رتق الأمعاء من الأمراض التي تُعَدُّ أحدَ العيوب الخلقيَّة التي يُولد بها الجنين. فمن الطبيعي أن الأمعاء عبارة عن أنبوب مفتوح يصل من المعدة حتى فتحة الشَّرج. ولكن حين يحدث انسداد في جزء صغير أو كبير منه، فنحن بصدد مرض خطير قد يؤدي إلى مُضاعفات خطيرة على صحَّة المولود.
ويُمكن تصنيف هذا العيب على أنه رتق، أو تضييق في الأمعاء تبعًا لمدى الانسداد. فلو كان انسدادًا جزئيًّا صُنِّف على أنه تضييق، أما لو كان انسدادًا كُليًّا كان رتقًا في الأمعاء.
في الغالب ينمو الجنين بطريقة طبيعية دون مشاكل؛ حيث تتدفَّق مُحتويات معدة الطفل بطريقة سليمة خلال جهازه الهضمي. أما مع حدوث رتق الأمعاء، وهو زيادة في نمو بعض الخلايا داخل الاثنا عشر. فإن ذلك يؤدي إلى انسدادها؛ فنجد أنها تفقد جزءًا مهمًّا من وظيفتها؛ فتقل قُدرتها على امتصاص العناصر الغذائية أو السماح للطعام والسوائل بالمرور خلال الجهاز الهضمي للطفل.
رتق الامعاء ينتج خلال أشهُر نمو الجنين، وفيه يحدث انخفاض ملحوظ في تدفُّق الدم خلال أمعائه. ويحدث هذا الانخفاض بشكل مفاجئ، ولم تُعرف له أسباب حتى الآن. ولكن هناك بعض الأبحاث التي أعادت سبب حدوثه إلى عقاقير معينة تتناولها الأم في فترة الحمل، أو نتيجة بعض العوامل الوراثية.
هناك عدَّة أنوع من رتق الأمعاء، وقد سُمِّيت تبعًا لمكان الانسداد:
من أعراض رتق البواب التقيُّؤ بصورة مُبالغ فيها. والتي قد تؤدي به في النهاية إلى الجفاف بسبب نقص السوائل التي تصل للطفل، فضلًا عن نقص الأملاح المعدنية. مثل البوتاسيوم، والصوديوم، التي يحتاج إليها جسم المولود. لذلك يُصاب جسم الطفل بالضعف والهزال الشديد.
تتشابه أعراض رتق القولون برتق الصائم؛ إذ يحدث انتفاخ في بطن الطفل. والذي يتم تشخيصه أيضًا باستخدام الأشعَّة السينية على البطن.
يمكن التَّعرُّف على الإصابة برتق الأمعاء من خلال بعض الأعراض التي تظهر على المولود، مثل العُصارة الصفراء التي يقوم بإخراجها من معدته في الأيام الأولى من حياته، وانتفاخ ظاهر في البطن. وعدم قُدرة المولود على التبرُّز بعد الولادة نتيجة عدم وجود حركة في الأمعاء، وضعف في نمو الجنين بسبب عدم استفادته بالعناصر الغذائية.
هناك أكثر من طريقة يمكن للطبيب من خلالها التَّعرُّف على أن الطفل مُصاب بـرتق الأمعاء أم لا. ومن تلك الطرق ما يتم قبل الولادة، ومنها ما يتم استخدامه بعد الولادة.
هذا النوع من التشخيص يُمكِّن الطبيب من التَّعرُّف على إصابة الجنين، وهو ما زال في رحم الأم. وبهذه الأشعَّة يمكن التَّعرُّف على مدى كفاءة أعضاء الطفل الداخلية في القيام بوظيفتها، ومعرفة هل يوجد انسداد في الأوعية الدموية للجنين أم لا.
وتكمُن أهمية التوصل إلى تشخيص حالة الجنين إلى استعداد طبيب الولادة. بالاتفاق مع طبيب جراحة الأطفال في التعامل مع حالة الطفل بعد ولادته بوقت قصير.
تُعَدُّ الأشعَّة السينية على البطن من الطرق الفعالة لتشخيص رتق الأمعاء لدى الأطفال حديثي الولادة.
وهو إجراء يتم من خلاله إعطاء الطفل سائل الباريوم عن طريق أنبوب يدخل من فم الطفل أو أنفه إلى المعدة. ويتم عمل الأشعَّة السينية لمعرفة مدى كفاءة جهازه الهضمي، ونجد أن هذه الطريقة أكثر فائدة لاكتشاف انسداد المنطقة ما بين فتحة المعدة والاثنا عشر، وهو ما سمَّيناه رتق البواب.
هو إحدى طرق تشخيص رتق الأمعاء، وفي هذا الإجراء يتم فحص وتشخيص رتق الأمعاء عن طريق حقنة شرجية بها سائل يُساعد في ظهور الأمعاء وما بها من انسدادات عند استخدام الأشعَّة السينية. والتركيز في هذا الإجراء على الجزء السُّفلي من الجهاز الهضمي؛ المتمثل في الأمعاء الغليظة والمُستقيم، وأسفل الأمعاء الدقيقة.
يُعَدُّ هذا الإجراء ضروريًّا للتَّعرُّف على مدى إصابة الطفل برتق الأمعاء. والذي قد يؤدي لأخطار عديدة، وبخاصة الذين يُولدون بتشوُّهات خطيرة قد تقضي على حياتهم.
حين التأكد من الإصابة بالمرض لدى الطفل؛ يلجأ الطبيب مباشرة إلى تحضير الحالة للتدخُّل الجراحي، والذي يعتمد على مكان الانسداد ونوعه.
بعد ولادة الطفل واكتشاف إصابته برتق الأمعاء عن طريق تشخيص الحالة بإحدى الطرق سابقة الذكر، وعند تأكُّد الطبيب من أن الحل الوحيد هو الجراحة، يتم التخلص من مُحتويات المعدة الزائدة وإزالة الهواء الموجود في الأمعاء، والذي ينتج عنه انتفاخ البطن، وذلك الإجراء يقوم الطبيب بعمله حتى لا يتعرَّض الطفل للتقيُّؤ، وحتى لا تُصاب أمعاؤه بثُقب أثناء إجراء الجراحة.
يقوم الطبيب بقصِّ الجزء الذي يظهر فيه الانسداد، ومن ثم ربطه بالجُزء الآخر في المنطقة بعد الانسداد من الاثنا عشر، وتستمر فترة بقاء الطفل في المستشفى تحت الرعاية من أسبوع حتى 3 أسابيع من موعد إجراء العملية. وذلك للتأكد من علاج رتق الأمعاء كُليًّا.
يقوم الطبيب بتحديد الإجراء الأكثر كفاءة في علاج رتق البواب تبعًا لحالة الطفل الصحية. ومدى تحمُّله هذا الإجراء، وأيضًا تبعًا لمدى الانسداد الحادث في البواب. وحتى لو اضطر الطبيب لإجراء الجراحة فلا بد له من مُعالجة الجفاف الذي تعرَّض له الطفل أولًا. وذلك بتعويض السوائل التي فقدها الطفل أثناء التقيُّؤ المستمر من خلال الحقن الوريدي، وبعد ذلك يقوم بعمل الجراحة اللازمة له.
هي من العمليات الجراحية السهلة. والتي تصل نسبة نجاحها إلى أكثر من 90%، حيث يقوم الطبيب بعمل فتحة فوق منطقة السُّرَّة، وعمل توسيع لجدار المعدة الذي تعرَّض للانسداد.
يستمر الطفل تحت لرعاية نحو ثلاثة أسابيع متصلة، حتى يعود لطبيعته.
يتم عن طريق التدخل الجراحي، والذي يعتمد على كمِّية الأمعاء ودرجة تمدُّدها.
وفي هذه الجراحة تتم إزالة الأجزاء التي بها انسداد، أو تضييق، وربطها مع الأجزاء السليمة عن طريق بعض الغُرز، ومن ثم توصيل الأمعاء ببعضها البعض، والتخلص من جميع الانسدادات التي تعوق حركة الغذاء والسوائل التي يحتاج إليها الطفل.
رتق القولون هو أحد أنواع رتق الأمعاء، والذي يتم علاجه عن طريق التدخل الجراحي. ويقوم الطبيب بإزالة الجزء المُتضخِّم، أو توسعة الجُزء الضيق من القولون، ثم بعد ذلك يتم ربط نهايات القولون معًا.
الجدير بالذكر أن كل جراحات رتق الأمعاء أيًّا كان مكان الرَّتق، تحتاج إلى مدة زمنية لا تقل عن 3 أسابيع حتى يعود الجهاز الهضمي للطفل للقيام بوظيفته الطبيعية. من نقل وهضم الغذاء، وفي خلال تلك الفترة يُقدِّم الأطباء التغذية للطفل عن طريق إما الحقن الوريدي، وإمَّا عن طريق أنبوب التغذية الذي يدخل من أنفه أو فمه للمعدة مباشرة.
يتم اكتشاف إصابة الجنين برتق الأمعاء عن طريق استخدام الأشعَّة فوق الصوتية. ولكن على كل حال ليس من السهل التوصُّل إلى مكان الرَّتق بدقة، فلا بد من اتخاذ إجراءات تشخيصية أخرى قبل موعد الولادة.
يحدث رتق الأمعاء عند الأجنَّة بنسبة حالة واحدة لكل 5000 جنين. وعلاجه الوحيد يكون عن طريق الجراحة.
في الغالب لا يتعرَّض الجنين المُصاب بمشاكل خطيرة بسبب إصابته برتق الأمعاء أثناء الولادة. ولكن على كل حال وجود طبيب جراحة ومتخصص في الأطفال حديثي الولادة يجعل من السهل التعامل مع أي مشكلة فور حدوثها، وعلاج رتق الأمعاء بطريق فعَّالة.
ولو احتاجت حالة المولود إلى التدخل السريع لا بد أن يقوم الطبيب بعمل الإجراءات اللازمة وتجهيز غُرفة الرعاية المُركَّزة، وإجراء الفحوصات اللازمة، وتحديد مكان الانسداد بدقَّة. ثم بعد ذلك يحدث التدخل الجراحي وإزالة هذا الانسداد بالكامل. حتى يتمكن الطفل من مُتابعة حياته بطريقة طبيعية، وتحسين حالة جهازه الهضمي، ومن ثم الحصول على التغذية السليمة والنمو بطريقة صحيحة.
بعد إجراء جراحة رتق الأمعاء لا يتمكَّن الطفل من التغذية الطبيعيَّة. ولكن يتم توصيل الغذاء اللازم له عن طريق استخدام الحُقن الوريدية، حتى تلتئم الجروح الناجمة عن العملية، ومن ثم إمكانيَّة أن يتناول الطفل تغذيته عن طريق الرضاعة الطبيعية.
وتستغرق عودة الأمعاء إلى طبيعتها فترة يتم تحديدها عن طريق الطبيب المختص بالحالة، تبعًا لنوع الرتق الذي تم التعامل معه جراحيًّا، وفي الأغلب قد تصل إلى ثلاثة أسابيع، أو أكثر، وجميعها يقضيها الطفل تحت الرعاية الطبية في المستشفى.
بعد ميلاد الطفل وإجراء الجراحة اللازمة للقضاء على انسداد الأمعاء، قد يتعرَّض لبعض المُضاعفات التي تختلف حدَّتها تبعًا لكل حالة.
معلومات التواصل
احصل على استشارة مجانية وإجابات على جميع أسئلتك عبر إكمال النموذج أدناه
احصل على استشارة مجانية وإجابات على جميع استفساراتك عبر تقديم الطلب أدناه