفل البطن في اليمين.
  • قد يبدأ الألم من السُّرَّة ثم ينتقل إلى الجانب الأسفل من البطن اليميني.
  • ارتفاع حاد في درجة حرارة المريض.
  • يعاني مرضى التهاب الزائدة الدودية من الإمساك أو الإسهال.
  • القيء.

أعراض التهاب الزائدة الدودية قد تتشابه مع أعراض التهاب القولون، ولكن مع التشخيص الدقيق يظهر الفرق، الألم الذي يشعر به مريض التهاب الزائدة الدودية يبدأ من السُّرة وينتقل إلى الجانب السفلي الأيمن للبطن، وترتفع درجة حرارة المريض، ويشعر المريض بآلام في الساقين.

والقولون يدور حول البطن، ويتصل بالزائدة الدودية. وعندما تلتهب قد يلتهب هو أيضًا، ولكن أعراضه تتشابه مع التهاب الزائدة الدودية في آلام البطن؛ مما يسبب إرباكًا للطبيب المُعالج. ويوضح الأطباء أن أعراض التهاب القولون هي كالآتي:

  • انتفاخ في البطن ووجود غازات، مع عدم القُدرة على تصريف تلك الغازات.
  • يحدث اضطراب في عملية الإخراج بين الإمساك والإسهال.
  • اضطراب في النبض.

كيف نكتشف التهابات الزائدة الدودية؟

لتشخيص التهاب الزائدة الدودية يحتاج الطبيب إلى بعض العوامل المساعدة:

  • إجراء تحليل صورة كاملة للدم.
  • إجراء تصوير للبطن عن طريق السونار.
  • عن طريق إجراء تحليل سرعة الترسيب المعروف اختصارًا بـCRB.
  • إجراء تحليل للبول، حتى يستبعد وجود عدوى في المسالك البولية.
  • بالنسبة للنساء يجرى تحليل حمل حتى يستبعد وجود حمل خارج الرحم.
  • عمل أشعَّة على الصدر؛ حتى يستبعد وجود التهاب في الفص السفلي للرئة.

وبهذه الطريقة يستطيع الطبيب التمييز بين أعراض التهاب الزائدة الدودية، وأعراض التهاب القولون، أو أي أعراض أخرى.

علاقة الطعام بـالتهابات الزائدة

يتساءل الكثيرون: هل هناك أكلات تسبب التهاب الزائدة الدودية؟

  • عند تناول التوابل أو الطعام الحار قد يحدث عسر هضم في المنطقة التي تجاور الزائدة الدودية. وتتشابه الآلام الناتجة عن ذلك مع الأعراض المبدئية للالتهابات الزائدة. ورغم ذلك فإن هناك اتهامًا بأن هناك أكلات تسبب التهاب الزائدة الدودية.
  • على الرغم من أن بذور الفاكهة مثل العنب مثلًا قد يؤدي تناوله في النادر جدًّا إلى التهاب في الزائدة الدودية. فإن هناك اتهامًا لبذور الفاكهة بالتسبب في انسداد الزائدة الدودية. وينصح بمضغ تلك البذور جيدا، على الرغم من الاحتمالية المنخفضة لتسببها في إحداث انسداد في الزائدة الدودية.
  • مع أن هناك اتهامات لأكلات تسبب التهاب الزائدة الدودية. فإنه يمكن اعتبار الطعام الغني بالألياف عاملًا مهمًّا في الحماية من تلك الالتهابات، وهذه الأطعمة هي: البقوليات، والمكسرات، والخيار، والطماطم، والفاكهة، والبرتقال، والجزر، والفول، والشمندر، والسبانخ.
  • تساعد الأطعمة الغنية بفيتامين (أ) في مكافحة التهابات الزائدة. كما أن الأطعمة الغنية بالكوليسترول والزيوت والدهون هي أكلات تسبب التهاب الزائدة الدودية على المحتمل، ويجب تجنب تناولها عند الإصابة الأكيدة بالتهاب الزائدة الدودية.

كيفية علاج التهاب الزائدة الدودية

لعلاج التهاب الزائدة الدودية هناك أمران يجب أخذهما في الاعتبار:

  • الوقت: لأن سُرعة التشخيص والتدخل يحمي الزائدة من الانفتاق أو الانفجار، الذي قد يكون كارثيا على بقية أجزاء البطن.
  • مقدار انسداد الزائدة الدودية: فقد يكون انسدادًا كليًّا أو جزئيًّا.

إذا كان الانسداد كليًّا فعندئذٍ لا بد من التدخل الجراحي.

طرق استئصال الزائدة الدودية

استئصال الزائدة الدودية هو العلاج الأنجح لالتهاب الزائدة الدودية، وهناك العلاج بالجراحة العادية، أو الجراحة بالمنظار، ولكن قبل إجراء العملية يجب التحقق من القضاء على تورُّم الزائدة الدودية والتهابها بإعطاء المضادات الحيوية، هذا إذا لم يتكون خراج، أما إذا تكون خراج فيلزم التدخل الجراحي الفوري لإزالة الزائدة، بعد شفط الخراج بأنبوب تحت الجلد، بعدها تجرى العملية الجراحية للقضاء تماما على التهابات الزائدة.

وكما قلنا، هناك طريقتان لاستئصال الزائدة الدودية: الطريقة الأولى هي الجراحة المفتوحة، وهي عبارة عن شق واحد طولي في الجزء الأسفل اليمين من البطن. هذا وتسمح الجراحة المفتوحة بتنظيف البطن، إذا حدث انفجار في الزائدة الدودية، أو في حالة تكون خراج.

أما الطريقة الثانية (جراحة المناظير) فتكون كالتالي: يشق الطبيب الجراح ثلاثة شقوق في بطن المريض؛ ليدخل منها المنظار، ثم يدخل غاز ثاني أكسيد الكربون إلى بطن المريض؛ حتى يستطيع تمييز الزائدة الدودية من بقية أعضاء البطن، وهناك ميزات للجراحة بالمنظار، منها أنها الطريقة الأفضل مع كبار السن والذين يعانون من السمنة، كما أن مخاطرها أقل، وتُتيح الجراحة بالمناظير للجراح القُدرة على التعامل مع المواقف المُفاجئة؛ مثل: ظهور حمل خارج الرحم، أو في حال اكتشاف تكيُّس على المبايض.

وسواء كان الاستئصال بالجراحة المفتوحة أو بالمنظار؛ فإن الطبيب يصف بعدها المضادات الحيوية لتجنب انتقال العدوى إلى الجرح، الذي يجب أن يظل نظيفًا.

التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال

إذا كان الطفل يعاني من أحد الأعراض الآتية أو أكثر؛ فلا شك أن أعراض التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال، على الأم أو الأب استشارة طبيب الأسرة أو أي أخصائي الباطنة فورا، أو عليهما الذهاب به إلى قسم الطوارئ في أقرب مستشفى؛ لتلافي حدوث انفجار، أو الخراج الناتج عن التهابات الزائدة.

هذه الأعراض هي:

  • ألم في منطقة البطن اليمنى السفلى، يبدأ من السرة، ثم يسير منحنيا إلى البطن الأيمن السفلي.
  • قد لا يحدث ارتفاع في درجة حرارة الطفل في اليوم الأول للالتهاب.
  • يكون بطن الطفل مُنتفخًا، ويصدر منه أصوات.
  • يحدث بعد ذلك جفاف، وارتفاع في حرارة الطفل، وسرعة في النبض.
  • قد يحدث تصلُّب في جدار البطن.

هذا عن أعراض التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال، أما أعراض التهاب الزائدة الدودية عند النساء؛ فإن ظهورها عند النساء الحوامل يكون مختلفًا بعض الشيء، نظرًا لحساسية وضع المرأة الحامل؛ إذ إن نسبة فقدان الجنين ترتفع مع التشخيص الخاطئ أو المتأخر.

وحوالي ثلثا النساء الحوامل لا يحدث لديهن ارتفاع في درجة الحرارة، وتقل الخطورة على الجنين والمرأة في الثلثين الأولين من الحمل؛ أما الثلث الأخير فتزداد فيه نسبة الخطورة، ويلجأ الطبيب المعالج في حالة المرأة الحامل التي تعاني من أعراض التهابات الزائدة إلى التصوير المقطعي للبطن؛ للتأكد من وجود تطابق في أعراض التهاب الزائدة الدودية عند النساء.

ماذا يحدث إذا لم يتدخل الطبيب لعلاج التهاب الزائدة؟

الإجابة: قد تتطور الحالة إلى اتجاهين؛ الأول: انفجار الزائدة الدودية محدثة انفتاقا داخل البطن، وهذه الحالة تعرف عند الأطباء باسم (الصفاق)، وعلى الطبيب المعالج أن يتدخل جراحيًّا لإزالة الزائدة وآثار التمزق وتنظيف البطن، وإذا لم يحدث ذلك فقد يؤدي الأمر للوفاة.

الاتِّجاه الثَّاني:

تكون صديد داخل البطن على شكل خُرَّاج، وفي هذه الحالة يجب تمرير المضادات الحيوية إلى البطن، وشفط الصديد المتجمع بأنبوب خاص.

ورم الزائدة الدودية “الأعراض والأنواع والعلاج”

أعراض ورم الزائدة الدودية

لا تظهر الأعراض في العادة، ولا يعرف المريض بوجود الورم في المراحل المبكرة منه، ولكن إذا حدث وظهرت الأعراض فإنها تكون كالآتي:

أشهر الأعراض (التهاب الزائدة الدودية)

  • تكيُّس المبايض عند النساء، وظهور أورام بها.
  • حدوث انسداد في الأمعاء.
  • حدوث انتفاخ في البطن.
  • وجود آلام شديدة في البطن، أو وجود آلام مُزمنة بها.
  • قد يشعر المريض بورم الزائدة الدودية بعدم الراحة في المنطقة اليُمنى السُّفلى من البطن.

أنواع ورم الزائدة الدودية

ينقسم ورم الزائدة الدودية إلى نوعين: ورم حميد وورم خبيث، والورم الحميد هو الذي لا يتكاثر ولا يصيب الأعضاء الأخرى، أما النوع الثاني فهو الورم الخبيث، الذي يتكاثر وينمو بسرعة ويتوسع ويصيب الأعضاء الأخرى داخل البطن.

يتنوَّع ورم الزائدة الدودية الخبيث إلى عدَّة أنواع:

الأورام الغُدِّية

يتكاثر هذا النوع من مجموعة من الخلايا المبطنة للزائدة الدودية من الداخل، وينتشر عن طريق الدم والعُقد الليمفاوية، وهذا النوع صعب العلاج.

الأورام الغُدِّية المُخاطية:

الزائدة تنتج المخاط بنسبة قليلة، وهناك خلايا خاصة تنتج هذا المخاط، يحدث الورم في هذه الخلايا؛ مما يؤدي إلى زيادة إنتاج المُخاط داخل البطن، وهذا النوع من ورم الزائدة الدودية قد يُصيب الرئتين والكبد.

الورم المُخاطي الكاذب:

أو الورم الصفاقي، هذا النوع ينتشر لدى الأشخاص الذين يُعانون من الأورام الغُدِّية المُخاطية، وهذا النوع يحدث إذا انتقلت خلايا الزائدة الدودية التي تنتج المُخاط إلى البطن، وتؤدي كثرة السوائل الناتجة عن ذلك إلى انتفاخ البطن.

الأورام السرطانية:

هذا النوع يمكن علاجه بنجاح عن طريق الاستئصال، والأطباء يؤكدون أن نصف أورام الزائدة الدودية من هذا النوع، ويصيب النساء بعد سن الأربعين.

أورام الخلايا الكأسيَّة:

تُعاني النساء اللاتي يصبن بهذا النوع من الأورام من وصول الورم إلى المبايض، وهو أقل الأنواع انتشارًا بين المُصابين بورم الزائدة الدودية، وهذا لا يعني أنه يُصيب النساء فقط، كما أن العرض المُصاحب لهذا الورم هو التهاب الزائدة الدودية.

أورام الخلايا الدائريَّة الحلقيَّة:

هذا السرطان ينتشر بسرعة، ويُصيب الغُدَد الليمفاوية، ويكون من الصعب إزالته.

الطرق العلاجية

هناك طريقتان لعلاج ورم الزائدة الدودية؛ الأولى بالجراحة، وهو العلاج الأسرع والأفضل والأسهل، ويكون باستئصال الورم السرطاني، وقد يلجأ الجراح إلى استئصال جزء من الأمعاء الغليظة أو العُقد الليمفاوية؛ للقضاء تمامًا على السرطان.

الطريقة الثانية: العلاج بالكيماويات.. في حال كان طول الورم أكثر من سنتيمترين، أو كان السرطان يُهاجم الجسم بشراسة، وقد يكون العلاج الكيميائي مُرافقًا للجراحة.