تقوم الأحبال الصوتية بوظيفة حسَّاسة جدًا للإنسان، وهي خروج الصوت من الإنسان، ولذلك فإن أي أزمة في الحبل الصوتي تُؤدِّي إلى فقدان القُدرة على خروج الصوت، ومن هنا كان لها أهمية كُبرى، وبالتالي تعاظم أيضًا دور عمليات الحبل الصوتي لأنها السبب في إعادة الصوت مرة أخرى للإنسان.
وقديمًا كان الإنسان عند حدوث أي مشكلة في الأحبال الصوتية يكون مصيره فقدان القُدرة على خروج الأصوات، وبالتالي لا يمكن أن يتحدث ويفقد أهم الحواس التي تميز بها الإنسان، وهي القُدرة على الكلام؛ بل أكثر من ذلك حتى الصراخ لا يمتلك قوة لفعله، لكن مع التطور الطبي وظهور عمليات الحبل الصوتي أصبح هناك أمل أن يعود للإنسان القُدرة على التحدث مرة أخرى، ولذلك عظمت أهمية هذه العمليات.
ونظرًا لأهمية الأحبال الصوتية لدى الإنسان نكشف عبر السطور التالية كل المعلومات المهمة عنها والأمراض التي تُصيبها مثل التهاب الحبل الصوتي وقطع الحبل الصوتي وعمليات حقن الأحبال الصوتية حتى يمكن تجنب الإصابة أو حدوث أي أزمة تكون سببًا في فقدان القُدرة على التحدث.
من أجل معرفة المشاكل التي تُسبِّب فقدان القُدرة على التحدث، أو خروج الصوت لا بد من معرفة تعريف الحبل الصوتي أو الأحبال الصوتية التي تكون عبارة عن مجموعة من الألياف العضلية الموجودة داخل الحنجرة.
والحبل الصوتي عبارة عضلة رقيقة واحدة تُوجد داخل الحنجرة، لكن لا توجد بمفردها، حيث يكون هناك عضلة أخرى أيضًا، والاثنتان معًا يُطلق عليها «الأحبال الصوتية».
والأحبال الصوتية دائمًا تكون في وضع الاسترخاء عبارة عن شكل حرف V، وذلك من أجل أن تسمح بمرور الهواء بحرية، والحبل الصوتي مسؤول على إصدار وإخراج الصوت والتنفس من خلال انقباضه وانبساطه، ويتحكم في الحبل الصوتي العصب الحائر.
وعندما ترى الحبل الصوتي تلاحظ لونه الأبيض نتيجة قلة مرور الدورة الدموية خلاله، أما عن كيفية خروج الصوت، فتكون من خلال خروج الهواء من القصبة الهوائية عن طريق الحبل الصوتي فيؤدي إلى تذبذبه ما ينتج عنه في النهاية الصوت، ولكنه في هذه الحالة يكون مغلقًا، لأن الأحبال الصوتية تكون في حركة دائمة، حيث تكون مغلقة أثناء الكلام ومفتوحة أثناء التنفس.
الأحبال الصوتية يكون لها 3 وظائف أساسية، وهي: التحدث والبلع والتنفس، حيث تساعد في القيام بهذه الوظائف:
يحدث التهاب الحبل الصوتي؛ نظرًا لأسباب عديدة أهمها، استخدامها بشكل مفرط جدًا، أو تهيجها أو نتيجة عدوى، وكل ذلك يُؤدِّي إلى أن تصبح الأحبال الصوتية مُلتهبة أو متهيجة.
ويؤدي التهاب الحبل الصوتي إلى تشوُّه الصوت الصادر ويصبح الصوت مبحوحًا، كما ينتج عنه اضطرابات مختلفة، مثل: التهاب الحنجرة، والاضطرابات الصوتية العصبية، والسلائل أو العقد أو التكيسات على الأحبال الصوتية، كما يمكن أن يُؤدِّي الالتهاب إلى شلل في الأحبال الصوتية.
التهاب الحبل الصوتي يحدث نتيجة عديد من الأسباب التي يمكن أن تُؤدِّي إليه، ويكون أبرزها الآتي:
يكون هناك بعض العلامات أو الأعراض التي تدل على إصابة الشخص بالتهاب في الحبل الصوتي، وهي كالآتي:
نظرًا لأهمية الأحبال الصوتية في إعطاء القُدرة على التحدث بشكل كامل، لذلك عندما يُصاب الإنسان بالتهاب يفقد هذه القُدرة التي تميزه، لذلك يبحث عن علاج للالتهاب الحبل الصوتي، خاصة أنه في العادة يكون حادًا وينتج عنه التهاب الحنجرة الذي يُسبِّب تضخم في الحبل الصوتي وضعف الصوت.
علاج التهاب الحبل الصوتي يعتمد على علاج العامل المسبب للالتهاب في المقام الأول، لذلك هناك طرق عديدة وأنواع لهذا العلاج:
يُعتبر التهاب الأحبال الصوتية عند الأطفال من الأمراض الشائعة، وذلك بسبب أن الحنجرة عند الأطفال تكون ضيقة، وبذلك تكون مسافة التنفس بين الأحبال الصوتية ضيقة أيضًا، لكن مع ذلك يكون خطيرًا، لأن بسبب الضيق فعند التهاب الأحبال الصوتية لدى الأطفال يتسبَّب في ضيق في التنفس.
ومن أبرز العلامات التي تكشف عن التهاب الأحبال الصوتية عند الأطفال يكون من خلال ظهور «البحة» التي تحدث عند البكاء أو الشعور بالألم في الحنجرة أو عدم القُدرة على البلع بشكل طبيعي.
عادةً ما يكون السبب الرئيسي لالتهاب الأحبال الصوتية عند الأطفال هو الصراخ أو البكاء بشكل مفرط طوال اليوم، لكن رغم ذلك فإنه ليس السبب الوحيد، فهناك بعض الأسباب التي تُؤدِّي إلى حدوثه، وهي كالتالي:
ويكون الحل الوحيد لعلاج التهاب الأحبال الصوتية عند الأطفال بعلاج المرض الذي يُؤدِّي إلى الالتهاب، لكن هناك بعض النصائح التي تساعد في وقاية الأطفال من عدم الإصابة بالتهاب الأحبال الصوتية.
وتكون أبرز هذه النصائح، هي تعتمد على تعديل سلوك الطفل مثل عدم الصراخ أو قلة مشاهدة التلفزيون حتى لا يقلد الأصوات، وإبقاء جسم الطفل رطبًا وتجنبه من تناول مشروبات الكافيين التي تُسبِّب الجفاف في الأحبال الصوتية.
الشلل أو ما يُطلق عليه ارتخاء الأحبال الصوتية، هو في الأساس عبارة عن عدم قدرة الحبل الصوتي على الانقباض والانبساط، بالإضافة إلى تعطيل وظائفه، ويحدث ذلك بسبب إصابة في العصب الحائر المغذي للأحبال الصوتية مما يُؤدِّي إلى تغير في الصوت، كما أن هناك أسبابًا عديدة لإصابة العصب المغذي للحبل الصوتي.
وعند حدوث شلل أو ارتخاء الأحبال الصوتية في كلتا الحبلين الصوتين يُعاني المريض من «بحة» في الصوت وضيق في التنفس، ويرجع ذلك لأن الأحبال الصوتية تتباعد عن بعضها أثناء التنفس، ولكنها تتقارب أثناء الكلام، لذلك عند حدوث الشلل فإن الأحبال الصوتية لا تتباعد، وبالتالي يصعب التنفس.
تتعدَّد الأسباب التي تُؤدِّي إلى ارتخاء الأحبال الصوتية أو شللها، ولكن أبرزها الآتي:
في أغلب الأحوال يكون علاج ارتخاء الأحبال الصوتية هو إجراء عملية جراحية، لكن هناك أنواعًا من هذه العمليات، وتكون كالتالي:
عملية حقن الاحبال الصوتية: وتكون عن طريق حقن الأحبال الصوتية المشلولة باستخدام المنظار من خلال مواد تأخذ من المريض نفسه مثل الشحم أو المواد الأخرى، وتستخدم في تحرك الحبل الصوتي المشلول للمنتصف ويسمح باقترابه من الجهة المقابلة، وهذا ما يُؤدِّي إلى تحسن الصوت للطبيعي.
وعملية الحقن الأحبال الصوتية قد يحتاج إليها المريض كل فترة ويكررها لسبب أن تلك المواد التي يتم حقنها في الحبل الصوتي يمتصها الجسم مع مرور الوقت فيرجع الحبل الصوتي مشلولًا.
عملية توسيط الحبل الصوتي: وتتم من خلال إجراء عملية جراحة في الحالات التي يكون الحبل الصوتي المشلول دائمًا لأنها تدوم وتبقى لفترة أطول ودائمة.
وتكون العملية عن طريق فتح فتحة في الغضروف الدرقي بالرقبة، وإدخال قطعة من السليكون لتدفع الحبل الصوتي المشلول إلى المنتصف.
عملية ارتخاء الاحبال الصوتية: عند حدوث ارتخاء في الأحبال الصوتية يتم إجراء عملية من خلال فتحة تهوية في القصبة الهوائية، وذلك مع حالات الحبل الصوتي المشلول المؤقت، أما الدائم فيكون من خلال إجراء منظار للحنجرة وتوسيع مجرى التنفس عن طريق استئصال الغضروف الموجود في الجزء الخلفي من الحبل الصوت من جهة واحدة باستخدام الليزر بشكل جُزئي، وبذلك بهدف تحسن التنفس.
عملية العصب التالف: استبدال أو إعادة التعصيب في العصب التالف تكون دقيقة ولا بد أن تتم هذه الجراحة بنقل عصب سليم من منطقة أخرى من العنق ليحل محل الحبل الصوتي التالف، وهذه العملية يكون نتيجة تحتاج إلى وقت، حيث تستغرق من أجل تحسن الصوت نحو من ستة إلى تسعة أشهر، وهناك وقد يجمع بعض الأطباء بينها وبين جراحة زراعة السليكون.
من أجل علاج الأحبال الصوتية يكون هناك جلسات للعلاج الصوتي والتي تكون عن طريق التمارين أو الأنشطة الأخرى التي تعمل على تقوية الأحبال الصوتية وتحسين القُدرة على التحكم في التنفس أثناء الكلام، لكن لا بد لهذه الجلسات أن تكون بعيدة عن حدوث أي تشنج في العضلات أو الأحبال الصوتية سواء كانت المشلولة أو المتراخية، كما أنه لا بد من حماية مجرى الهواء أثناء البلع، لكن العلاج الصوتي هو المتاح في حالات شلل الأحبال الصوتية المؤقت.
يُعتبر قطع الحبل الصوتي عبارة عن جراحة تتم من أجل إزالة الأحبال الصوتية بالكامل مع عضلاتها، حيث يتم في معظم الحالات استئصال الغضروف الداخلي للغدة الدرقية أيضًا.
هناك عديد من الأسباب التي تُؤدِّي إلى قطع الحبل الصوتي تكون أبرزها كالآتي:
في مثل هذه الحالات يكون علاج قطع الحبل الصوتي يتم عن طريق حدوث عملية الاستئصال، ولذلك فهناك نوعان من هذه العملية:
ولا بد من اختيار العملية بناءً على عدة أسس، أهمها: مدى وصول النمو السرطاني إلى الغدة الدرقية، أو إذا كان الشخص يُعاني من أمراض القلب والأوعية الدموية واحتشاء، بالإضافة إلى إذا كان المريض يُعاني من اختلال حركة الأحبال الصوتية أو إصابة أو كسر في العمود الفقري العنقي، وحدوث وذمة الحنجرة أو التهابها، وقصر الرقبة وسُمكها، ومرض التهاب الفقار القسطي.
وهناك بعض التعليمات الخاصة التي لا بد من اتباعها بعد إجراء عملية قطع الحبل الصوتي، وهي كالآتي:
معلومات التواصل
احصل على استشارة مجانية وإجابات على جميع أسئلتك عبر إكمال النموذج أدناه
احصل على استشارة مجانية وإجابات على جميع استفساراتك عبر تقديم الطلب أدناه