هناك عديدٌ من الأمراض والاضطرابات الصِّحيَّة التي تُصيب المرأة على مُستوى الجهاز التناسُلي، مثل ما يتعرَّض له المهبل والرَّحم، وهو ما يُؤثِّر في قُدرة المرأة الجنسية، وخُصوبتها، وهو ما يستدعي ضرورة إجراء الفحص والتحليل والقيام بخزعة المهبل ومسحة عنق الرحم، وذلك بأخذ عيِّنة والكشف عليها عن طريق المنظار، هذا بالإضافة إلى ضرورة الأخذ بأسباب الوقاية والحذر.
الخزعة Biopsy عمومًا هي اختبار طبي من خلاله يقوم الطبيب بأخذ عيِّنة من الخلايا أو من الأنسجة ليقوم بفحصها، وهي عملية إزالة طبية لجُزء حيٍّ ليتم التحقق من وجود علَّة أو مرض، ويقع عرضها تحت المجهر كما يُمكن فحصها كيميائيًّا. وتُؤخذ الخزعة عمومًا للحُصول على رُؤية داخلية لحالاتٍ قد تكونُ سرطانيَّة أو التهابيَّة. وغالبًا يتم اللجوء إلى هذا النوع من الفحص عندما يتبيَّن في فحوصات سابقة أن الأنسجة غير سليمة. وتتم عملية الخزعة من خلال استخدام أداة حادَّة من أجل اقتطاع عيِّنة من النسيج، وفي بعض الحالات يُمكن أن يكون الشَّفط بواسطة الإبرة كافيًا Aspiration biopsy.
خزعة الرحم: يتم أخذ خزعة الرحم من البطانة الداخلية للرحم، وتكون عن طريق إزالة قطعة صغيرة من نسيج البطانة وإرسالها إلى المُختبر، ليتم الكشف عن التغيُّرات الحاصلة في الخلايا بسبب الأنسجة غير الطبيعية، أو الاختلافات في مستويات هرمونات الجسم، حيث يُساعد هذا الإجراء الطبيب في القيام بالتشخيص المناسب لبعض الحالات الطبية التي سيتم التطرُّق إليها لاحقًا، بالإضافة إلى خطواته وآثاره الجانبية، ويتم إجراء الخزعة بسهولة وبطريقة آمنة عند الطبيب المختص في غضون 10 دقائق.
يتم إجراء خزعة الرحم للمُساعدة في عملية التشخيص لأمراض وتشوُّهات الرحم، ولاستبعاد أمراض أخرى، فقد يرغب الطبيب المُعالج في إجراء الخزعة من أجل حالات طبية معينة نذكر منها الآتي:
أما عن خطوات خزعة الرحم، فإنه يتم إجراء خزعة الرحم في العيادات الخاصَّة، أو في المستشفى، وقد تختلف الإجراءات بشكل فردي بناءً على الحالة الصِّحيَّة.
يقوم الطبيب المختص بأخذ الخزعة أو العيِّنة من بطانة الرحم في عيادة الطبيب دون الحاجة إلى التخدير، بل قد يُوصي الطبيب بتناول بعض الأدوية المضادة للالتهاب (اللاستروئيدية) قبل 30 إلى 60 دقيقة من الإجراء، حيث تُساعد هذه الأدوية في تخفيف التقلصات العضلية والألم الذي يُمكن أن يُرافق الخزعة.
ويُعَدُّ إجراء أخذ الخزعة من الرحم إجراءً آمنًا وبسيطًا لا يستغرق سوى نحو من 10 إلى 15 دقيقة فقط، ويتم خلاله وضع المريضة على طاولة خاصَّة بالفحص مُخصَّصة لدعم القدمين وتسهيل إجراء الفحص، ويُدخل الطبيب أداة تُسمَّى منظار المهبل عبر فتحة المهبل ليُحافظ عليه مفتوحًا في أثناء عملية الفحص.
وبشكل عام، يتم أخذ خزعة من بطانة الرحم بالطريقة الآتية:
على الرغم من سُهولة هذا الإجراء فإن له بعض المخاطر المُحتملة، والمتمثلة في:
تظهر نتائج خزعة بطانة الرحم خلال أسبوع من عملية الفحص، وتشمل نتائج خزعة بطانة الرحم للنزيف غير الطبيعي ما يلي:
نتائج خزعة بطانة الرحم غير دقيقة، أو غير حاسمة، مما يعني أنها لا تُظهر إذا كانت لدى المرأة خلايا سرطان في الرحم أو لا، وفي مثل هذه الحالة هناك حاجة إلى إجراء آخر يُسمَّى توسيع الرحم وكحته لأخذ عيِّنة أكبر من بطانة الرحم خلال الإجراء لفحصها في المُختبر.
ولا تُعَدُّ خزعة بطانة الرحم دقيقة لأنها تأخذ عيِّنة عشوائية من بطانة الرحم، وقد تُهمل أخذ عيِّنة من النمو السَّابق للسرطان أو أورام السرطان في الرحم، لذا في بعض الأحيان قد تكون هناك حاجة إلى مزيد من الفحوصات إذا لم تختفِ الأعراض.
تُعرف مسحة عنق الرحم على أنها عملية أخذ عيِّنة من إفرازات عنق الرحم، وذلك عن طريق فرشاة خاصَّة يقوم الطبيب بإدخالها إلى قناة الرحم، وَمِنْ ثَم مسحه، وبعد ذلك يقوم بوضع العيِّنة المُستخرجة على شريحة من الزجاج، وإضافة صبغاتٍ خاصَّة إليها، وذلك لاستخراج كل من الخلايا المسطحة، والعمودية حتى يتم فحصها في المُختبر، حيث يُشار إلى أن هذه المسحة تُفيد في الكشف عن مُختلف الأمراض التي تُصيب رحم المرأة، وجهازها التناسُلي بشكل عام، لذلك ينصح الطبيب جميع السيدات بعملها مرَّة واحدة في السنة على أقلِّ تقدير.
تقوم مسحة عنق الرحم بدور كبير في الكشف عن عديد من الأورام والالتهابات والأمراض الأخرى التي تتعرَّض لها المرأة، حيث تكمُن أهميتها في:
المسحة المهبلية فحص نسائي تُؤخذ فيه عيِّنة من الإفراز المهبلي لفحصها، وذلك من خلال وضع عيِّنة الفحص على شريحة زجاجية، ثم مزجه مع محلول ملحي، ويُستخدم لمعرفة سبب التهاب المهبل والفرج.
أما العيِّنة المهبلية فهي جمع إفرازات مهبلية باستخدام مسحة (مسحة قطنية خاصَّة).
تُستخدم المسحة المهبلية في حالة ظهور أعراض التهاب المهبل مثل حكَّة المهبل، أو الحُرقة، أو الطفح، أو الرائحة، أو الإفرازات... وقد تُساعد المسحة المهبلية في حال الاشتباه في عدوى فطر الخميرة المهبلية، وداء المشعرات، والتهاب المهبل البكتيري.
أما عن اختبار المسحة المهبلية، فإنه لا يُجرى أثناء فترة الحيض، لأن دم الحيض على الشريحة قد يُؤثِّر على النتائج، إذ لا يُقدِّم نتائج صحيحة. كما يجب تجنُّب الريِّ المهبليِّ، أو مُمارسة الجنس، وذلك لمدة 24 ساعة قبل القيام بالاختبار (فربما يُغيِّر ذلك من درجة الحموضة المهبلية). كما أنه لا ينبغي استخدام الأدوية المهبلية دون استشارة الطبيب خلال يومين، أو ثلاثة أيام، قبل القيام بعملية الاختبار.
وتُؤخذ العيِّنة المهبلية باستخدام المنظار لتسهيل استخدام المسحة ولأخذ عيِّنة من السائل داخل المهبل. وقد تُسبِّب عملية أخذ العيِّنة بعض الانزعاج ونزيفًا بسيطًا، لكن خلاف ذلك لا تُوجد مخاطر مُرتبطة. وتُوضع العيِّنة بعد ذلك على شريحة مجهرية وتُفحص بواسطة الفحص المجهري المُعَدِّ إعدادًا رطبًا بوضع العيِّنة على الشريحة الزجاجيَّة ومزجها مع محلول ملحي.
يقوم تحليل المسحة المهبلية بالكشف عن: الإصابة بالتهاب المهبل Vaginitis نتيجة التعرُّض لعدوى بكتيرية، أو فيروسية، أو فطرية، أو انتقالها جنسيًّا من شخص لآخر، حيث يتم أخذ عيِّنة من إفرازات المهبل باستخدام مسحة من القطن المُعقَّم، ثم وضعها على شريحة مجهرية وإرسالها إلى المُختبر، وفحصها باستخدام المجهر للكشف عن وجود العدوى، وينصح بعض الأطبَّاء بتجنُّب الجماع، أو غسل المهبل وتنظيفه لمدة 24 ساعة قبل القيام بأخذ مسحة المهبل.
هناك طُرُق أخرى يُمكن للمرأة اعتمادها، وتُعرف بالطريقة الذاتية، حيث يُمكن أخذ مسحة المهبل ذاتيًّا قبل الذهاب إلى عيادة الطبيب. وهنا يجب على المرأة اتِّباع التَّعليمات التالية حتى تقوم بأخذ العيِّنة بشكل صحيح:
قبل التَّطرُّق إلى علاج الالتهابات المهبلية علينا أن نُفرِّق بين أنواعها، فهناك عدَّة أنواع من الالتهابات المهبلية، نذكر منها ثلاثة أنواع رئيسيَّة، وهي:
يتم أخذ خزعة المهبل (عيِّنة الفرج) كجُزءٍ من الفحص الطبِّي المطلوب عند ظهور أي إصابة فيه. وفي أثناء أخذ خزعة المهبل، تكون معظم أجزاء المهبل ضعيفة الإحساس، ولن تشعر المرأة بأيِّ ألم في أثناء الخزعة، ولكن قد تشعر المرأة بالألم عند إجراء الخزعة على الجُزء السُّفلي من المهبل أو الفرج، لذا، قد يضع الطبيب مُخدِّرًا موضعيًّا لتخدير هذه المنطقة، وقد يضع محلولًا كيميائيًّا على مكان الخزعة للحدِّ من النزيف، وإذا لم يأخذ الطبيب عيِّنة خزعة في أثناء تنظير المهبل، فلن تكون هناك أي قيود على النشاط بمجرد الانتهاء من الاختبار. وقد تُعاني المرأة من بعض النزيف في صورة بُقع أو نزيف خفيف للغاية من المهبل لمدة يوم أو يومين تاليين.
يُشار عادةً إلى العيِّنة التناسُلية في حالة الاشتباه في الإصابة، في وجود أعراض، مثل: