">">">">
الشفة المشقوقة "الأرنبية" عبارة عن شقٍّ في الشفة العُليا، أو سقف الفم، أو كليهما. وتبدو الشفة المشقوقة عندما لا يتم غلق فم الجنين تمامًا، ويُطلق عليها الشفة الأرنبيَّة لأنها تُشبه شفة الأرنب. وبالطبع إنجاب طفل مُصاب بهذه العيوب أمرٌ مُزعجٌ لوالديه، وللأسرة بأكملها. ولكن المُبشِّر أنه يُمكن حاليًا تصحيح الشفة الأرنبية لدى عدد كبير جدًّا من الأطفال. وأن نسبة النجاح مُرتفعة جدًّا، كما أنه يُمكن إجراء سلسلة من العمليَّات الجراحيَّة لاستعادة المظهر المناسب والطبيعي بالوجه.
تُعَدُّ الشفة الأرنبية من أكثر العيوب الخلقيَّة شيوعًا، وترتبط أيضًا بعديدٍ من المُتلازمات الموروثة، أو الاضطرابات الوراثيَّة. والشفة المشقوقة (الشفة الأرنبية) تَشوُّه يحدث منذ الولادة. ويتجلَّى في عدم غلق الشفة العُليا مع السُّفلى لدى الطفل. ويُمكن أن تظهر بأشكال مُختلفة من شقٍّ صغيرٍ في الشفة إلى انفصالٍ كاملٍ يصل إلى قاعدة فتحة الأنف. وقد يكون الشق أُحاديَّ الجانب؛ أي على جانب واحد من الشفة، أو ثُنائيًّا.
والآن، لم يعُد مُصطلح "الشفة الأرنبية" مُستخدمًا؛ لأنه يبدو مُهينًا جدًّا للمُصابين به. فإذا وُلد طفلك بشفة مشقوقة فليس هذا نهاية العالم. فهناك خيارات علاجية في الوقت الحاضر تُخفي هذا التَّشوُّه تمامًا.
والشفة الأرنبية أكثر من مُجرَّد مُشكلة جماليَّة، كما أنها تُسبِّب مشاكل في الأكل والتنفس والتحدث. وهذا ما يجعل الأطفال المُصابين بها من ضحايا التنمُّر والعُزلة الاجتماعية وتدنِّي احترام الذات، مما يمنعهم من المشاركة الكاملة في مجتمعاتهم. والأطفال الذين يُعانون من الشفة المشقوقة ليس لديهم تأثير إدراكي؛ لأن الشفة المشقوقة ليست إعاقة إدراكية، على الرغم من أن عواقبها تشمل صعوبات في التحدث أو السمع، حيث ثبت أن مرضى الشفة الأرنبية قادرون فكريًّا وجسديًّا مثل أي طفل آخر ليس مًصابًا بهذه الحالة، ومع العلاج الكامل والكافي يمكنهم الوصول إلى أقصى إمكاناتهم ويعيشون حياة كاملة.
أسباب انشقاقات الفم والوجه في معظم الأطفال غير معروفة. ويُعاني بعض الأطفال من الشفة المشقوقة بسبب تغيُّر في جيناتهم، ويُعتقد أن الشفة الأرنبية ناتجة عن مجموعة من الجينات وعوامل أخرى. مثل عناصر في البيئة التي تتلامس معها الأم، أو ما تأكله، أو تشربه، أو بعض الأدوية التي تستخدمها أثناء الحمل، ويمكن لعدَّة عوامل أن تزيد من احتمالية إصابة الطفل بهذا المرض. وذلك على التفصيل التالي:
يعتقد الباحثون أن الشفة الأرنبية قد تعتمد جُزئيًّا على الأقل على طفرة واحدة أو أكثر من التشوُّهات/ الشذوذ في الحمض النووي، والتي تحدث بعد فترة وجيزة من الحمل (في اللحظات الأولى من التطور الجنيني). ولقد أظهرت الدراسات التي تم إجراؤها في هذا الصدد أن هناك جينات في الجينوم البشري، والتي يعد تغييرها (بسبب الطفرة على سبيل المثال) مسؤولًا عن التطور غير الصحيح لملامح الوجه (بما في ذلك الشِّفاه)، كما يواجه الآباء الذين لديهم تاريخ عائلي من الشفة المشقوقة خطرًا أكبر في إنجاب طفل يُعاني من هذه الاضطرابات.
فيعتقد العلماء أن بعض سلوكيات أو ظروف الأم أثناء الحمل قد تؤثر على التطور الطبيعي لعمليات تكوين الشَّفتين. ومن بين سلوكيات وظروف الأم التي يمكن أن تلعب دورًا في ظهور الشفة المشقوقة ما يلي:
من الواضح أن التشوُّه الخاص بالشفة المشقوقة وراثي فقط في 25 ٪ من الحالات. بينما العوامل البيئية التي تحدد هذا التشوُّه، خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل تحتل النسبة المتبقية من سبب هذا المرض، وهي 75% تقريبًا.
يُمكن التعرف على أعراض الشفة الأرنبية على الوجه التالي:
الشفة المشقوقة يمكن أن تؤدي بشكل مباشر وغير مباشر إلى أضرار ومُضاعفات مختلفة. تختلف الأضرار اعتمادًا على شكل ومستوى التشوُّه، وغالبًا ما يرتبط تكوين الفجوة الموجودة في الشفاه والحلق بعديد من الاضطرابات الوظيفية.
تشمل الأعراض المُحتملة للشفة المشقوقة ما يلي:
صعوبة في امتصاص حليب الثدي وتناوله
فالشفتان ضروريتان لامتصاص الحليب من الأم خلال السنوات الأولى من الحياة ولتناول الطعام في مرحلة لاحقة.
فالأشخاص الذين لديهم شفاه مشقوقة يجدون صعوبة في التعبير عن أنفسهم بطريقة غير واضحة. ولهذا السبب قد يتعرضون للتنمُّر من الآخرين.
مثل ظهور أسنان زائدة، كما يكونون أكثر عُرضة للإصابة بالتسوس من الأشخاص الآخرين.
وأحد الأعراض هي التهاب الأذن، خاصة إذا كان الشق موجودًا في الحلق. وفي الواقع فإن هذا التصدع مسؤول عن تشوه أنبوب إستاكيوس بحيث تتراكم السوائل داخل الحلق مما يسبب الالتهابات في الأذن الوسطى. ويُعزِّز التراكُم غير الطبيعي للسوائل في الأذن الوسطى انتشار البكتيريا وما يترتب على ذلك من ظهور التهاب الأذن. ويؤدي الفشل في علاج التهاب الأذن على المدى الطويل إلى انخفاض في السمع، وأحيانًا يكون ملحوظًا جدًّا.
علاج الشفة المشقوقة طويل ومُعقَّد عادة ما يتم في المراكز المتخصصة، هناك يعمل جرَّاحو الفم والوجه والفكين وأخصائيو تقويم الأسنان وأخصائيو الأنف والأذن والحنجرة ومُعالجو الكلام معًا ويضعون خطة علاجية مناسبة لكل مريض. كما أن عديدًا من الأطفال سيحتاجون إلى إجراءات جراحية إضافية مع تقدمهم في السن، ويمكن للإصلاح الجراحي أن يحسن مظهر وجه الطفل، ويمكنه أيضًا تحسين التنفس والسمع والكلام وتطور اللغة، وتختلف الطرق العلاجيَّة للأطفال الذين يعانون من الشقوق الفمية للوجه بناءً على شدَّة الشَّق، وعُمر الطفل واحتياجاته، ووجود المُتلازمات المرتبطة به، أو العيوب الخلقية الأخرى، أو كليهما، وطرق العلاج الخاصة بالشفة المشقوقة هي:
عادةً ما يتم إجراء جراحة لتصحيح الشفة الأرنبية (المشقوقة) في الأشهر الأولى من العُمر، ويُوصى بإجراء ذلك في غضون السنة الأولى من عمر الطفل، ويُوصى بإجراء جراحة لتصحيح الحلق المشقوق في أول 18 شهرًا من العُمر، أو قبل ذلك إن أمكن. ويضم علاج الشفة الأرنبية عملية جراحية ترميمية يتم إجراؤها تحت التخدير الكامل. حيث يقوم الجرَّاح بإعادة بناء جلد وعضلات الشفة باستخدام الأنسجة المحلية، دون الحاجة إلى أخذ الأنسجة من مناطق أخرى من الجسم.
قد يحتاج الأطفال المولودون بالشقوق الفموية إلى أنواع أخرى من العلاج والخدمات. مثل رعاية الأسنان الخاصة أو تقويم الأسنان، يمكن أن يبدأ علاج تقويم الأسنان في وقت مبكر بعد أيام قليلة من الولادة بوضع لوحة سدادة بهدف تقريب جانبي الشق، وتبدأ علاجات تقويم الأسنان التقليدية عادة في عُمر 10-12 سنة عندما يكون لدى الطفل أسنان مختلطة (أسنان الحليب والأسنان الدائمة)، وفي حالات تغيُّر نمو الفك الخطيرة جدًّا يمكن العرض على جرَّاح العظام لاتِّخاذ الإجراء المُناسب.
لأن الأطفال الذين يُعانون من الشفة الأرنبية والوجه يحتاجون في كثير من الأحيان إلى مجموعة متنوعة من الخدمات التي يجب تقديمها بطريقة منسقة طوال فترة الطفولة. وحتى مرحلة المراهقة، وأحيانًا في مرحلة البلوغ، ومنها التخاطب من أجل علاج المشكلات الكلامية؛ فإن رعاية العلاج اللغوي للأطفال أمر مهم، ويجب أن يبدأ هذا في السنة الأولى من الحياة، ويتحقق من تطور الشفتين واللسان وعضلات الحلق. وفي السنتين الثانية والثالثة من العُمر يُراقب مُعالج النطق تكوين الصوت، ويتدخَّل إذا لزم الأمر علاجيًّا.
مع العلاج الصَّحيح فإن مُعظم الأطفال الذين يُعانون من الشفة الأرنبية يتمتعون بنتائج جيدة وحياة صحية. ولكن قد يُعاني بعض الأطفال من مشاكل احترام الذات. ويُمكن أن يكون دعم الوالدين مُفيدًا أيضًا للأطفال الذين يُعانون من عيوب خلقية في الرأس والوجه مثل الشفة المشقوقة. وإذا كان الوالدان قلقين بشأن الاختلافات الواضحة لدى طفلهما مع الأطفال الآخرين فيمكن أن يُعرض الطفل على أخصائي نفسي لمنحه الثقة في نفسه.
يمكن تقليل احتمالية إصابة الجنين بشفة مشقوقة إذا تناولت المرأة حمض الفوليك (حمض الفوليك) قبل الحمل، وخلال الثلث الأول من الحمل. وبما أن التعديلات الجينية قد تكون متورطة في تكوين الشفة الأرنبية أو الحلق المشقوق. فقد تستفيد العائلات التي لديها مُصاب من الاستشارة الجينية قبل الحمل لأخذ الاحتياطات الواجبة.
أخيرًا، لا بد من إجراء فحوصات على فترات مُنتظمة في مراحل العُمر المُختلفة، وعلى المُصابين أن يتحمَّلوا الكثير، مع العلم بأن هذا الأمر يكون مرهقًا عليهم؛ ولذلك يُمكن للأطفال وأولياء أمورهم الحصول على دعم العلاج النفسي. وهناك أيضًا مجموعات دعم ومبادرات تقدم الدعم للمُصابين، وفي نهاية العلاج عادةً ما تكون هناك نتائج جيِّدة، ويعيش المرضى من دون أعراض للشفة المشقوقة.
معلومات التواصل
احصل على استشارة مجانية وإجابات على جميع أسئلتك عبر إكمال النموذج أدناه
احصل على استشارة مجانية وإجابات على جميع استفساراتك عبر تقديم الطلب أدناه