يعد علاج إدمان الكحول حاجةً ملحةً لتزايد عدد متعاطيه، إذ تؤثر الحالة الاجتماعية والنفسية على بعض الأفراد وتدفعهم إلى اكتساب بعض الصفات السيئة والتصرفات غير السليمة، إليك كل ما يخص إدمان الكحول وعلاجه وأسبابه.
يُعرف إدمان الكحول بأنه حالة مرضية لاضطراب تعاطي الكحول، إذ يفقد المدمن سيطرته على كبح رغبته المُلِّحة عن الامتناع عن شرب الكحوليات، على الرغم من معاناته عواقب جسيمة إثر تناولها.
يجب السعي بشأن هذا الأمر تجنبًا لتفاقم الآثار الجانبية للكحولات والتي قد تودي بحياة الشخص، إذ تُعرِّض هذه الحالة صاحبَها إلى تدهور شديد في صحته العقلية والبدنية -ولا سيما- المشكلات الاجتماعية والأسرية.
يرجع إدمان الكحول إلى تعود المخ على وصول الكحول فترة طويلة من الزمن، ولحسن الحظ أُجريت دراسات عديدة بشأن علاج إدمان الكحول وإنقاذ المتعاطين؛ وذلك باتباع عدة طرق منها: التأهيل العلاجي والنفسي، وتناول الأدوية التي تسهم في تخفيف حدة الرغبة لتناول المزيد من الكحول.
تتوقف الخطورة المتمثلة في إدمان الكحول Alcohol addiction على الكمية المُستهلكة من الكحول وعدد مرات تناوله، ومع ذلك فإن هناك عدة عوامل اجتماعية وبيئية ونفسية تؤثر في هذه الحالة بشدة.
إليك بعض عوامل الخطر التي تسبب الإدمان:
لم يُكتشف حتى الآن علاج إدمان الكحول (كما في الأمراض المزمنة والانتكاسية). وبالرغم من ذلك تستخدم الأدوية في مراكز إعادة التأهيل لمساعدة المدمنين على الإقلاع عن تعاطي مواد معينة.
تتعدد استراتيجيات العلاج بدايةً من إزالة سموم الكحول من الجسم، وإعادة تأهيل المرضى الداخليين والخارجيين، وتقويم السلوكيات مرورًا بالأدوية والالتقاء مع زملاء آخرين للغرض ذاته.
لا يُعد الديتوكس من طرق علاج إدمان الكحول الفعلية، ولكنه أولى الخطوات نحو التحسن لمتعاطي الكحول، إذ يتم التوقف المفاجئ عن تناول الكحول فتبدأ ظهور أعراض الانسحاب في غضون 6-24 ساعة عقب آخر مرة تناولت فيها الكحول.
وقد تكون أعراض الانسحاب خفيفة أو شديدة، تبعًا لحالة المريض، وهي كالآتي:
قبل الشروع في عملية إزالة السموم. يبدأ الطبيب بإجراء بعض الفحوصات لحالة المريض وتقييمها من حيث شدة تعاطي الكحول وتجارب الانسحاب السابقة (إن وجدت). بالإضافة إلى اختبارات الحالة النفسية والطبية لتوقع الأعراض الانسحابية وكيفية التعامل معها.
ينصح الأطباء باحتجاز المريض الذي يمر بأعراض انسحابية خطيرة ومميتة في المستشفى أو مركز الرعاية الخاص بالإدمان.
قد يصف الطبيب في أثناء مرحلة الديتوكس بعض الأدوية التي تخفف من حدة الأعراض الناجمة عن انسحاب الكحول. وهذه الأدوية مثل:
مثل ديازيبام diazepam، كلورديازيبوكسايد chlordiazepoxide، أو لورازيبام lorazepam. يعد تناول بنزوديازيبين في الفترة الأولى من مرحلة الديتوكس وسيلة مساعدة للتخفيف من حدة أعراض الانسحاب، وتحميه من التعرض لعواقب جسيمة وقاتلة.
مثل كاربامازيبين carbamazepine، وجابابانتين gabapentin، وتوبيرامات topiramate. تسهم تلك الأدوية في تقليل الرغبة في تناول الكحول، كذلك تعالج الأعراض الخفيفة والمتوسطة، ولم يحصل عقار توبيرامات على موافقة إدارة الغذاء والدواء FDA حتى الآن، ولكن يتنبأ الأطباء بدوره المهم في التخلص من إدمان الكحول.
مثل هالوبيريدول haloperidol، الذي يسهم في تهدئة المريض وتخفيف انفعالاته. والسيطرة على الهلوسة والأوهام والهذيان ضمن أعراض انسحاب الكحول Alcohol Withdrawal.
وبمجرد الانتهاء من مرحلة إزالة السموم، ينتقل المريض إلى الاستراتيجية العلاجية المناسبة لحالته اعتمادًا على شدة إدمانه والعوامل المؤثرة على وضعه، وهل يحتاج المكوث في المستشفى أم يمكن علاج إدمان الكحول في المنزل.
إذا كنت تحتاج المزيد من الكحول حتى تشعر بأنك طبيعي، إذن أنت بحاجة للمساعدة.
يوصي المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة (NICE) the National Institute for Health and Care Excellence باستخدام بعض الأدوية، منها:
يتوفر ديسيلفيرام في الصيدليات تحت اسم أنتابيوز Antabuse، فإن تناول هذا العقار يساعدك في علاج إدمان الكحول -لا سيما- إن كنت خائفًا من الانتكاس أو كنت تعرضت لانتكاسات سابقة.
يمنعك ديسيلفيرام عن كل محاولة لشرب الكحول؛ إذ إنه يسبب ردود أفعال قوية عند القرب من أي من المنتجات الكحولية. ومن هذه الأعراض:
فمن الأفضل لك أن تبتعد عن المشروبات الكحولية وأي منتج يحتوي على كحول تجنبًا للأعراض السابقة، ومن هذه المنتجات:
كذلك يجب أن تتجنب المواد التي ينبعث منها روائح كحولية مثل مواد الطلاء.
وتستمر هذه الحالة حتى أسبوعًا بعد التوقف عن تناول الدواء في كل مرة تتعامل فيها مع أي مواد كحولية؛ لذا من الضروري الإقلاع التام عن تلك المواد وتجنبها.
ربما تحتاج إلى زيارة الطبيب أثناء تناول ديسلفيرام مرة كل أسبوعين لمدة شهرين، ثم مرة كل شهر لمدة 4 أشهر.
يقلل هذا الدواء من شعور السعادة المصاحب لتناول الكحول، مما يدفعك تدريجيًا لتقليل الكمية المتناولة.
هناك بعض الأعشاب التي تساعد في الإقلاع عن الكحول، مثل زهرة الكودزو kudzu flower، الأشواجندا Ashwagondha، والجنسنج الصيني Ginseng.
يعتمد نجاح العلاج اعتمادًا رئيسيًا على العلاج النفسي، فهو أمر ضروري لنجاح الإقلاع عن المشروبات الكحولية مع تناول الأدوية، ومن وسائل العلاج النفسي:
يستخدم العلاج السلوكي المعرفي وسائل حل المشكلات التي قد تواجه المقلع عن التدخين، ويتضمن هذا المنهج طرقًا مقنعةً لطرد الأفكار غير الواقعية التي تدفعك للانتكاس واستبدالها بأخرى تحفزك وتعطيك أملًا في قدرتك على الإقلاع.
كما يساعدك العلاج السلوكي المعرفي على تحديد العوامل التي قد تجبرك على العودة إلى الشرب مرة أخرى وكيفية التعامل معها، مثل التوتر والقلق الاجتماعي، والتواجد في بيئات سيئة السمعة مثل الحانات.
يقدم عديد من الخبراء النفسيين يد العون والمساعدة لعائلة المقلع عن الكحول؛ لتعليمهم طرق التعامل معه للحصول على أفضل النتائج. فإن إدمان الكحول لا يؤثر فقط على الفرد، وإنما يؤثر في العائلة بأكملها، فمن الضروري تقديم جلسات تعليمية لأهالي متعاطي الكحول لمعرفة طبيعة الإدمان وكيفية التعامل معه وطرق الدعم التي تأخذ بيد من يريد الإقلاع عن ذاك الشبح المؤذي.
لا ينصح الأطباء بذلك، بسبب عدم توفر الرعاية الصحية الكاملة وعدم التهيئة لمواجهة أعراض انسحابية قد تكون خطيرة. ختامًا، تطرقنا في مقالنا هذا تعريف إدمان الكحول وأسبابه، بالإضافة إلى استراتيجيات علاج إدمان الكحول والتي تشمل مرحلة إزالة سموم الكحول من الجسم فيما يعرف بالديتوكس، والعلاج النفسي الذي يتضمن (العلاج السلوكي المعرفي ودعم العائلة) بالإضافة إلى الأدوية (ومنها أكامبروسيت، وديسلفيرام، ونالتريكسون).
معلومات التواصل
احصل على استشارة مجانية وإجابات على جميع أسئلتك عبر إكمال النموذج أدناه
احصل على استشارة مجانية وإجابات على جميع استفساراتك عبر تقديم الطلب أدناه