جراحة العمود الفقري

جراحة العمود الفقري، من العمليات الطبية الضرورية في العديد من الحالات، وهي تهدف إلى تقليل الضغط الواقع على النخاع الشوكي، سنتعرف هنا على هذه الجراحة وأنواعها والتقنيات الطبية المستخدمة فيها وأهميتها وما قبل العملية وما بعدها وغيرها من المعلومات الطبية الهامة.

أهمية جراحة العمود الفقري

تعتبر جراحة العمود الفقري من أهم العمليات الجراحية الضرورية للتخلص من آلام الظهر والعمود الفقري والضغط على النخاع الشوكي، خاصة لمن يعاني من هذه الآلام لعدة أسباب، مثل:

  • زيادة الوزن.
  • الأنشطة العنيفة.
  • وجود عيوب خلقية في العمود الفقري.
  • الإصابات أثناء التمارين الرياضية.
  • الحوادث وما ينتج عنها من مضاعفات.
  • الكسور في العمود الفقري.
  • الإصابة ببعض الأورام في العمود الفقري.

بالإضافة إلى الأسباب السابقة، فإن العديد من التقارير الطبية حول العالم أشارت إلى ازدياد أسباب آلام الظهر بشكل يومي بسبب وضعيات الجلوس غير الصحيحة، وكثرة الاعتماد على الأعمال المكتبية.

أما عن العمليات الجراحية للعمود الفقري، فلا يلجأ إليها الأطباء في البداية، بل يقومون في البداية بمحاولة علاج العمود الفقري دوائيًا، ثم العلاج الطبيعي، لتأتي المرحلة الأخيرة وهي إزالة الألم عبر جراحة العمود الفقري.

أنواع الآلام التي قد يعاني منها المريض والتي تستدعي بالطبع القيام بالجراحة مثل

  • جراحة العمود الفقري القطني أو ما تُعرف بإزالة آلام أسفل الظهر وهي العملية الأكثر انتشارًا.
  • جراحة تخفيف الضغط القطني، وفي العادة فإن الهدف من تلك الجراحة هو تخفيف الآلام المستمرة الناتجة عن الانزلاق الغضروفي أو تضييق العمود الفقري القطني.

وهناك العديد من الأسباب التي يلجأ إليها الأطباء لهاتين الجراحتين، منها ما يُعرف طبيًا باعتلال الجذور العصبية أو عرق النسا sciatica.

ولقد تطورت جراحات العمود الفقري في الوقت الحاضر، بسبب التكنولوجيا المتطورة، ووضع تقنيات تساعد المريض على سرعة الشفاء، مثل جراحة العمود الفقري بالمنظار والتي نتعرف عليها بالتفصيل لاحقًا، هذا إلى جانب الأجهزة التقنية الطبية الحديثة التي يتم استخدامها أثناء الجراحة.

ما هي جراحة العمود الفقري بالمنظار

هذه الجراحة الحديثة تدخل جراحي من نوع خاص باستخدام أفضل الوسائل الطبية الحديثة، وعبر استخدام المنظار الطبي الذي يساعد على إزالة المشكلة مثل الانزلاق الغضروفي وإزالة النتوءات الضاغطة على الأعصاب والخلايا العصبية في القناة الفقرية بدون آلام مبرحة مثل العمليات الجراحية العادية.

وهذه الجراحة يفضلها الأطباء في الوقت الحاضر لأنها الأكثر شيوعًا في المجتمع الطبي، ويمكن القيام بها دون آلام، كما لا ينتج عنها أي من المضاعفات الخطيرة التي قد تحدث بعد العملية الجراحية العادية.

بعد عملية جراحة العمود الفقري بالمنظار، يكون المريض تحت المراقبة الطبية لمدة لا تقل عن 3 أسابيع، ثم يخضع للتعافي عن طريق التأهيل الطبي والتكيف مع الوضع الجديد، حيث لا يمكن الانحناء أو الجلوس بشكل طبيعي بعد العملية أو حتى وضعية الجلوس الطويل، وغيرها من النصائح التي يجب إتباعها بعد العملية.

وصف عملية العمود الفقري بالمنظار

كثير من الشائعات تتردد حول صعوبة عمليات العمود الفقري، لكن في الحقيقة هي مجرد شائعات، فالعمليات الحديثة والتي يتم استخدام المنظار الجراحي endoscope فيها، قامت بتسهيل عملية العمود الفقري وإزالة الألم.

وهناك العديد من المزايا لعملية وجراحة العمود الفقري بالمنظار منها

  • آلام أقل لعملية العمود الفقري، حيث يعتمد الطبيب على عمل شق صغير لا يشعر به المريض، وهو ما يُسمى minimally invasive spine surgery
  • تساعد جراحة العمود الفقري بالمنظار على سرعة التعافي والشفاء بالنسبة للمريض.
  • هذه الطريقة تعتبر هي الأكثر شيوعًا في جميع أنحاء العالم في الوقت الحاضر.

خطوات عملية وجراحة العمود الفقري من خلال المنظار الطبي فتتم عبر

إدخال المنظار الطبي عبر شق صغير غير مؤلم للمريض، ومن خلال التحكم بالأشعة السينية من قبل الطبيب المختص، وعبر أدوات خاصة يصل المنظار الطبي إلى أماكن الألم في العمود الفقري، وبالتالي القيام بإزالة الغضروف  الضاغط على الفقرات.

متى يقرر الطبيب إجراء جراحة العمود الفقري

هناك العديد من الحالات التي تستدعي التدخل الجراحي في العمود الفقري، فقد تكون الخيارات الدوائية أو خيار العلاج الطبيعي غير مجدي في الغالب، لذلك يقرر الطبيب بإجراء العملية الجراحية في العمود الفقري.

الحالات التي تستدعي القيام بهذه العملية الجراحية

الانزلاق الغضروفي

الانزلاق الغضروفي عبارة عن تمزق في حلقات الغضاريف الليفية الموجودة بين الفقرات، إما بشكل كامل أو جزئي، وهو ما يؤدي إلى حدوث مضاعفات مثل الآلام الشديدة، وكذلك التأثير على الحركة، وربما مضاعفات شديدة للغاية مثل الشلل الجزئي في بعض الأحيان.

وبالتالي يتم إجراء العملية الجراحية في العمود الفقري بشكل جزئي في القناة الشوكية، وذلك لـ:

  • إصلاح التلف في القرص البين فقري، والذي يشعر به المريض وينتج عنه آلام شديدة للغاية، بسبب الضغط على الألياف العصبية في الغضاريف.
  • استئصال القرص البين فقري المتدلي والضاغط على الألياف العصبية.

ويقرر الطبيب إجراء العملية لأنه في أغلب الأحيان تكون الحالة تعاني من مضاعفات شديدة، لذلك يقوم بالتشخيص عبر:

  • الكشف الإكلينيكي السريري
  • التصوير الطبقي المحوري.
  • أشعة الرنين المغناطيسي.

أما عن وصف العملية الجراحية للانزلاق الغضروفي، فتتم عبر فتحة صغيرة في الظهر بينما يكون المريض في الوضعية البطنية، وعبر التخدير الكامل.

ويتم إزالة القرص البين فقري إما كاملًا أو جزئيًا حسب الحالة، وذلك من القناة الشوكية لينتج عنه إزالة الضغط على هذه القناة وهو ما يؤدي إلى شعور المريض بالراحة والتخلص من الآلام الشديدة التي كان يعاني منها في السابق.

مضاعفات عملية لانزلاق الغضروفي

وللأسف الشديد قد تكون عملية العمود الفقري الخاصة بالانزلاق الغضروفي لها عدة مضاعفات في حالة إذا لم يتم عمل الإجراءات الطبية والتقنية خلال أو ما بعد الانتهاء من عملية جراحة العمود الفقري، أما عن المضاعفات المحتملة لهذه العملية فهي:

  • إصابة القناة الشوكية بتلف لبعض الألياف العصبية إما بشكل مؤقت أو دائم.
  • حالات العدوى التي قد تصيب المريض خلال العملية.
  • الإصابة بالأورام الدموية ونزيف الدم.
  • احتمالية  رجوع حالة الانزلاق الغضروفي مرة أخرى.

تضيق القناة الشوكية

حالة أخرى تستدعي قرار الطبيب بإجراء عملية جراحية عاجلة في العمود الفقري، وهي حالة تضيق القناة الشوكية، حيث تحدث حالة من الضعف الطارئ على العمود الفقري بسبب تقدم العمر من ناحية أو إصابة عصبية في القناة الشوكية، وغيرها من الأسباب.

حيث تظهر العديد من النتوءات العظمية داخل القناة الفقرية، وتلف في الأوعية الدموية للألياف العصبية، وهو ما يعني ظهور العديد من المضاعفات مثل:

  • الآلام الشديدة في الظهر.
  • عدم الإحساس تمامًا عند بعض الحالات.
  • ظهور علامات خلل وظيفي في الحركة أو الجلوس وغيرها من وضعيات المريض اليومية.

 لذلك يجب على الطبيب اتخاذ قراره على الفور بإجراء عملية جراحية بشكل ضروري.

أما وصف العملية، فإن العملية تهدف إلى إزالة جميع الأجزاء الضاغطة على القناة الشوكية، وبالتالي التخلص من النتؤات العظمية والعصبية التي تسبب آلام بالغة للمريض، وكذلك التخلص من بعض المظاهر الأخرى مثل:

  • دمج و التحام الفقرات وتقويمها
  • استئصال الجسم الفقري
  • إزالة الضغط العصبي من النتوءات
  • زراعة العضو الصناعي البديل عن الغضروف الفقري.

وقد يستبدل الطبيب بالطبع عملية وجراحة العمود الفقري العادية بالعملية الجراحية من خلال المنظار، كما تعرفنا في السابق.

عملية العمود الفقري في حالة الانحناء جانبيًا

هذه الحالة الطبية المعروفة بالجنف، وهي عملية انحناء العمود الفقري جانبيًا، وبالتالي التزحزح باتجاهات جانبية أو الاعتلال، وبالرغم من أن هذه الحالة قد لا تستدعي إلا العلاج الطبيعي والفيزيائي لتثبيت العمود الفقري، إلا أن هناك العديد من الحالات التي تستدعي إجراء العملية الجراحية لإصلاح الجنف.

أسباب اتخاذ القرار بضرورة إجراء هذه العملية

  • الضغط على أجهزة وأعضاء الجسم المختلفة بسبب حالة الجنف أو انحناء العمود الفقري، مثل الضغط على القلب والرئتين.
  • تقويم الانحناء في العمود الفقري.
  • إزالة الدوران في العمود الفقري.
  • تثبيت العمود الفقري.

أما الهدف من العملية فيتم إجراء عملية جراحة العمود الفقري؛ للتخلص من الانحناء في المقام الأول، لذلك يقوم الطبيب بالجراحة عبر البراغي والخطّافات في العمود الفقري، ثم يتم التثبيت على وضع العمود الفقري على الوضع الطبيعي.

كسر العمود الفقري

هذه الحالة أيضاً تستدعي قرار الطبيب بضرورة التدخل الجراحي. وذلك بسبب كسر أي جزء من العمود الفقري، بسبب الأعمال العنيفة أو الحوادث أو السقوط وغيرها من الأسباب، وبالتالي تؤدي هذه الأسباب إلى كسر أجزاء من العظام والنتوءات العظمية والفقرات في القناة الفقرية.

ينتج عن هذه الأسباب السابقة، مضاعفات خطيرة مثل:

  • أخطار الشلل النصفي سواء الكامل أو الجزئي.
  • حالات التنميل وضعف الإحساس في مكان الكسور
  • ضعف الحركة.

أما عن وصف هذه العملية الجراحية للعمود الفقري؛ فهي عبارة عن ربط الأجسام الفقرية بعدة أشكال ثابتة أو حركية حتى تصل للوضع الطبيعي، كذلك يقوم الطبيب بتخفيف العبء على الفقرات المضغوطة وهو ما يعني تقليل تلف الألياف العصبية والأوعية التي تضررت بسبب الكسور.

كذلك فهناك العديد من التقنيات الطبية التي تهدف إلى الوصول إلى استقرار العمود الفقري بعد تعرضه للكسور، مثل إعاقة الأجسام الفقرية، أو ما يعرفه بعض الأطباء بالتحام الفقرات، عن طريق ربط جسم من الأجسام الفقرية مع بعضهما.

ويستخدم الأطباء في هذه العملية:

  •  البراغي والصفائح.
  •  بالون الفقرات الذي يتم إدخاله داخل المناطق المتضررة في العمود الفقري.
  •  وعن طريق بالون الفقرات يتم وضع وحشو ملاط العظام الطبي لمحاولة تثبيت الأجسام المكسورة داخل القناة الفقرية، وبالتالي تساعد على إرجاع هذه المناطق المكسورة لوضع الترميم وإزالة الآلام المبرحة الناتجة عنها.

كيفية التحضير لعملية وجراحة العمود الفقري

هناك العديد من الإجراءات التي يقوم بها الطبيب عند اتخاذه قرار إجراء الجراحة في العمود الفقري لأي سبب من الأسباب التي وضحناها في الأعلى، وهذه الإجراءات بمثابة تحضير للجراحة:

  • معرفة تاريخ الحالة المرضية.
  • إجراء أشعة سينية أو الرنين المغناطيسي لمعرفة أسباب الآلام في العمود الفقري، وتجديد الأجزاء التالفة، أو شكل الغضروف أو القرص البين فقري.
  • إجراء قياس دقيق لكثافة العظام.

إلى جانب هذه الإجراءات، فإن جراحة العمود الفقري، تتم تحت تأثير البنج أو التخدير الكلي وذلك عن طريق مزيج من الأدوية المخدرة المتخصصة ويتم حقنها للمريض حتى يغيب عن الوعي قبل إجراء العملية مباشرةً.

وهذه الإجراءات السابقة، يراعي فيها الطبيب العديد من العوامل التي يحددها الطبيب مثل:

  • سن المريض.
  • الحالة الصحية.
  • الأمراض التي يعاني منها المريض.

 وغيرها من العوامل التي يحددها الجراح الذي يقوم بالعملية هذا بالإضافة إلى طبيب التخدير أيضًا.

مرحلة ما بعد إجراء عملية جراحة العمود الفقري

تعتبر مرحلة ما بعد إجراء العملية أو ما تُعرف بمرحلة التعافي والشفاء من العملية، حيث تتم بعض الخطوات مثل:

  • مراقبة المريض جيدًا
  • إعطاء المسكنات للتخفيف من الآلام الناتجة عن إجراء العملية الجراحية.
  • الراحة لمدة تصل إلى 6 أسابيع.

يمكن للطبيب أن يستخدم العديد من الأدوات التي تساعد على التعافي والشفاء السريع مثل:

 استخدام الدعامات المثبتة للعمود الفقري، والحفاظ عليه من بعض الحركات المضرة الفجائية في العديد من الحالات بعد العملية الجراحية.

كم تستغرق عملية العمود الفقري

  • من الأسئلة الهامة التي يمكن طرحها عند التحضير لإجراء عملية العمود الفقري. ما هي عدد ساعات عملية أو جراحة العمود الفقري. وفي الغالب فإن هذه العملية أو إجراء الجراحة تتم ما بين ساعة أو ساعتين على الأكثر، وهذا في الحالات العادية.
  • وقد تكون أكثر من هذه الساعات أو المدة، في بعض الحالات الأخرى، لكن يبقى المريض فيها للملاحظة الطبية الدقيقة وأخذ بعض المسكنات والأدوية حسب ما يراه الطبيب ويحدده.
  • بينما نرى أن مدة إجراء جراحة العمود الفقري بالمنظار، تستغرق أقل من هذه المدة السابقة في الغالب. ويغادر المريض في نفس اليوم دون آلام تُذكر، أو يبقى قليلًا للمراقبة الطبية حسب ما يراه الطبيب بعد إجراء العملية.
  • أما عن فترة الشفاء والتعافي فقد تستمر عدة شهور في العديد من الحالات، فعلى سبيل المثال فإن الشفاء والتعافي من عملية تثبيت الفقرات يكون ما بين 3 إلى 6 أشهر على الأكثر.

مخاطر عديدة قد تحدث بعد إجراء عمليات العمود الفقري

من المعروف أن هناك نسبة من المخاطر لأي عملية جراحية، وليس فقط عمليات العمود الفقري، وهذه المضاعفات قد تحدث في بعض الأحيان نتيجة عدم سماع نصائح الطبيب أو تطبيقها، أو بسبب إهمال الطبيب ذاته وغيرها من الجوانب الطبية الأخرى التي تتعلق بإجراء هذه العملية.

وهناك العديد من المخاطر الناتجة عن عمليات العمود الفقري، فقد تعاني بعض الحالات من بعض المظاهر مثل:

  • رد الفعل التحسسي بسبب حقنة التخدير أو الأدوية المسكنة التي يتم استخدامها بعد العملية مباشرةً.
  • تعاني بعض الحالات من إصابة بعض الأعصاب في العمود الفقري بمضاعفات.

وبالرغم من أن هذه المضاعفات نادرة الحدوث إلا أنها قد تحدث في بعض الحالات، هذا بالإضافة إلى مضاعفات مثل:

  • النزيف خلال العملية .
  • التهاب الجرح بعد إجراء العملية.

 وهذه  المضاعفات السابقة قد تحدث للعديد من الحالات نتيجة عدم الرعاية الطبية الدقيقة.

نصائح طبية هامة للمريض بعد إجراء الجراحة

في أغلب الأحيان ينصح الأطباء المرضى بعد إجراء عملية العمود الفقري بالعديد من النصائح مثل:

  • ارتداء الدعامة عند الحركة والمشي لمدة لا تقل عن شهر بعد إجراء العملية.
  • تجنب وضعية الانحناء إلى الأمام.
  • عدم حمل الأشياء الثقيلة لمدة لا تقل عن 3 شهور بعد إجراء العملية.
  • ضرورة ممارسة المشي والتمارين الرياضية الخفيفة التي يحددها الأطباء لتقوية العضلات الموجودة في العمود الفقري.

هذه كانت بعض المعلومات الطبية الهامة عن جراحة العمود الفقري، والتي تعد من أهم العمليات الجراحية المنتشرة حول العالم في الوقت الحالي.

نشير في النهاية إلى إمكانية التواصل مع مركزنا انترناشيونال كلينيك international clinic عبر صفحة اتصل بنا أو أرقام الهاتف الظاهرة في صفحات الموقع لمعرفة المزيد حول ما يخص جراحة العمود الفقري.