الخصية المعلقة، أو غير النَّازلة، كما هي معروفة طبيًا، تُعَدُّ من الحالات النادرة وغير الشائعة بنسب كبيرة بين المواليد من الذكور. فإنه من بين 25 طفلًا يُولد ستجد أن هُناك طفلًا من بينهم يُولد مُمتلكًا تلك الحالة. ولكنها في المقابل قد تكون شائعة بنسب أكبر بين الذكور ممَّن وُلدوا مبكرًا بما لم يسمح للخصية بعد تكونها قُرب منطقة الكلى من النزول إلى القناة الأربية، حيث تهبط فيما بعد إلى مكانها الطبيعي في الكيس، ولكن في حالات الولادة المُبكرة بالأسبوع الـ37 من الحمل قد تزداد فرص حدوث متلازمة الخصية المعلقة، لذا اليوم أُتيحت الفرصة للتعرُّف بشكل أوضح على الخصية المعلقة وطرق العلاج المناسبة للكبار والصغار المُصابين بها على حد سواء.
طبيًا هُنالك كثير من الأسماء المتداولة لتلك الحالة وهي المُتمثلة في (الخصية غير النازلة Undescended testis). وكذلك (اختفاء الخصية Cryptorchidism). وفي مختلف الأحوال تُعبِّر تلك المُتلازمة عن عدم نزول الخصية في منطقة الكيس الجلدي الموجود خلف القضيب قبيل موعد الولادة لدى الذكور.
وتصل نسب الإصابة بتلك الحالة في واحدة من الخصتين بين 2% و5% من المواليد الذكور. مع العلم بأن فرص الإصابة بالخصية المُعلقة في كلتا الخصيتين من الظواهر النادرة للغاية، إلا أنها لا تزال واردة الحدوث.
فمن الطبيعي أنه خلال الشهرين الأخيرين في مرحلة الحمل الطبيعية يستمر النمو الطبيعي للجنين الذكر. ففي خلال تلك الفترة تقوم الخصيتان بالنزول ببُطء من البطن عبر ممر يُعرف باسم (القناة الأربية) ليتخذ موضعه في كيس الصفن. ولكن إذا لم يكتمل النمو خلال الأسبوع الـ37 من الحمل تتوقَّف عملية نزول الخصيتين لتظهر بذلك الخصية المعلقة. والتي قد توجد الخصية خلالها إما في داخل البطن، أو أنها لا تزال في القناة الأربية. أو بأن تكون خارج القناة الأربية، وبالتحديد في منطقة أعلى الكيس.
في مختلف الأحوال بالنسبة لكثير من الحالات المُصابة بالخصية المعلقة من المواليد في إحدى الخصيتين عادةً ما تُحل تلك المشكلة بشكل تلقائي. وهذا ما يحدث خلال الأشهر الأولى من الولادة. ولكن إذا لم يحدث أي تغير على الحالة فلا بد عندها من التدخل الجراحي في سبيل إنزال الخصية حيث مكانها الطبيعي.
بالنظر إلى أن الخصية مسؤولة على عملية إنتاج كل من هرمون التستوستيرون الذكوري الذي يمُثل الأساس في الجهاز التناسلي الذكوري. وكذلك إنتاج الحيوانات المنوية المسؤولة بدورها عن التناسل. وتحتاج عمية إنتاج تلك الحيوانات إلى درجة حرارة أقل من الدرجة الخاصة بجسم الذكر. وهذا هو السبب في نزول الخصيتين إلى موضعهما في كيس الصفن. ولكن في المقابل إذا لم تهبط الخصية فهذا ما يُرجح إصابة الجسم باضطرابات مختلفة منها الهرمونية، وأخرى الجينية.
يُؤخذ في الاعتبار صحة الأم أو العوامل البيئة المتغيرة التي تتعرَّض لها خلال الحمل. وهذا ما قد يكون سبب الخصية المعلقة.
قد لا يكون معروفًا بشكل فعلي السبب في حدوث تلك الحالة. فإن هُناك عددًا من العوامل التي تزيد من مشاكل الخصية المعلقة، وكذلك فرص حدوثها بالنسبة للمواليد حديث الولادة، وتلك العوامل هي المتمثلة في:
في الحمل الطبيعية تتكوَّن الخصيتان في منطقة جوف البطن Abdominal cavity، على أن تترك تلك المنطقة بالشهرين الأخيرين للتمركز في مكانهما بكيس الصفن. ولكن في حالات الخصية المعلقة قد تتوقَّف عملية التطور التي تمر بها الخصيتين. ومن هنا يتشكل العرض الأساسي في أنه من الصعب رؤية الخصية أو حتى القابلية على تحسُّسها بالمكان الذي من المتوقع أن توجد به حيث كيس الصفن بعد الولادة.
عادة من ما يتم اكتشاف الخصية المعلقة لدى الرضع بشكل عام حينما يتم إخضاعهم إلى الفحص الجسدي الأول لهم بعد الولادة مباشرةً. بالتالي في حال إذا ما تم اكتشاف الإصابة لا بد من الاستفسار عن المواعيد التي لا بد من مُعاودة إجراء الفحص من جديد. وخاصةً أنه من الممكن أن تُحل المشكلة بشكل تلقائي. ولكن بعد مُضيِّ 4 أشهر من الولادة، وفي حالة لا تزال الخطية غير نازلة. ففي تلك الحالة من غير المُرجح أن تُحل المشكلة تلقائيًا. ولا بد من الخضوع لـ جراحة الخصية المعلقة عند الأطفال بشكل مُبكر، أي في فترة الرضاعة حتى لا تحدث أي مضاعفات خطيرة بالنسبة للبالغين كالإصابة بالعُقم أو بسرطان الخصيتين. مع العلم بأنه بالنسبة لأولئك الذكور بالمرحلة العمرية المتقدمة منذ الرضاعة، وحتى المُراهقة. وفي حالة نزلت الخصية تلقائيًا إلى كيس الصفن قد يعرضهم هذا في مراحل لاحقة من حياتهم إلى الإصابة بإحدى الظاهرتين التاليتين:
يُشار بها إلى أن المريض في تلك الحالة يمتلك خصية متُحركة بالذهاب والعودة من كيس الصفن إلى القناة الأربية، أو العكس. هذا مع العلم بأنه من الممكن أن يتم إرجاعها بسهولة إلى كيس الصفن من جديد بالاعتماد على الطريقة اليدوية التي يمكن أن يُشار إليها أنها لا تزال سهلة نسبيًا. وقد يكون السبب في حدوث تلك الظاهرة يرجع إلى التوتر العضلي الذي تتعرَّض له منطقة كيس الصفن.
يُشار إلى تلك الظاهرة بأنها تمثل حالة رجوع الخصية إلى داخل القناة الأربية وارتفعت بما يجعل من الصعب إرجاعها من خلال الاعتماد على التوجيه اليدوي. ولا بد في تلك الحالة من ضرورة استشارة الطبيب.
لتتمكن كلتا الخصيتين من أداء مهامها الطبيعية بفعَّالية؛ يلزم لتحقيق هذا أن تُوجدا في منطقة أكثر برودة عما هي عليه درجة حرارة الإنسان الطبيعية، وكل تلك الخصائص توجد بمنطقة كيس الصفن ذات الطبيعة الباردة.
ومن هنا تجد أن الخصية المعلقة قد تُؤدِّي إلى الإصابة بعديد من المضاعفات التي تتمثَّل في:
من السهل على الطبيب التعرُّف على ما إن كانت الخصية معلقة وغير نازلة أم لا، فإنه لا بد من إخضاع الطفل إلى بعض الاختبارات والفحوصات المتنوعة التي تستهدف من خلالها تحديد الموضع الدقيق للخصية المُعلقة. وهذا ما يسمح له فيما بعد بالتحقق من التغيرات المختلفة التي تطرأ عليها.
بعد الخضوع لتلك الفحوصات إذا كان لم يتم التعرُّف على موضع الخصية المعلقة. ففي لك الحالة قد يقوم الطبيب بتحويل المريض لإجراء عدد من الاختبارات الإَضافية التي تستهدف تحديد جنس الطفل، وهو ما يعود إلى خلل جيني. وفي تلك الحالة لا بد من الخضوع لإجراء تحديد الخنوثة Intersexuality، والتي تتمثَّل في:
كثيرًا ما يتردد سؤال هل الخصية المعلقة خطيرة بين الوالدين مما أصيب مولودهما بتلك الحالة؟. ولكن في كثير من الحالات ما يكون العلاج بسيطًا للغاية من تحريك يدوي للخصية حتى تتم إعادتها إلى مكانها الطبيعي في كيس الصفن. هذا مع العلم بأنه إذا ما تم العلاج خلال العام الأول من الولادة قد يُساعد هذا في الحد من المضاعفات الخطيرة كالعقم أو إصابة البعض بسرطان الخصية. لذا يُوصي الأطباء بضرورة إخضاع الأطفال للجراحة والعلاج قبل أن يتخطى عمر الـ18 شهرًا بعد الولادة. هذا مع العلم بأن هناك عديدًا من طرق العلاج الأخرى التي يتم ذكرها تاليًا.
مثلما ذكر سابقًا أنه من الممكن استخدام كل من عمليتي تنظر البطن أو الجراحة المفتوحة في سبيل علاج وتصحيح مكان الخصيتين. مع العلم الجراحة تعتمد كليًا على بعض العوامل المختلفة التي يحددها الطبيب. وعلى رأسها (صحته، وكذلك درجة صعوبة تنفيذ الجراحة). لذا كثيرًا ما يُوصي الأطباء بضرورة خضوع الطفل لتلك الجراحة التصحيحية عندما يبلغ 12 شهرًا. وكذلك قبل أن يبلغ الـ12 شهرًا. ولكن قد تكون هنالك تكون بها الخصية لا تزال ضعيفة النمو بما يسمح بنمو بعض الأنسجة الميتة منها أو غير الطبيعية في المنطقة المحيطة بالخصية. وهي التي يقوم الجراح بإزالتها كليًا. وإن كان الطفل مُصابًا بالفتق الأربي؛ يعمل الجراح على مُعالجة وإصلاح الفتق خلال خضوع لجراحة تصحيح الخصية. وبعد الانتهاء من الجراحة يتم العمل على مراقبة الخصية للتأكد من نجاح عملية التصحيح وأنها لا تزال ثابتة في منطقة كيس الصفن. ومن طرق المراقبة التي قد يتبعها الطبيب كل من:
لا يُوصي كثير من الأطباء بالخضوع لهذا النوع من العلاجات لأنها الأقل في الفعَّالية عما قد تحصل عليه من نتائج نجاح عالية إذا قمت بالجراحة. وهذا لأن العلاج الهرموني يعتمد على الحقن بموجهات خاصة بالغدد التناسلية المشيمية. والتي تعمل على نقل وتحريك الخصية المعلقة إلى مكانها في كيس الصفن، وهو ما لا يضمن نتائجه.
إذا كان طفلك يمتلك خصية معلقة أو كلتيهما وما زال لم يخضع للجراحة، ففي تلك الحالة يمكن اللجوء إلى إجراء زراعة الخصيتين خلال أي من مرحلتي الطفولة أو المراهقة. علمًا بأن نتائج زراعة الخصية تجعل من كيس الصفن يبدو طبيعيًا للغاية. وفي الختام قد يكون اختيار إجراء جراحة الخصية المعلقة عند الأطفال هو الخيار الأفضل. وهذا لأنه يضمن نجاح تثبيت الخصية في الصفن بنسبة تصل إلى 100%، ومن الممكن خلالها أن تكون معدلات الخصوبة في حالاتها الطبيعية. مع الأخذ في الاعتبار أنه بعد الخضوع للجراحة في حالة وجود خصيتين معلقتين قد تقل درجة الخصوبة 65% تقريبًا.
معلومات التواصل
احصل على استشارة مجانية وإجابات على جميع أسئلتك عبر إكمال النموذج أدناه
احصل على استشارة مجانية وإجابات على جميع استفساراتك عبر تقديم الطلب أدناه