يعتبر إدمان الإنترنت Internet addiction حالة نفسية مرضية تأتي للشخص بسبب قضاء أوقات طويلة على الإنترنت والابتعاد عن الحياة الواقعية، ويعيش الشخص داخل هذا العالم الافتراضي، سنتحدث هنا عن أسبابه وأعراضه وأهم طرق علاجه.
إدمان الإنترنت هو من الاضطرابات التي تصيب العديد من الأشخاص على مستوى العالم، والشيء المقلق في ذلك الاضطراب هو أن الشخص الذي يعاني منه يكون محاط بالتكنولوجيا دائمًا، حيث إنه لا يستطيع الإقلاع عن مشاهدة أي شيء على الإنترنت حتى إذا لم يكن يرغب في ذلك، وعندما يبحث عن الإنترنت يشعر بالرضا الداخلي، لمجرد قضاء وقت طويل على الإنترنت.
قد غيّر الإنترنت الطريقة التي نعيش بها حياتنا أكثر من أي وسيلة تكنولوجية أخرى حتى الآن، وقد تم تصنيف إدمان الإنترنت بأنه إدمان سلوكي مثل إدمان أي شيء آخر سيء، كإدمان مشاهدة الأفلام الإباحية على سبيل المثال، وفي وقتنا الحالي يقضي العديد من الأشخاص وقت طويل في استخدام الإنترنت حيث أنه وفر للجميع في أي مكان في العالم كل شيء يرغب المرء به.
يتحول الأمر لدى مدمنين الإنترنت من الأمر الطبيعي وهو استخدام الإنترنت للضرورة بساعات قليلة في اليوم إلى الإفراط في استخدامه ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب حول ذلك الأمر، ويجب علاج ذلك الإدمان السلوكي بشكل مبكر قبل أن يتحول إلى مشكلة كبيرة تنتج عنها الكثير من العواقب التي لها تأثير كبير على الصحة النفسية والعقلية، وعلى الحياة الاجتماعية بشكل عام.
لا يوجد سبب واحد. حيث يعود الأمر إلى عدة عوامل وأسباب تؤدي إلى ذلك. التي من ضمنها الآتي:
وقد يرى العديد من الخبراء أن الأشخاص المدمنين للإنترنت لا يملكون ما يكفي من مستقبلات الدوبامين، أو أنهم لا يحققون التوازن السليم والصحيح بين السيروتونين والدوبامين، وهما ناقلان عصبيان لهما دور وتأثير كبير في الدماغ.
توجد العديد من الأعراض التي تظهر على الشخص الذي يدمن الإنترنت، وتنقسم هذه الأعراض إلى أعراض نفسية وعقلية وأعراض عضوية. كما ونجد أنه من ضمن الأعراض النفسية والعقلية الآتي:
يشعر العديد من مدمني الإنترنت أن لهم عالم آخر يعيشون به. حيث أن الأغلبية العظمى ينفصلون عن العالم المحيط بهم ويعيشون داخل عالم افتراضي بحت. مما قد يتسبب لهم في ظهور أعراض التوحد والعزلة.
يتسبب إدمان الإنترنت في الشعور بالاكتئاب حيث أن الشخص لا يقوم بعمل أي شيء آخر سوى البحث عبر الإنترنت.
لا يستطيع الشخص في هذه الحالة أن يكون لديه القدرة على تحديد أولوياته، حيث أن أهمية الإنترنت تأتي في المقدمة بشكل دائم، وقد ينسى الشخص تناول طعامه بسبب انشغاله وإدمانه الشديد للإنترنت.
أظهرت الدراسات أن الشخص الذي يقضي عدد ساعات طويلة على الإنترنت يكون شخص عصبي. كما وقد يثار لأسباب بسيطة للغاية ولا يتحمل أي شيء.
يشعر مدمني الإنترنت بشعور داخلي بالذنب والتقصير تجاه كل شيء يجب القيام به ولا يفعلونه من أجل إدمانهم شاشات الهاتف والحاسب الآلي.
يعاني الشخص المدمن من قلة في التركيز وتشتت في التفكير ولا يستطيع التركيز في أمر هام وإنجازه دون أخطاء.
من ضمن الأعراض الجسدية التي يمكن أن تصيب الشخص:
بدون شك توجد العديد من السلبيات التي تتعلق بإدمان الإنترنت، كما و أن له الكثير من الأضرار والتي قد تكون على النحو التالي:
بالإضافة إلى ذلك يظل الأشخاص الذين يعانون من الادمان على النت بصفة عامة غير نشطين لفترات طويلة من الزمن، ويمكن للأشخاص تجنب الآثار الصحية السلبية لاستخدام الإنترنت من خلال الحصول على قسط من الراحة بشكل منتظم من الاستخدام والمشاركة في النشاط البدني.
يمكن أن يتعافى الأشخاص المدمنين للإنترنت من خلال الرعاية المناسبة وتكثيف المساعدة النفسية لإنقاذ الشخص من ذلك الإدمان السلوكي، ويكون العلاج على النحو التالي:
توجد بعض الأمور التي يجب القيام بها لعلاج الأطفال منه، والتي تتمثل في النقاط التالية:
توجد بعض الخطوات التي يجب السير عليها لعلاج الإدمان لدى المراهقين، والتي تتمثل في الآتي:
الاعتراف بوجود مشكلة وهي إدمان الإنترنت، وقضاء أوقات طويلة في اللعب على الإنترنت، حيث أن ألعاب الفيديو video games منتشرة بشكل كبير بين المراهقين، وأيضًا مشاهدة اليوتيوب youtube والأفلام والمسلسلات والتسوق الإلكتروني.
تتمثل هذه الخطوة في ضرورة التحدث مع المراهق حول المشكلة. كما ويجب أن تتأكد من أنهم يعرفون أنك لا تقوم بمهاجمتهم، ولكنك تقلق على صحتهم النفسية والعقلية.
الاتفاق معه على خطة عمل أو نشاط معين والبدء في وضع خطة للقيام بذلك مع استخدام الإنترنت، ولكن بساعات أقل، وعدم الانخراط في عالم السوشيال ميديا والاندماج به والابتعاد عن الحياة الواقعية.
التحدث إلى طبيب مختص حول أفضل الأساليب في العلاج السلوكي للحالة، كما أن العلاج قد يكون مهم لكي يفهم المراهق مدى ضرر إدمان الإنترنت على صحته العقلية والنفسية، وأنه قد يسبب له العديد من الآثار الصحية والأضرار النفسية.
من المعروف أنه قد يحدث الادمان بسبب بعض الاضطرابات العاطفية الأساسية مثل الاكتئاب والقلق، لذلك يمكن إعطاء الأدوية المستخدمة لهذه الحالات على أمل أن يؤدي علاج السبب الأساسي إلى توقف الإنترنت أو إدمان الكمبيوتر، وهذه الأدوية هي مضادات الاكتئاب والأدوية المضادة للقلق.
وعندما يخرج الإدمان عن السيطرة، تكون هناك حاجة أحيانًا للأدوية لمنع مدمني الإنترنت من إيذاء أنفسهم من خلال البقاء على الإنترنت لفترة طويلة جدًا، ومن ضمن هذه الأدوية دواء Escitalopram الذي يعتبر أحد خيارات الأدوية التي أثبتت فعاليتها في العلاج.
ولكن يجب الحذر عند تناول دواء للعلاج في هذه الحالة. حيث أنه قد يسبب آثارًا جانبية ضارة، ومن المهم استشارة طبيبك بخصوص أي آثار جانبية محتملة قبل البدء في تناول أي دواء، حيث قد يؤدي تناول مضادات الاكتئاب للإدمان عبر الإنترنت أيضًا إلى الاعتماد على هذا الدواء. لذا يجب الانسحاب من مضادات الاكتئاب دائمًا تدريجيًا وتحت إشراف طبي.
معلومات التواصل
احصل على استشارة مجانية وإجابات على جميع أسئلتك عبر إكمال النموذج أدناه
احصل على استشارة مجانية وإجابات على جميع استفساراتك عبر تقديم الطلب أدناه